..لا زلنا نسعى للملمة الأطراف السياسية في جبهة وطنية 28/06/2007 قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس حركة الوفاق الوطني العراقي الدكتور اياد علاوي إن جوهر الصراع في المنطقة هو صراع ما بين التطرف والإعتدال، وأضاف "انه لم يكن يتوقع هذا الانفلات الذي يعيشة العراق"، مشيدا بالجهود الأردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في محاولات خروج العراق من الظروف التي يعيشها
وبين في مقابلة مع صحيفة الدستور الأردنية نشرت الاربعاء أن العمل ما يزال جاريا بهدف إخراج الجبهة الوطنية إلى حيز الوجود، مضيفا أن الملك عبدالله الثاني كان من الذين تنبهوا الى وجود التطرف والإرهاب في المنطقة وله تصريحات مشهودة وله بصمات بيضاء في مسألة محاولة احتواء الأزمات في المنطقة. وحول تقييمه الوضع القائم الآن في العراق، أكد علاوي أن "العراق في مأزق كبير بل وكارثي وستكون هناك خسائر كثيرة لاسمح الله إذا لم يكن هناك إدراك لما يجب أن يحصل على صعيد المنطقة"، مضيفا "ان الصراع في حقيقته يجب أن نبحث في جذوره، هناك صراع ما بين قوى التطرف، وقوى الاعتدال، على صعيد الشارع العربي أو الشارع الإسلامي أو على صعيد الشارع العراقي أو على صعيد المنطقة". وأضاف "في الحقيقة نبهت الى هذا الأمر منذ أيام الحكم في العراق وعندما تشكلت السيادة العراقية والوزارة الأولى وتسلمنا السيادة، كما نبهت أيضا قوى العالم وقادة المنطقة التي أكن لهم احتراما كبيرا وكل محبة وتقدير لدورهم في نشر الإستقرار ومنهم جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية المصرية، كما تحدثت مع عدد من قادة العالم منهم الرئيس الأميركي بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير واشرت الى ما يحصل بغض النظر عما يجري من إرهاصات وإشكالات وتوترات" وقال "للأسف مؤخرا بدأ قادة العالم يتنبهون لوجود التطرف وكان جلالة الملك عبد الله الثاني من الناس الذين تنبهوا الى هذا الأمر وله تصريحات مشهودة وله بصمات بيضاء في مسألة محاولة إحتواء الأزمات في المنطقة". وأشار "في حديث لي مع قادة المنطقة عن السلطة الوطنية الفلسطنية قبل عام قلت لهم ان ما يحصل في فلسطين ولبنان والعراق كله سببه الصراع بين الاعتدال والتطرف وما يحصل ايضا هو وجه لعملة واحدة وقد تكون ذاتية موضوعية عليه لكن طبيعة الصراع مترابط". واضاف علاوي "ان هناك من يؤجج هذا الصراع من الخارج وصولا الى ما نشاهده الان من حوادث للمواطنين في الوقت الذي نعرف أن في المنطقة امكانيات عالية يمكن ان تستغل بهدف الاستقرار في عموم المنطقة واقامة شبكات الربط لتعيش الشعوب بأمن وسلام وهدوء بينما يعيش البعض بهذه المشكلة في محاولة للبحث في جوهر الصراع". وفيما يتعلق بجهوده في اقامة الجبهة التي اعلن عنها اكثر من مرة ووجهة نظر بعض العراقيين والاكراد، وحول الوضع الذي يقود للوصول إلى مرحلة الإستقرار، قال علاوي إن "مساعينا مستمرة وسوف تستمر واعتقد ان مسالة الجبهة وضم القوى السياسية العراقية في اطار يؤمن بالعراق بعيدا عن الطائفية ويؤمن بعراق موحد نعتبرها مسألة اساسية". وأوضح "بالتاكيد السعي نحو الجبهة سيجد مضادات وستتأثر مصالح هذه القوى وجزء منها سواء كانت قوى سياسية او دولية تحاول ان تعرقل مساعي الجبهة ولذلك نحاول ان نبين ان ما نعتقده هو حقيقة الخيار الذي يكاد يكون الوحيد لانقاذ العراق من الكارثة الكبرى ونحن سبق وان شخصنا اننا بحاجة لحل مسألتين هامتين في العراق: الاولى ابعاد العراق عن سياسة المحاصصة الطائفية الجهوية والعرقية من خلال تبني القوى الوطنية العراقية الاسلامية لمشروع وطني عراقي واضح ويأتي من الدستور، والثانية عقد مؤتمر اقليمي دولي باشراف الامم المتحدة لوضع دول المنطقة امام مسؤولياتها فيما يتعلق بضمان وسلامة العراق اولا وثانيا مسألة بحث التوترات في المنطقة وثالثا وضع الاسس لكي تكون هناك مصالح وطنية حقيقية للعراق حيث كان رهينة للجهد الدولي والاقليمي وللجهد الوطني في الداخل لبناء الجبهة، ونحن مستمرون في هذا لكن لا تخلوالقضية من عقبات ومن نزعة البعض للتصدي لهذه المحاولة، ورأيي أن هذه المحاولة مؤذية لمن يدعم التوجه الطائفي والجهوي وسوف تتضرر مصالح هذه القوى". وعن العديد من الافكار التي لم يتم انجازها عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء ويتم الحديث عنها الآن وهل يتوق للعودة للمنصب، قال علاوي "انا أرفض تحمل المسؤولية في الوقت الراهن والعراق فيه ما فيه، لكنني مستعد ان اتحمل المسؤولية عندما يكون العراق موحدا وعندما يكون العراق خاضعا لمشروع وطني عراقي يؤمن بالعراق العصري ولكل العراقيين، ويؤمن بان العراق جزء من الامة العربية والاسلامية بخلاف هذا انا غير مستعد، وبالمناسبة عرض علي قبل الانتخابات الاولى ان استمر في رئاسة الوزراء فرفضت الى ان نجحت كتلة من الكتل التي نادت بالمحاصصة الطائفية، لهذا انا شخصيا هدفي هو مسؤولية بقدر ما هواصلاح ومحاربة للفساد، وان يعود العراق كما كان بلدا ثريا في امكانياته وحجمه في المنطقة التي نؤمن جميعا بسلامتها واستقرارها، ولقد حاولت منذ كنت في الحكومة ان انجز ما انادي به اليوم، وللاسف الحكومات التي اتت بعدي عرقلت ما انجز في اقل من سنة في العراق، وسارت باتجاهات معاكسة تماما لما عملناه بالرغم من صعوبة الظروف انذاك". وعن نتائج الانتخابات ومراهنة الجميع على أن الرصيد الاكبر في الشارع سيحصل عليه، وعن سبب عدم انعكاس هذا على الانتخابات بصورة اكبر من الارقام التي كانت متوقعة، أشار علاوي إلى أن "الانتخابات جرت بظروف فيها على الاقل الجرائم التالية: يداية ما حصل من قمع وضرب واعتقال وتعطيل للدستور وفي الحقيقة حصلت اجراءات منها قتل (13) شهيدا مرشحين من الكتلة، والحكومة لم تلتفت ولم يحدث اي تحقيق وجرت اعتقالات بالمئات وضربوا ممثلينا في الناصرية من قبل الشرطة ولم يحدث ايضا اي تحقيق، كما استخدموا الرموز الدينية في الانتخابات وشعبنا شعب بسيط واستخدام الرموز الدينية ادى بالنتيجة الى ان ينتخبوا من اجلها ثم بعد ذلك اسكتوا هذه الرموز الدينية". وأضاف "ايضا قوى الاعتدال والقوى الوطنية والتي تمثلت في القائمة الوطنية هي صاحبة المشروع الوطني العراقي الذي يرفض الطائفية ويرفض المحاصصة والجهة الوحيدة التي لم تدعم، عكس بعض القوائم الاخرى التي دعمت القوى الوطنية العراقية لم يكن من يدعمها لا عربي ولا حتى اجنبي ولا اسلامي هذه هي الاسباب التي ادت لفشل الانتخابات". وقال "ولمن يريد الاطلاع هذا تقرير اللجنة الدولية التي كلفت لتقصي موضوع الانتخابات في العراق وباشراك ممثلين عن الجامعة العربية، إذ قال ان هناك تزويرا وتعديا واقترحوا بالتقرير وجوب ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية وليست حكومة تقوم على القاعدة الانتخابية". وأكد انه "وبالرغم من ذلك وضعنا آليات وتصورات لكنهم قالوا نريدها ان تسير على الاستحقاق الانتخابي الوطني لهذا انتهت المسألة من حكومة وحدة وطنية حقيقية واعتماد تشكيل وحدة وطنية حكومية الى ان تكون حكومة تتبنى المحاصصة الطائفية". وحول تقييمه لجولته العربية والتقاءه بعدد من القادة وعن اسباب عدم زيارته لسوريا، وعلاقة دمشق وطهران في الوضع في العراق شدد علاوي على أن "امتداد العلاقات سابقة موجودة مع الدول العربية وحركتنا حركة وفاق نشعر ان عمقنا وامتدادنا الطبيعي هو اشقاؤنا بالمنطقة ونحن لن ننسى الايادي البيضاء لقادة دول واشقاء عرب، منها الاردن، عندما استضاف حركة الوفاق الوطني ايام صدام حسين وكان لنا نشاطات واذاعة بالاضافة الى دول اخرى". وأضاف "ثانيا هذه الزيارات هي لتبين وتنبه ان الخطر المشترك الذي تتعرض له المنطقة هو خطر شامل وكنت اعبر عن قلقي لما يحصل في العراق وشجعت قادة المنطقة على ان يتخذوا قرارات لحماية المنطقة من تداعيات ما قد يحصل في موضوع العراق وعلى سبيل المثال هنالك حوالي مليون لاجئ هنا وبحدود المليون في سوريا فهناك سلسلة من الاشكاليات الكبيرة التي حذرت منها بوش وبلير وقلت لهم اذا استمرت العمليات بهذا الشكل بواكير الازمة فانها ستزيد، وبالتالي هجرة العراقيين ستكون اوسع للخارج وستتأثر اوروبا واميركا بهذه الهجرة لان امريكا تعطي الان موافقة وتمنح اللجوء السياسي للعراقيين، في الوقت الذي عملت فيه امريكا معنا ومع غيرنا في تأسيس دولة القانون والديمقراطية في العراق، والاخوان في سوريا تحدثت معهم بشفافية ووضوح من انه يجب ان نعالج المشكلات القائمة بين العراق وسوريا ونعالج المشكلات الموجودة بسوريا وقدمت رؤيتين احداهما تشكيل لجنة ثلاثية بين العراق وسوريا واميركا، وتشكلت اللجنة لبحث مشاكل تتعلق بثلاث مسائل اساسية هي الحدود والانتقال بين الحدود والثانية هي التعاون الامني والمعلومات والجانب الثالث الاعلام، ورابعا ان هذا الاطار يجب ان يكون وسيلة لبحث العلاقات المتأزمة ما بين الولايات المتحدة الامريكية وسوريا بهدف حل هذه التوترات، وهذا الجهد لم يكن بعيدا عن القادة العرب او بمعزل عن درايتهم، وسعينا لوضع القادة العرب في صورة الموقف". وأشار إلى أن "الجهد الثاني هو مؤتمر شرم الشيخ الاول واول شخص استشرته هو جلالة الملك عبد الله الثاني وكان متجاوبا بالكامل فكان الرأي ان نعقد المؤتمر في البحر الميت او العقبة او شرم الشيخ وانا كنت باستمرار ما بين عمان والقاهرة والتقي مع الرئيس مبارك، فاقترح جلالة الملك ان ندع القرار للرئيس مبارك، مضيفا اننا في الاردن جاهزون لاستقبال المؤتمر في اي وقت وكنت حريصا ان يكون هناك تمثيل لايران وسوريا وحضورهما للمؤتمر، وبالفعل شاركت سوريا وايران وقد ارسلت رسولا لطهران لاني مقتنع ان المسألة لن تحل ما لم تكن طهران موجودة ووافقت مشكورة، وتحدثت مع الرئيس بوش وقلت له انني أخذت مشورة وموافقة الملك عبدالله الثاني والرئيس مبارك واخبرته ان وجود سوريا مهم لاننا مرتبطون مع سوريا جغرافيا وتاريخيا، وللاسف هذه الجهود لم تتبلور في جهد عملي وانتهت ايضا، وأنا أقول باستمرارأن هنالك تعميقا للازمة وانتشارها ليس فقط في العراق بل والى الجوار ودائما كنا نقول ان على دول الجوار ان تكون سيدة الموقف وبالتالي على هذه الدول ان تكون مسؤولة امام المجتمع الدولي وامام المنطقة في ما تقوم به لتقسيم المنطقة بما فيها سوريا". وعن حقيقة الموقف الإيراني، أوضح علاوي أن "ايران في مؤتمر شرم الشيخ الاخير الذي حصل في الايام الاخيرة كان موقفهم واضحا وصريحا حتى انهم لم يكتبوا اسمهم في الوثيقة لكن قالوا ان كل القرارات واضحة ولقد حاولت ان ابني فهما مشتركا مع الايرانيين على أرضية انه يوجد بيننا علاقة وطيدة كوننا بلدين متجاورين وبلدين مسلمين وبيننا مصالح كثيرة واهم شيء كيف نحافط على هذه المصالح من جانب ومن جانب اخر على ان لا نتدخل في الشؤون الداخلية، ومن هذا المنطلق قمت بنزع السلاح الثقيل من مجاهدي خلق ومنعتهم من ممارسة نشاطات خطيرة في وقتها، وقلت لهم ارحب بكم كضيوف ولكن دون ممارسة اي نشاط اعلامي او عسكري". وتابع "كل هذا كان عبارة عن عربون او دليل لايران على اننا لانريد ان نتدخل في شؤونهم ونحن في ذلك الوقت اتخذنا قرارا عراقيا بحتا، وللاسف يحصل الان ما نشاهده وهناك تهم اميركية واضحة لما يحصل في العراق ومن تدخلات ايرانية، هناك اعتقالات حصلت وتحصل للايرانيين في العراق وحتى الحكومة العراقية لم تبلغ الشعب العراقي انها تعتقل خمسة ايرانيين على ارض العراق، اضافة الى ذلك يحدث اجتماع اميركي ايراني على ارض العراق وهذا شيء مهم ان يحدث الاجتماع، ولكن يحدث بسبب التدخلات الايرانية في العراق والا لماذا يتم الاجتماع في العراق، وما نأخذه على هذا الاجتماع انه حدث ويحدث بعدم وجود دور اقليمي وعربي بحيث اصبح بين اميركا وايران في العراق كما اردنا حضورا للجامعة العربية لتكون بالصورة مع الدول المجاورة على الاقل وتحديدا الاردن والسعودية والكويت، فليس معقولا ان يأتي هذا الحديث بمعزل عن المنطقة ويتم تبنيه في رسالة رسمية الى القيادة الامريكية، لقد قلنا ان هذا تناقض وعلى الحكومة العراقية ان تعرف ان مستوى هذا الاجتماع وانعقاده في العراق بسبب التدخلات، فلماذا يحدث الاجتماع في العراق، ليس له داع". وزاد "المشكلة ان هذا على المدى البعيد لن يخدم الاستقرار في المنطقة ولن يخدم العلاقات العراقية الايرانية، وبالتأكيد العراق يمر في حالة وهن وضعف كبير ولكن سوف يخرج منها ولا نعرف متى سيخرج وسيكون للشعب العراقي رأي لمن وقف معه ومن وقف ضده، لهذا التدخل في الشأن لعراقي الداخلي والتدخل في الشأن السوري والاردني لن يصب في استقرار المنطقة ومصالحها". وعما إذا كان التحرك الذي يقوم به بمعزل عن المباركة الاميركية او الرأي الاميركي، وحول عدم زيارته لكردستان عندما كان رئيسا للوزراء لانها ترفع العلم الكردي ولا ترفع العلم العراقي، أكد علاوي "لا انا من اتخذ القرار بان يكون العلم العراقي هو نفسه العلم ويستعمل حتى يقر المجلس النيابي الجديد العلم وان تستبدل كلمة الله اكبر الى الخط الكوفي، والقرار الثاني الذي اتخذته ان يكون النشيد الوطني للعراق هو نفسه النشيد الحالي وانا من ذهبت لكردستان واقنعت الاخوة القادة الاكراد وقلت لهم يجب أن نستعمل هذا العلم والنشيد وعلينا كلنا ان نلتزم به وانا سأطرح الموضوع على وزارة الثقافة العراقية ان تعد مسابقة لاستلام مقترحات فيما يتعلق بعلم او نشيد ويقدم لمجلس النواب". وأضاف "أما عن الشق الأول من السؤال فنحن نعتز بصداقة اميركا وصداقة دول اخرى لكن تحركنا يعتمد على معاناة المنطقة وعلى المخاطر التي تعيشها وانا ما يهمني هو عمل مشاريع مشتركة مع الاردن في استثمار الغاز في غرب العراق واود ان اعمل مستشفى كبيرا في العقبة لمعالجة الاوضاع ونريد شراكة مع الاردن ولن نستشيرامريكا او روسيا، هذا مبني على انتمائنا، وعلى سبيل المثال من غير المعقول أن تحرم الأردن ومصر من الموارد ويمكن ان تكون مكملة لبعضها البعض، ونحن اذا حدث تنقيب مشترك او صار مصنع لتكرير النفط سيستخدمه الاردن واقتصاده لانه يمتلك خيرات كثيرة ونحن عندنا نفط، فلماذا لا يحدث تعاون، ولكن يجب ان تكون الحكومات جاهزة وتعد الامور كلها ليس فقط على الاردن مصر". وقال "من جهة أخرى نحن طالبنا ونطالب الان بان يكون هناك دور اوسع لمجلس الامن والامم المتحدة في تهيئة الامكانيات العراقية، وطالبنا ان تشترك دول الجوار وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي في معالجة الازمة والاسراع في بناء الدولة العراقية، وما يحدث في العراق معناه أننا دخلنا في صراع اقليمي سيكون له بداية لا نعرف نهايته لهذا نحن نحذر منه، ولقاءاتي مع الفعاليات السياسية وقادة الدول العربية والاوروبية تجيء لطرح هذه المخاوف، هناك مخاطر على المنطقة وما حذر منه جلالة الملك عبد الله وصرح مسؤولون اخرون ان المنطقة مقبلة على مخاطر اصبح امرا مكشوفا الان امامنا في لبنان، و في السودان وما يحصل في فلسطين وما يحصل في القضية، فلم تعد المخاطر في العراق فقط الان امتدت الى الكل واتسعت ومرشحة ان تتوسع باستمرار". وأوضح "انا كان عندي السفير الياباني ويحمل رسالة من حكومته والحكومة اليابانية حكومة مسالمة ويقول نحن قلقون جدا ونريد ان نلعب دورا اكبر، قلت له انتم تلعبون دورا اكبر بوزنكم السياسي خلال ما يسمى منظمة الدول الثماني، وروسيا ايضا مطالبة بان تلعب دورا وامريكا مطالبة بان تلعب دورها بالاضافة لدور المانيا وفرنسا وغيرها من الدول، لان الخطر اصبح داهما وغير سهل ما بين ارهاب وتطرف وما بين قضايا ستكون خارجية". ولدى سؤاله انه في حال اقدمت اميركا على ضرب ايران واثر هذه الضربة على العراق وعلى الوضع الداخلي والاقليمي، قال علاوي إنه "قبل الخوض في مسألة الضربة هناك مدارس تؤمن بالضربة ومدارس تؤمن بلغة الحوار، لكن قبل التفكير في هذا الامر انا طرحت على الرئيس بوش وتوني بلير مسألة دعم محور الإعتدال وقلت لهم انتم قادة تتحملون الكثير من اجل استقرار المنطقة وامنها". وأشار إلى أن "بلير الان يتحدث عن صراع في المنطقة نبهت اليه من قبل سنتين ونصف، لكن ان استمر دعم خط الاعتدال على صعيد الحركات الشعبية الجماهيرية وعلى صعيد الحكومات هذا سيضع المنطقة في اطار جديد وسيضع شعوب المنطقة بوضع جديد قد يكون وضعا صحيا، وقد يتبلور الصراع حين ذلك بين الصراع والتطرف، مسألة الحرب اذا حدثت بالتأكيد سوف يكون لها تداعيات وانا تحدثت مع الامريكان وقلت انكم تختزلون القصة في مسألة السلاح النووي فإذا قالوا ان مسألة السلاح النووي قد انتهت فيجب ان يبحث هذا الامر في مؤتمر دولي بمشاركة الامم المتحدة وان توضع الاوراق على الطاولة بالكامل وان يصير حديث لتلافي النزاعات المسلحة، هذه السياسة تزامنت مع دعم حقيقي لمحاولة الاعتدال في المنطقة، لكن دول الاعتدال تطالب بمسائل ومواقف بعضها تعجيزية من قصة ديمقراطية وقصة انتخابات وغيرها". وعما إذا كان يخشى من الطائفية بشكل اكبر وهل يخشى من امكانية التقسيم العرقي في العراق، أوضح علاوي "أجريت مقابلة مع (BBC) واشرت إلى اننا عمليا دخلنا في مرحلة حرب اهلية في العراق ونحن اذا لم نعد ترتيب المسألة سيصل العراق الى نقطة اللاعودة وستحصل كارثة في اواخر العام الماضي وعقدنا مع الرئيس بوش مؤتمرا صحفيا وانا خارج المسؤولية، هناك حرب اهلية وبالشكل التقليدي، بدأت الامور تتعقد وتخرج قوى التطرف اكثر، كل ما يحصل فوضى وملابسات تنعش قوى التطرف، ويضاف الى هذا يخرج من العراق مئات الالوف وملايين من الناس وبالتالي هذا النزوح في داخل العراق وخارج العراق، وحسب ممثل الامم المتحدة يقول عندنا معلومات متواضعة أن هنالك مليونين نزحوا داخل العراق بسبب الانتماء المذهبي الديني او العرقي اي ان ربع الشعب العراقي نازحون وثلاثة ملايين في الخارج نتحدث عن خمسة ملايين". وعن مخاوفه على وحدة العراق وامكانية التقسيم، شدد علاوي على أن "التقسيم صعب، ومن يمارس الطائفية من كل الاطراف هم قلة والمهم ان الشعب العراقي لا يؤمن بهذا فانا انتمي للمذهب الشيعي والمذاهب كلها مقدسة ومحترمة وديننا مسألة مقدسة، لكننا نتحدث عن الطائفية السياسية من تحول الايمان بالمسيحية مثلا الى طائفية سياسية من تحول قضية الانتماء بالايمان بالمذهب السني او الشيعي الى طائفية سياسية، نحن ضد الطائفية السياسية واذا استمرت هذه الطائفية في العراق بهذا الشكل ستنعكس على المنطقة وربما تنعكس الان على المنطقة بالكامل واذا استمر سينعكس هذا التداعي سلبا على العراق باتجاه اخلاء العراق اكثر واكثر من العراقيين والى المزيد من العنف والانقسام والاقتتال، لا يزال موضوع التقسيم صعبا والغالبية ضد هذا الموضوع". وعن رأيه في احكام الاعدام التي أصدرتها المحكمة الخاصة وذلك الحكم الذي صدر على صدام حسين وطريقة الاعدام، أكد علاوي أن "القضاء غير موجود في العراق بشكل نزيه وبشكل عادل واصبح القضاء مسيسا نتيجة ماحدث من تداخلات واشتباكات واجتهادات وغيرها، ودليل ما حصل في محاكمة صدام خمسة قضاة ولم تستكمل المحاكمات وأعدم صدام". وأضاف "هناك أسئلة كان يجب أن يجاب عليها، لماذا ذهب صدام الى الكويت وما ملابسات الحرب العراقية الايرانية فكلها يعرفها التاريخ والعراقيون وانا طالبت بالافراج عن متهمين منهم سلطان هاشم وتحدثت مع السلطات الاميركية لان هذا الرجل عسكري ووزير دفاع يقاتل كأي وزير دفاع". وعما إذا سعى للإفراج عن طارق عزيز وغيره، أكد علاوي بالقول "سعيت لكل من هو غير ملطخة يديه بالدماء وانا نفسي تعرضت للإغتيال من صدام ولما رجعت لم ارجع بهدف الانتقام والكراهية، فالكراهية لا تولد الا الكراهية والبغيضة، ويجب ان يتوقف المسلسل، هناك من ارتكب جرائم واسعة يوجد جزاء، يوجد قانون يوجد قضاء، والقضاء يطلق كلمته النهائية وينتهي الموضوع، ونحن نتولى اقوى مسألتين في العراق هي التي تمثل القاعدة التي يبنى عليها الهرم الذي يصل بالنتيجة الى الانتخابات، القاعدة الاولى هي حقوق المواطن الاساسية مسيحية سنية شيعية حقوقه كلها مضمونة وهي الحقوق الاساسية للموطن، والثانية سيادة القانون بحيث يسري على رئيس الجمهورية والعتال الموجود بالسوق، هذه القاعدة هي التي تأسست عليها الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وصولا الى قمة الهرم التي أقصد بها الانتخابات، فهذا ماحصل عندنا في العراق، توجد فوضى ولا يوجد قانون، ولا توجد دولة وحقوق أساسية، نريد ان نعمل انتخابات في ظل هذه الفوضى العارمة؟ نحن نتحدث عن شعب تعداده 27 مليونا وبقيادة أجنبية وبإرهاب فظيع وتدخلات اقليمية سلبية تعج من هذا الجو، ونحن نريد أن تجرى انتخابات وتسمى ديمقراطية لنا أن نتصور الان في محافظة من المحافظات ان يقولوا ان الدكتور اياد علاوي اوعز بتوزيع 50 رشاشا من نوع "الـ كلشن كوف" وهي بمثابة انقلاب عسكري" وحول رؤيته تجاه الدستور العراقي قال "بالتأكيد الدستور جرت صياغته باستعجال شديد للغاية وأعلن في اوضاع مثل الاوضاع العراقية، وما كان يجب ان ينجز بهذه السرعة ولهذا بعد المحاولة الاولى قلت للمسؤولين الاميركيين ومعهم توني بلير اذا احتوى الدستور على فقرة تجيز مراجعة مواده فسوف يكون مؤذيا بوحدة العراق، واجتمعنا في بيت السفير بالاخ مسعود البرزاني لوضع هذه النقطة وكان موجودا طارق الهاشمي ومترجم لوضع هذه النقطة. لهذا، الان بعض الفقرات المختلف عليها اصبح اساسيا لأننا كنا نعرف انه لا يمكن ان تصاغ ظروف وشروط الحياة المستقبلية للعراق في ظرف استثنائي كالذي يعيشه الآن، فنحن لا نستطيع ان نخرج من البيت الى الشارع والحكومة لاتستطيع الخروج من هذه المنطقة والقوى السياسية العراقية متورطة في القتل والذبح والاصطدامات فكيف يصبح محصلة ما سوف يصير اليه العراق الآن وبعد عشرين سنة من الآن؟ مثلما يحاولون ان ينجزوا قانون النفط على اهميته قلنا لهم ان لا تدخلوه بسرعة والا ستحصل قسوة كبيرة في النتيجة لهذا يجب ان يصار الى بحث هذه الامور بظروف هادئة وبظروف معقولة". وعن ملاحظاته بالتحديد على قانون النفط وهوية العراق أشار علاوي إلى أن "قانون النفط مرتبط بالدستور والدستور لايوجد له قانون، متسائلا "كيف نحدد قانون النفط والدستور يحدد القوانين الفدرالية وقانون النفط". وأكد "انا مؤمن إيمانا كاملا بإقتصاد السوق والاقتصاد الحر ومنها النفط، ولقد سعيت ان تكون هنال شركة نفط وطنية اردنية عراقية وحتى كنا نريد ان ننجز تعاونا مع الاردن في مسألة الغاز وهذا فيما يتعلق في النفط". وعما إذا كان يتوقع ما يحصل في العراق، قال علاوي "طرحنا على الاميركيين أنه اذا تغير النظام يجب أن نغير الجزء مثل وزير ورئيس وزراء وقادة الجيش، ولقد شاهدت اتجاهات مختلفة في اميركا وهذا قبل الحرب، وكنت احذر من حصول فراغ سياسي واداري في العراق وحذرت في الصحف الاميركية من مسألة حل الجيش وحل الدولة العراقية، وعندما كنت في مجلس الحكم انتقدت بشدة السياسة الاميركية حتى اننا كنا في كابوس في العراق، لم أكن أتوقع ان يحصل هذا وقمنا بمجموعة إجراءات للحد من الاخطاء التي حصلت في الحرب ولو تركنا القانون وتركنا الدولة وقطعنا الكهرباء ستحصل فوضى عارمة". وعن النتيجة النهائية التي يمكن الخروج بها في مثل هذا الوضع شدد علاوي على "ان يكون هنالك تكوين وطني عراقي جبهوي ينأى بنفسية بعيدة عن الطائفية ويؤسس لعراق عصري وعراق قادر وعراق لكل العراقيين بغض النظر عن الهوية وان نتبنى وضعا اقليميا دوليا لكي تكون الدولة مسؤولة امام المجتمع في اجراءاتها على العراق وضد العراق وفي ضرورة محافظتها على امن العراق واستقرارها وان يكون هناك مرجعية دولية، ونطلب ان يكون للامم المتحدة دور أوسع وان تكون موجودة لمساعدة العراق لتخطي هذه الازمة". وعن رؤيته للعلاقة الأردنية العراقية منذ بداية الأزمة التي عاشها ولا يزال، أكد علاوي أن "المواقف الأردنية مع العراق لا تنسى وهي امتداد للمواقف التي بدأها جلالة المغفور له الملك حسين رحمه الله، ومواقف جلالة الملك عبدالله على كل الصعد معروفة للجميع ولا زلت أذكر كلمات جلالته وهو يقول إننا في الأردن جاهزون لكل ما يتطلبه الوضع في العراق، وأذكر في هذا المقام حديث جلالته عن استعداد الأردن لتدريب الشرطة العراقية دون مقابل، وعلاقتنا بالأردن ليست علاقة طارئة وكنا نفكر بشراكة اقتصادية حقيقية مع الأردن عن طريق التنقيب المشترك عن النفط وإقامة مصفاة مشتركة للبترول في العقبة، وكان رأينا أن يعم الخير على كافة الدول العربية بما فيها مصر والكويت لكن ما حصل من استهداف لسفارات الدول العربية مؤخرا يدل على انعدام الأمن هناك وهذا لا يجوز مع الأشقاء حتى سفارة الإمارات مؤخرا طالها ما طالها".