وأنا أحاول تفكيك البنية المعرفية للجماعة التي تحاول عبثاً الإساءة إلى محمد النبي في شكل من التهريج وعدم الجدية في ملامسة فكر النبي وما يريد تحقيقة ، وجدت إن معظم الذين يتصدون لذلك تنقصهم الأدوات اللازمة في نقد وتفكيك الأطروحات التي جاء وبشر بها النبي ،
وهنا سنكون حيادين في التعاطي مع القضية ومنصفين إن أمكن ، فالجدل الذي يُتخيل هو في الجانب الإعلامي ومحاولة تسفيه لثقافة المسلمين المتداولة والمحكية في صيغة رفض الآخر والتي تضخم في العادة لأغراض دعائية ، تستغل أبشع أستغلال من أصحاب النزعات السياسية المعروفة وتجد من يُعطيها بُعداً نفسياً سيئاً ، إذ إن فكرة رفض الآخر هي ليست وليدة اللحظة أعني أنتشارها بشكل مكثف في الأوساط الدينية ، فاليهودية لم تؤمن بحياة عيسى أو اليسوع وتكذب قصة مولده ودعوته ونبوته وهي لا تزال تؤمن بمجيء المسيح طبعاً غير هذا المسيح وغير هذه المسيحية ، والرفض في حد ذاته تكريس للأنا ورفض كل مالم يصدقه الأراخنة ولا يخفى ان للرفض هذا بعد سياسي وليس ديني أكيد ، وهذا المرض أعني مرض الرفض وعدم القبول بالآخر يمثل الفكر المسيحي القديم والجديد أي إنهم يرفضون فكرة وجود وصيرورة نبي غير الرب يسوع ، ولهذا هم يرفضون ويكذبون بوجود نبي أسمه محمد ويتهمون رسالته بكل ماهو سيء بل أن الحروب الصليبية التي جرت في غابر الأيام هي لتوكيد هذا الرفض ، فلامحمد رسول ولا القرآن كتاب مقدس عندهم هذا في المستوى العام من التفكير وفي سياق الفكر اللاهوتي الكلامي والفلسفي ، وبالتالي فثقافة الرفض قديمة وحين تأخذ طابع الأستفزاز اليوم فهي في الغالب ردات فعل مبرره أحياناً وغير مبرره أحايين ، خاصة في ظل هذا الواقع السياسي الذي خلقته الثورة الإيرانية وما تلا ذلك تتابعاً حتى تشكيل الخلايا الارهابية التي خططت ونفذت وقامت بأحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيره ، وكلنا كنا مع خيار إنهاء حالة الفلتان الذي كانت تشكله القاعدة وطالبان ودعمنا رحلت تحرير أفغانستان من ذلك الظلم الكبير ، وكان لوقع الأحداث في ضمير ومخيلة الناس البسطاء وقع استغله مثيري الفتن ليزيدوا النار أشتعالاً ، فموضوعياً محمد الرسول ومحمد النبي لايستحق هذا النوع السيء من الأزدراء فهو حتماً ليس منظمة سياسية ولم تكن رسالته أعني كتاب الله داعية حرب أوقتال إلاّ من أجل رفع الظلم وتحقيق العدالة أي إنها دعوة من اجل حماية الإنسان ، هذا إذا قرء محمد على نحو هادئ وبعيد عن الأحكام المسبقة وكذا بعيد عن الفكر الذي صنعه تاريخ الفرق والمذاهب الأسلامية ذلك التاريخ الذي حط من قدر ومحتوى رسالة محمد ، وهذا يعني دعوة العقلاء إلى توخي الدقة قبل العبث فلاسنة محمد سنته ولا تاريخ الخلفاء تاريخه ولافتاوى الشيوخ ووعاظ السلاطين شريعته ، ونحن حين نشارك في عملية تنبيه الرأي العام هذا إلى فكر الرسالة فأننا نتبنا ذلك للتنبيه إلى الفرق الموضوعي والبنيوي بين العقل المسيحي الشرقي والعقل المسيحي الغربي وكذا الفرق فيما بين كنائس الشرق وكنائس الغرب حتى يتم معرفة طبيعة التفكير قبل الأحتراب والتحشيد الذي يسيء ولا ينفع ولا يخدم رسالة وطبيعة محمد الرسول والنبي ، طبعاً لإيران أغراض دعائية تحاول تمريرها عبر هذه المناكفة لكي تظهر وكأنها هي حامية حمى الأسلام ورسوله متناسية ماتقوم به من تعطيل لحركة الشعب في العراق لكي يخرج من عباءة الأرهاب والقتل إلى حياة العدل والحرية والسلام ، وكذا لأننا لا نريد ان يكون الرسول في حجمه وطبيعته الموضوع الذي يكون لعبة بيد تجار السياسة ومثيري الفتن ، ولأننا كذلك لانريد لأمتنا ان تخطأ ثانية كما فعلت في السنتين الماضيتين ، كما يجب ان نعمل على محو الصورة السيئة التي نتخذها واجهة لنا من خلال تصدي المتخلفين لقضايا الدين والتشريع ومن خلال كثرة الأحزاب والمنظمات الدينية التي تعطل عملية التلاقي مع الذات ومع الغير ، وهو كذلك تنبيه إلى مخاطر تولي الأسلاموين الحكم فهم بالتأكيد أدوات للهدم والتدمير ، فلا محمد رسم ولا هو صوره بل هو فكر خارج إطار المحسوس ورسالته أعني كتاب الله خير دليل على ذلك .