ما استطعت أن أنسى المناسبةَ التي علمت يها بإعدام سيد قطب ي آخر سبتمبر عام 1966 رغم مضيّ السنوت الكثيرة عليها. ولا يعود ذاك التذكّر الحارق لأنني كنت متعاطاً مع الإخوان المسلمين؛ بل لأنني ما صدّقت يوماً أنّ سيّد قطب كان زعيماً لتنظيم سري يريد إسقاط النظام المصري. ثم للحملة البوليسية الشديدة التي تجددت بمصر بعد إعدامه. كنت وقتَها طالباً بالأزهر، بكلية أصول الدين، ومقيماً بالمدينة الجامعية التابعة للأزهر، المسمّاة بمدينة البعوث، لأنّ كلَّ ساكنيها تقريباً كانوا وقتَها من الأجانب، من البلاد العربية، وشرق آسيا، وإريقيا. بل كان معنا أيضاً طلاب أميركيون من المسلمين السود، قيل لي يما بعد إنّ مالكولم إكس أحضرهم للأزهر لتصحيح إسلامهم بعد ان تصحَّح إسلام هو.