لا نكشف سراً حين نقول أن رائحة عفنة تُشم في كل أنحاء العراق ووصلت إلى عنان السماء, ولا نكشف سراً حين نقول بأن الأحاديث كثيرة جداً تلك التي تجري في الأوساط الشعبية وتدور عن فساد أجهزة الدولة وجمهرة كبيرة من السياسيين العراقيين, إذ لم يعد ذلك همساً, بل صار صراخاً يعم البلاد ويصم الآذان! الأسماء المشبوهة تتكرر ويزداد عددها يوماً بعد آخر, والحيرة والاستغراب تسيطران على وجوه جمهرة كبيرة من البشر, والسؤال لا ينفك يتحرك على شفاههم: هل كل هذا صحيح؟ هل أغلب هؤلاء الذين ناضلوا ضد صدام حسين ونظامه العفن, تعفنوا هم أيضاً حال وصولهم إلى السلطة وعاشوا في قصوره ورياشه؟ يصعب تصديق ذلك؟ ولكن الحكمة القديمة تقول أن دفء الكراسي يفسد الثوار!