بسم الله الرحمن الرحيم
في البدايه لابد من القول بان ـ الليبراليه الديمقراطيه ـ هي واقع أصيل ، و ليست هي نتاج فعل للسنوات القليلة الماضيه ، لأنها تعبير عن موقف واتجاه كل المثقفين والمفكرين والطلبه ورجال الدين المخلصين والعمال وابناء العشائر الصادقين والفلاحين المجاهدين من أبناء العراق ، انها ببساطة حزب كل العراق وحزب كل العراقيين الذين يعتبرون العراق وطن الكل وخيمة الجميع .
لقدقدم - الليبراليون - في العراق تضحيات جسام ، وكانوا على طول الخط منارات في الحوار وفي الانفتاح على الآخر وعلى الغير ، - ولهذا تعي الليبراليه الديمقراطيه - تماما حجم المسؤوليات وحجم التحديات وحجم الاخطار ، وتعي تماما الواجب الذي تضطلع به لحماية العراق في المستقبل من التعدي والظلم والانحراف ، والمسؤوليه كما نعرفها تتأكد مع جدية التوجهات الدوليه للاطاحة بحكومة سفاح بغداد ، فهي لذلك و بالتعاون مع قوى المجتمع الحر تقوم برسم خارطة المستقبل الإجتماعي والسياسي والثقافي والفكري والعسكري لمرحلة ما بعد صدام.
إن حماية العراقيين ورفع معاناتهم من الفقر والخوف والمرض والعوز والحاجة ، أولويات تعمل الليبراليه الديمقراطيه على حلها وفق المعايير الصحيحه وبالتعاون مع الدول صانعة الأمن والسلام في العالم ، إن صدام وجماعته قد حولت العراق والعراقيين إلى بلد خاوي والى اناس يبحثون عن ملاذات امنه في بلاد الله الكبيره ، ،والحال إن - صدام - يهدر المال العراقي في صنع وانتاج اسلحة الدمار الشامل لقتل العراقيين بها والعبث بمصير ومستقبل ابناء المنطقه ، ان صدام كان قد دمر أسس الثقافه العراقية وأفقد فيهم روح التلاحم والحميميه ، ودمر كل مباني المعرفه الصحيحة عندهم ، ودمر منظومة القيم الأخلاقيه والإجتماعيه ، وشاهدنا على ذلك سلسلة الإجراءات في مناهج التربيه والتعليم ، وفي الخطاب الإعلامي والتعبوي والتحريضي ، بل في كل ممارسه أو فعل قام به أو عمله ، وليس خافياً الذهنيه النرجسيه في بناء القصور والمنتجعات بينما يعيش أبناء العراق في دور خربه لاتصلح حتى زرابي للحيوانات ، لقد دمر صدام العراق لقد دمر صدام العراقين واورثهم فشلا وعجزا سيظل يلاحقهم امدا طويلاً ، عجزا انهى فيهم روح الإبداع والرياده وأربك فيهم قدرة البناء والإنتاج ....
من اجل هذا ومثله الكثير ، صرنا اكثر طواعية وقبولا لإرادة المجتمع الدولي ممثلا بامريكا في سعيها لوضع حدا نهائيا لهذا التداعي الخطير في بنية الشعب والارض العراقيه ، وإنناء على يقين بان العراقيين سيقفون صفا واحدا من أجل إنجاز المشروع التحرري هذا ، يحدوهم أمل واقعي وشعور مفعم بالثقة بان طريق الحريه والعداله شاق وطويل ويحتاج الى طول أناة وصبر وعزيمة .
إن مرحلة ما بعد 11/09 عمقت الوعي لدى العراقيين وزادتهم حماسة ، ليكونوا شركاء فاعلين في صنع السلام واقرار ثقافة السلام في العالم ، وان يكونوا فاعلين في صنع النظام الدولي الجديد تلك هي إرادة العراقيين وإرادة المجتمع الدولي معا ..
ان بناء نظام دولي جديد لن يكون ممكنا مع وجود دولا وحكام مارقين ، وكذا لن يكون ممكنا من دون إزالة عقلية الإرهاب والإرهابيين ، وكذا لن يكون ممكنا مع وجود مدارس تخريبيه وذهنية استبدادية ، ان ابناء العراق ينظرون بجديه الى مجمل التحركات في المنطقه ، وهذا ما يجعلهم اكثر عزيمة على نيل حريتهم معتمدين على خبرتهم وتجربتهم ، وبان مستقبلهم السياسي لن تصنعه افكار الماضي ومخلفات الحرب البارده ، وكذا لن تنتجه عقلية التطرف الديني والقومي والقبلي ، بل ان ما يصنع مستقبل العراق السياسي ويضمن أمنه الإقتصادي هو عقل وفكر ـ الليبراليه الديمقراطيه ـ التي يطالب الجميع بها كلا حسب لغته وخطابه وثقافته ومن هنا فان ما يجب ان يعلمه الجميع وهو المطلوب إثباته سياسيا في مرحلة ما بعد صدام الا وهو ما يلي ..
أولاً : ان يكون العراق وطناً للجميع واحدا موحدا ، يحفظ للمواطن هويته وثقافته وانتمائه ، فوحدة الشعب وو حدة الوطن هي الهدف وهي الغاية وهي المنطلق .
ثانياً : ان يكون العراق بلدا جديدا في كل شئ ، في الوعي السياسي والفكر الديني والخطاب الإعلامي والتركيب المجتمعي والتثقيف العام .
ثالثاً : ان يكون للعراقيين دور المؤسس في عملية إنهاء عقلية وذهنية الإستبداد القائمه في منطقة الشرق الأوسط ، وان يكون لهم دوراً في إنهاء سلطة العسكرتاريا والدكتاتوريات المحليه .
رابعاً : ان للعرا قيين كل العراقيين دوراً في بناء وطنهم الواحد وبناء مؤسساته على أسس ليبرالية ديمقراطية .
.
خامساً : ان يكون العراق مركز اشعاع البناء الليبرالي والديمقراطي في العالمين العربي والإسلامي .
سادساُ : ان يكون للعراقيين دوراً في مسخ ثقافة البعث وخطابه عن القومية والقبلية والطائفية ..
وهذاباعتقادنا يقوم على التالي ..
. 1.ان عراق ما بعد صدام : يجب ان يقوم على أساس الدستور والشرعية الدوليه ومبادئ حقوق الإنسان ..
. . 2. ان عراق ما بعد صدام : يجب ان يقوم على اساس العدل والحريه والسلام للجميع ، وعلى اساس القانون الذي يتساوى عنده الكل ولا يعلو عليه احد ..
.3 . ان عراق ما بعد صدام : يجب ان يقوم على اساس الدستور الدائم الذي يكفل التداول السلمي للسلطه ، ويوفر فرص التكافؤ للجميع ، وان يؤسس لمبدء فصل السلطات ..
.4 . ان الدستور الدائم : لايجب ان يقام على اساس الأكثريه سواء اكانت قومية او دينية ، بل يجب ان يقوم على اساس المواطنه ، وحب الوطن وصدق الإنتماء ومقدار ما يقوم به المواطن من نشاط وفاعليه في خدمة النظام والدستور من اعتبارات او زيادات تناقض وتنافي ثقافة الديمقراطيه والنظام الدولي الجديد ..
.5 . ان عراق ما بعد صدام : يجب ان تقام مؤسساته على اساس الإنتخاب والاختيار الحر المباشر وهو وحده الكفيل بتقديم الافضل في المجالات والاختصاصات كافه ..
6. ان عراق ما بعد صدام : ديمقراطي البناء والكيان السياسي ليبرالي التوجه الفكري والثقافي والديني والإجتماعي .
7. ان عراق ما بعد صدام : يجب ان يكون مختلف جدا عما هو عليه الآن شكلا ومضمونا ، وان الاختلاف هذا يجب ان يطال جميع مؤسسات المجتمع المدنيه والعسكريه ..
8 . ان عراق ما بعد صدام : يجب ان يتفرغ للهم الوطني حصريا ، ويجب ان يتخلى عن الشعارات التي اورثة العراقيين ذلآ وهوانا .
9 . ان عراق ما بعد صدام : يجب ان يعمل للسلام العادل ، وان يعمل لتوثيق العلاقات الشرق اوسطيه على اسس راسخه سياسيا واقتصاديا .
10. ان عراق ما بعد صدام : يجب ان يقلص عدد افراد قواته المسلحه الى الثلث ، وان يعمل على تحويل المجتمع العراقي الى مجتمع مدني .. هذه العناوين يعتبرها - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - هي المبادئ الأساسيه لمرحلة ما بعد صدام ...
ان عهدا جديدا وفجرا جديدا لامحالة آت ، وانه ربنا وحده القادر العظيم لينقذ العراقيين من بحر الظلمات الى شاطئ النور ، يا ابناء العراق : إعلموا ان ابنائكم المخلصين يعملون وفقا لارادتهم ووفقا لما يرضي الرب وبالتعاون مع قوى المجتمع الحر لتحريركم من البؤس والحرمان والخوف ، لتنالوا كل حقوقكم التي إغتصبها حاكم موتور نزاع للشر والجريمه والإرهاب ...
فتحية لكم ايها القابضون على جمر من النار ، وتحية لك ايها الشعب تحية لصمودك ، وانت تخوض معركة التحرير ، تحية لك في الايام العسيرات ، وكل العز والفخر والسمو لأهدافك العظيمة...
قال تعالى : - ان موعدهم الصبح إليس الصبح بقريب -
اللجنة المركزية
للحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي
9/10/ 2002