ورد في الثقافة التنظيمية العامة للحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي : ( بأن السلام هو خيار استراتيجي تام ، وانه ميثاق شرف وطني واقليمي يتوافق عليه الجميع ويتحدون) ولهذا اعطي اهمية ملحوظة في ـ الميثاق العام ـ باعتباره مجموعة قوانيين ناظمة للامن الوطني واﻻقليمي والدولي ، ناهيك عن انه يحقق طموحات الشعب في اﻻستقرار والبناء والنمو الحضاري . ولكي نكون اكثر وضوحا فالسلام عندنا له قيم اعتبارية افتراضية واخرى واقعية عملية تتم احيانا في المجتمع الواحد وفي البلد الواحد وطورا تتم مع اﻷخرين المختلفين في الدين والقومية واللسان .
لهذا فالسلام بين العراق وجيرانه العرب والمسلمين يوليه الحزب فائق اﻷهمية بأعتباره ضرورة في ذاته لذاته وللمصالح المتبادله وللشراكة الطبيعية ، ولم يكن ذلك عندنا ناتج عن ردات فعل لتقليص اثر الحروب ومزاجها السئ بل هو هدف حيوي يلاحقه الليبراليون تحقيقا للنمو الوطني وللنمو الطبيعي .
والسلام بين العراق ومحيطه اﻷقليمي نعني بذلك السلام بين العراق وأسرائيل فهذا اﻷمر نعتبره نحن في الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي من اﻷولويات اﻷستراتيجية التي يجب العمل من اجل تطويرها وتعزيزهاخدمة ﻷهداف العراق المركزية الكبرى أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية وعلمية طويلة اﻷمد .
ونحن في الحزب الليبرالي نعتبر هذه اﻷولوية تكتسي طابع العلاقة المصيرية التي تنطلق من وعي سياسي واجتماعي واخلاقي ، ومن دراسة شاملة ﻷوجه الصراع العربي اﻷسرائيلي وتاريخيته وتداعياته ، ومنه ظهر لنا بان لغة التحريض والعدوان والقتل الرائجة في أدب النازيين الجدد من بعثيين وظلاميين أدت بنا كعراقيين إلى اﻷنعزال عن المسرح السياسي والنشاط اﻻجتماعي واﻻقتصادي والثقافي .
ان التهديد واﻻرهاب الذي مارسته دكتاتوريات الماضي من رومان وفرس وجسدتها ذهنية اﻻستبداد القومي والديني الحديث من عصر هتلر ومحرقته الشهيرة إلى زمن العروبيين المهزوميين الجدد كناصر وصدام ودعواتهم عن ـ البحر والنهر واﻷرض بتتكلم عربي ـوما إلى هنالك من مبعثر الكلام وهرطقاته .أدى الى انتكاسات في سير النمو والثقة بين اﻻمم والشعوب .
والسلام بين العراقين أنفسهم حاجة يتطلبها اﻷمن الوطني واﻻستقرا ر بعد موجات من الحروب والدمار الذي طال كل شئ من احراق حلبجه وعمليات اﻻنفال إلى احراق الجنوب وتصحيره والمقابر الجماعية في طول البلاد وعرضها ، واﻻستخدام العمدي ﻷسلحة الدمار الشامل ضد عراقيي الجنوب وعراقيي الشمال ، وتهجير الملايين وهروبهم في المنافي رعبا وخوفا وقلقا على ما تبقى من انسان عراقي .
اذن فالسلام في الفكر الليبرالي هو خيار استراتيجي تام نسعى له ونعمل من اجله ، من خلال رفضنا المطلق لنزعة العدوان وللغة التحريض ولثقافة اﻻرهاب في الخطاب والشعار والكلمة ، ومن خلال رفضنا لمنطق اﻻلغاء والبتر والجز ، ﻻنه منطق يؤخر النمو في العقلي والكلامي والوطني ، نرفضه ﻻنه منطق كل المستبدين والدكتاتوريين ، ونتمسك بالسلام ﻻنه شعار اﻻنسان الراغب في الحياة الحرة الكريمة ، وهو شعار الرب وانشودته حول السلام في اﻻرض وللعالم المسرة ، هكذا هي بشارات الليبراليين وهي دعوات كل المصلحين في التاريخ لغة وخطابا ومضمونا .
السلام اذن خيارنا الوطني وخيارنا اﻷقليمي وخيارنا الدولي ، ﻻنه وبظله نحقق أهدافنا في العدل والحرية والسلام للجميع .