Thursday, July 26. 2007
طالعت بتمعن بكلام الشيخ الجليل اليعقوبي وهو يتحدث عن قضية هامة وهي علاقة الدين بالسلطة وأعني رجال الدين الشيعة حصرياً فلطالما يتحدث منظروا الشيعة عن فكرة الحاكم الظالم والحاكم المستبد وكتبوا عن الحاكم العادل وظربوا أمثلة في ذلك سواءٌ عن شخصية الأمام المهدي أوالمرجعيات كاملة الولاية ( الولاية المطلقة ) كما هو الشأن في أيران ( ولاية الفقيه )
كانوا يقولون أن رجال الدين السنة يبررون للحاكم ويقفون معه , على جوره وظلمه وأستبداده , وكنا نظن ان هذا الكلام صادق , ويعبر عن منهجية واقعية , لكن أنما الإيام أثبتت أن رجال الدين الشيعة أيضاً هم مثل أقرانهم من رجال الدين السنة يبررون للحاكم ويقفون معه سواءً أكان ظالماً أو فاسقاً أو مجرماً , المهم عندهم أنه يحقق المصلحة لديهم , وإلافما بال رجال الدين وهم يرون الأنتهاكات الصارخة لحقوق الأنسان والولوغ في الدماء والأعراض حتى تجاوز الأمر حده ولم يبقى حجة لذي بصيرة أن ينعتهم بكل النعوت السيئة وينعت المؤسسة الدينية من خلالهم التي تنتج دائماً رجال منافقين لايحسنون صنعة الكلام الصحيح وإنما همهم التفريق بين الشعوب والطوائف والملل , وأن أدى ذلك إلى مانرى ونشاهد في العراق المظلوم الذي يقف على ذبحه رجال دين شيعة وسنة , وكلاً يرى الأمر من طرفه وكم يحقق من مصالح لطائفته وجماعته , لقد كان الشيخ اليعقوبي واقعياً وهو يسمي الأشياء بمسمياتها فلا يمكن تسمية الزيف والخداع وأغتصاب الحقوق بأنه طريق يوصل إلى الله ولايمكن تسمية الذي يجري في العراق بأنه حكم عادل , يؤدي إلى قيام دولة المهدي المنتظر ولاهو مقدمة من مقدماتها , فكل الذي يجري إن سلمنا بعودة المهدي فليس هناك شئ في حركة النظام السياسي الحديث ولازاوية ولانقطة ولاسطر تلتقي مع اهداف المهدي المنتظر ,ولهذا فنحن مع كل شخصية أو حزب أو مؤسسة أوجماعة ترفع يدها وتقول بأعلا صوتها إنما يجري في العراق لاعلاقة له في الدين وإنما هو لعب سياسي لمصالح محددة ومسبقة , فأدخال رجال الدين فيه وجعلهم يصفقون كالببغاوات لهذا الطرف أوذاك تحت طائلة المذهبية والطائفية هو جرٌ لهؤلاء المغفلين إلى جهنم وبئس المصير وأستدراجهم لكي يظهروا على حقيقتهم بأنهم جماعة مزيفة همها مصالحها الشخصية من السلطة والمال والنفوذ ولاعلاقة لكل ذلك بالدين والإسلام ومنهج القرآن , ونحن في هذه اللحظة التأريخية من حياة شعبنا العراقي وهو يعيش في الفوضى العارمة وهو يستقبل أياماً أكثر سواداً من التي مرّت فالتقسيم على الأبواب والتناحر سيكون على أشده في الإيام المقبلة والتهليل والتبريك لهذا الطرف وذاك من قبل بعض المرجعيات الدينية هو الذي حفز الشيخ اليعقوبي ليرمي حجراً في بركة رجال الدين كي لايتحركوا خلاف الضمير والوجدان والدين , وأن يكونوا محايدين في هذة الفتنة العمياء , على أقل تقدير يحقق رغبة الأمام علي حينما قال كن في الفتنة كأابن اللبون لاضرع فيحلب ولاظهرٌ فيركب , ولكن أرتضى مع الأسف بعض المعممين وبعض المرجعيات المغفلة لتكون مصداقاً شئٌ لهذا الحديث فهي الأن تركب من قبل الأحزاب المتناحرة والتي ترتكب أبشع الجرائم بحق الشعب , هذه المرجعيات عليها أن تعيد النظر في مواقفها وان تخرج للعلن تبرئ ذمتها امام الله والمجتمع والتأريخ , فالحماقات التي يعلوا شأنها وكعبها في عراق تتقاذفه الأمواج ليس نيلاً ولاهو درجة وفاء للشريعة بل هو تغرير بالناس البسطاء لأن يكونوا حطب لنار الفتنة التي تلحق العار بالدين والمرجعيات التي تتخذ من الدين غطاءً لها أن تقول خيراً وإلا فلتصمت أحتراماً للدين الذي دعى إلى الكلمة السواء التي تلغي التنابز والتدافع وسوء النوايا المضمرة لدى هذا الطرف على ذاك , ومن هنا فلم يبقى للعراق غير الليبرالية كمحتوى والليبرالية كمظمون والليبرالية كمنظومة قيم إنسانية , التي تأخذ بيدة إلى شاطئ الأمان , لأنها هي خط وسط فاصل بين الأسلاميين والطائفيين والتكفيرين من جهة وبين العلمانيين الحزبيين المتطرفين الذين ينظرون للأنسان من زاوية الحزب من جهة أخرى , فالمنطلق الرئيس في الفلسفة الليبرالية هو أن الفرد هو الأساس , بصفته الكائن الملموس للإنسان , بعيداً عن الطوباوي والتنظير. ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها , وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً فالأنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة ونحن حينما نقول أن الحل في الليبرالية فأننا نعني بها ما يحقق سعادة الإنسان ويحميه من ظلم أخيه الإنسان فلقد ثبتت بالتجربة الماضية أن الإنسان العراقي كان يحلم بأن تكون الشريعة والدين هي المنقذ له , من الظلم والفقر والحاجة والإستبداد وأن توفر له الضمان الذي يكفل حياته في عيشة كريمة من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والضمان الصحي والإجتماعي وشعوره بأنسانيته دون تفاوت طبقي , فالإنسان العراقي خذلته التجربة الماضية التي لبست الدين غطاءً لها ولم تحقق له غير الخوف والفقر وفقدان الأمان والهروب في داخل البلد وخارجه , حتى صار العراقي على يقين بأن هذه التجربة الإسلامية التي تتحكم في رقاب العراقيين هي أسوأ بكثير من النظام السابق , ولهذا عكف ويعكف الكثير من شباب العراق وشاباته للألتفاف والأنظمام للأحزاب والمنظمات التي تنادي بالمساواة وبالحرية وبالعدل الإجتماعي الذي هو مطلب كل العراقيين , فالليبرالية هنا هي مطلب العراقيين وغايتهم النهائية التي يوماً ما وهو قريب جداً سيكون الملاذ والباب الذي يدخل منه العراق والعراقيين إلى ساحة الحياة من دون قتل وإرهاب وفقدان الأمل بالمستقبل , فالليبرالية ستكون الحياة وبها سيكون المستقبل أفضل !!!
|