مقدمة
في عصر العولمة لا توجد مشكلة إلا ولها علاقة بمشاكل أخرى في دول قريبة أو بعيدة. لذلك فالأزمة العراقية لا يمكن تناولها وإيجاد الحلول لها بمعزل عما يجري في العالم، وما لها من علاقة بأزمات دول الجوار وما بعدها وصولاً إلى أمريكا والصين وروسيا.
بعد نشر مقالي الأخير الموسوم (جدل حول أسباب الإرهاب)(1)، تلقيت الكثير من التعليقات الإيجابية من القراء الكرام، من بينهم كتّاب وأكاديميون متميزون متابعون للشأن العراقي، كذلك أربع أو خمس تعليقات فظة من شخص واحد معارض للمقال. المشكلة لدى هذا المعارض أنه لا يرى الأمور إلا بلونين، أسود وأبيض، فإما أن تكون عدواً لأمريكا أو عميلاً لها، ولا مجال للنقد او حتى المطالبة بعلاقة متكافئة معها. وعلى سبيل المثال كتب في أحد تعليقاته: "كانت مقالاتك تدعو الى قواعد أمريكية، وتالي رحت تكتب ضد امريكا، وكيف يكون التلون ؟!" ففي نظر هذا القارئ أن أي نقد لأمريكا هو تلون، وانتهازية! ولا أدري لمصلحة من هذه الانتهازية ؟
تتمة موضوع "أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!....د. عبد الخالق حسين"
النظرية آداة تحليل لتفسير الواقع والتنبؤ بالمستقبل، وقد تعددت النظريات التي تحاول تفسير واقع العلاقات الدولية ما بين الواقعية والليبرالية والماركسية والنقدية وغيرها من النظريات. كما رفض بعض المفكرين مثل ناعوم تشومسكي لوجود نظرية في العلاقات الدولية باعتبار أن في العلاقات الدولية ظروف تاريخية شديدة الاختلاف والتعقيد يصعب تطبيق النظريات عليها بشكل نمطي.
يرجع تعدد نظريات العلاقات الدولية إلى الاختلاف حول ما يجب أن يدرسه هذا العلم الجديد الذي ظهر بعد الحرب العالمية الأولى وبعد انفصاله عن الدراسات الإنسانية الأخرى مثل التاريخ والقانون والفلسفة والاقتصاد والسياسة. فقد ذهب البعض إلى أن العلاقات الدولية يجب أن تدرس العلاقات بين الدول وصراعها من أجل القوة والأمن، أو دراسة الروابط الاقتصادية المتنامية العابرة للقوميات والاعتماد الدولي المتبادل والمتزايد، أو نظام التبعية والسيطرة العالمي، أو العولمة.
ويقسم بعض المنظرين نظريات العلاقات الدولية إلى نظريات مفسرة ونظريات منشأة. حيث تسعى النظريات المفسرة إلى فهم السياسات الدولية عن طريق فهم الفاعلين والعمليات والمواقف. بينما ترى النظريات المنشأة أن تحليل الأشكال المختلفة للنظر إلى العلاقات الدولية لا تعكس العالم كالمرآة ولكن تساعد في تشكيل هذا العالم.
تتمة موضوع "النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية..... مؤمن سلاّم "