يتصف النصوصيون بأنهم دائما ينظرون إلى الأمور نظرة أحادية من ناحية النص المقدس دون النظر إلى الجوانب الأخرى للمسألة ودون النظر حتى لروح النص ومقاصده. لذلك مع كل حادث انتحار في مصر يخرج النصوصيون ليصبوا اللعنات على المنتحر ويقوموا برص أحكام فقهية ما انزل الله بها من سلطان ولكن من وضع فقهاء القرون الوسطي. أحكام فقهية انشغلت دائما بما هو مادي وأهملت كل ما هو نفسي يتعلق بإكراه الإنسان على سلوك معين.
تتمة موضوع "انتحار أم أنه مجتمع قاتل؟.....مؤمن سلام "
لم تَصْدر الثورة الإيرانية عن تَصوّر ماضوي خالص؛ على الرغم من تحوّلها إلى ثورة ماضوية رجعية بكل المقاييس. المفاهيم والشعارات التي جرى الحشد بها - ولها – ابتداء، لم تكن دينية خالصة، أو لم تكن دينية من البداية إلى النهاية، بدليل أن تجربة مصدق - كتجربة سابقة مُلهمة بشكل ما - كانت ذات منحى يساري واضح، لا يتفق مع الخط الديني التقليدي السائد. كما أن النشاط السياسي الكبير للحزب الشيوعي الإيراني (توده) في العقود الثلاثة التي سبقت الثورة يؤكد أن الروافد الثقافية الأجنبية كانت تُعيد صياغة الوعي الإيراني العام، إما بشكل مباشر، كما في التيارات المدنية الخالصة، وإنما بشكل غير مباشر، نتيجة ما تسرّب من مفردات /مصطلحات/ مفاهميم الوعي المدني إلى فضاء النشاط الديني، ومن ثم إلى وعي عموم المتدينين المتأثرين بخطاب رجال الدين.
تتمة موضوع "إيران.. الحكم الثيوقراطي في الزمن الليبرالي.....محمد بن علي المحمود"