كتب كثيرون ممن تناولوا الكتابة عن التاريخ العربى/ الإسلامى أنّ الإسلام لم يُغيّر من طبائع العرب الأساسية، مثل الحروب بين القبائل، والتعصب العنصرى، والثأر، واحتقار المرأة، وتعدد الزوجات إلخ. ولكن أهم سمة اختصّ بها العرب (قبل وبعد الإسلام) هى اعتزازهم ب (السيف) مقابل احتقارهم ل (القلم) أى أنهم مع الحروب والقتل والدمار، وليس مع السلام والإخاء الإنسانى والعمار. وكنا فى طفولتنا ندرس قول المتنبى – الذى يتعبّـد فى محرابه المتعلمون الكبار- قصيدته التى قال فيها ((حتى رجعتُ وأقلامى قوائل لى / المجد للسيف.. ليس المجد للقلم)) وكان تعليق المفكر السعودى عبد الله القصيمى على هذا (الشعر) : ((أليس قول المتنبى هذا يعنى أنّ العربى بدوى فى طموحه وفى نماذجه الفكرية والنفسية والفنية وليس فى بيئته فقط،، لذلك كان المتنبى يُـعبّر عن (جاهلية موهبته) والغرور البدوى الرعوى هو الذى جعل المتنبى يقول ((أى محل أرتقى/ أى عظيم أتقى/ وكل ما قد خلق الله/ وما لم يخلق/ محتقر فى همتى/ كشعرة فى مفرقى)) فكان تعليق عبد الله القصيمى أنّ المتنبى ((كان يستفرغ نفسه استفراغــًا)) (العرب ظاهرة صوتية – منشورات الجمل – عام 2000- ص476، 483، 516) ولذلك فإنّ القصيمى أطلق على االمتنبى ((فارس الصهيل العربى)) (ص523)
تتمة موضوع "(العرب قبل وبعد الإسلام (1.....طلعت رضوان"