يبدو من البعض انهم
لازالوا يراوحون مكانهم في قراءة الفكر الليبرالي وطبيعة مشروعه في الحرية والعدل
والسلام غير دقيقة او هي عبارة عن الفكر الشمولي في قياسه ومقارباته
والحق اقول اننا مدعوون جميعا للتعرف على القيمة المفهومية والدلالية لليبرالية
كنزوع فكري علمي يستهدف تغيير الوعي الجمعي للناس عن طريقة فهم الحياة على نحو
يحقق للانسان الفرد والانسان الجماعة الحرية المطلقة والعدل المطلق والسلام للجميع
، وهو خيار
تقدمي ذو انساق معرفية متنوعة . والمشروع الليبرالي للعراق الجديد هو ليس عملا
جبريا بل هو حاجة وغاية وهدف لانه ينفع العراقيين لترمييم ما اصابهم من ظلم وكبت
واستبداد فهو سلوك اجتماعي وثقافي وسياسي واقتصادي بعيد عن الاطر الميثولوجية
والراديكالية القديمة ، وهو تعزيز لانسانية الانسان وتاكيد على حقه وحقوقة في
المجالات كافة
المشروع الليبرالي هو الذي ينادي بحماية الاحزاب والمنظمات والحركات العاملة من
اجل تعزيز الديمقراطية وبناء المجتمع المدني ، وتفعيل دور وتنشيط الذاكرة الوطنية
واعطاء قدر لائق للدين الشعبي ومحاربة ال استبداد بكل اشكاله ومسمياته ، وبالتالي
فهو حصانه وحماية للجميع ، وهو ابتعاد عن الصناعة الديكتاتورية للفرد وللجماعة بل
يعتقد الليبرالي انه مسؤول عن الكيان الجمعي للوطن والمواطن . واذا كان ذلك كذلك
فهو حرب على الديكتاتورية والارهاب وحرب تحرير العراق شاهد ودليل و كذا حرب تحرير
افغانستان من عصور الظلام التي كانت تحكمها .
المشروع الليبرالي بديل عن النزوعات التسلطية والاستبدادية الرائجة في شرقنا المتوسط
، هو البديل عن كل الوان الطيف التي تعرض هنا او هناك ، وبالتالي فلااحد من
الليبراليين ا لحقيقيين يسعى ليكون دكتاتورا او صورة اخرى عن الحكم المنقرض لا في
الشكل ولا في المضمون ، ويجب ان يعطى للمشروع فرصته ليثبت ذاته ومصداقيته وصلاحيته
لشعب العراق. كما اننا نرى من المصلحة ان
لانخلط الامور مع بعض فيتوهم القارئ ان الديمقراطية في الفكر الليبرالي هي نسخة
بدل عن الديكاتورية في الفكر القومي او الفكر الشمولي لدى بعض الاحزاب او عند بعض
الافراد . ولكي نكون اكثر دقه في عرضنا
هذا يلزمنا التاكيد على القراءة الهادئة للثقافة الليبرالية قراءة اصولها ومبانيها
وهي ثقافة منتشرة في الافاق وتحاول دائما التاكيد على اهمية الحوار واحترام الراي
الاخر والابتعاد درجات عن الاحكام المسبقة والقبلية ، واباء الليبرالية القدامى
كانوا اكثر حرصا في حربهم ضد النرجسية والشخصانية . وليس من الحكمة ان
نساوي بين دعاة الديمقراطية وصناعها وبين جلادين وطغاة ، انما من الحكمة بمكان ان
نعزز تجاربها
في دول العالم ونسعى لتركيزها في بلدنا ومنطقتنا ، لانها حاجة في نفسها ولغيرها .
والمشروع الليبرالي هو الذي عليه المعول في تحويل العراق الى بلد متقدم وعصري
وفاعل ومنتج وهو ذاته القادر على اخراجه من الضبابية والظلامية والانغلاق وحكم ما
قبلنا ، وعليه يمكن اعتبار الليبرالية هي مشروع كل العراقيين بل هو حزبهم جميعا وهو
وحده الذي يصلح موؤسساتهم ووزاراتهم وحوزتهم ومدارسهم ومساجدهم ومستشفياتهم ، وهو
وحده القادر على اخراجهم من دائرة التنابذ والالقاب ويرسي فيهم دعائم وقيم المحبة
والاصلاح والمشروع
الليبرالي حصانة للجميع من التطرف اليساري
واليميني ولذى فنحن نتبناه في العراق حزبا ومشروعا وساحة عمل ومنظومة قيم ، وهو
للمنطقة درء للمفاسد واصلاح لذات البين ورخاء في الحياة ، ولامشاحة في الاصطل اح
لمن لايعرف من فنون اللغة الا الوقف
والتوقيف .
واننا على يقين ثابت بان العراق الجديد في ظله
سيكون المدينة الفاضلة والقدوة للجميع ، ولذلك نحن سعداء بكل الليبرالييا في
عراقنا الحبيب فايق الشيخ علي الذي هو وسعادتنا اشد حينما نرى اكثر التجمعات
العراقية تتبناه في السر والعلن ، واننا فخورون جدا بعمل واداء الرائع الاستا
صوت هادئ ومعبر عن تطلعات كل الليبراليين في العراق ، وحبذ لو قرء نزار رهك
الثقافة الليبرالية لساعده ذلك في الخروج من دائرة العبث المفهومي
مع شكرنا الخالص له وهو يجته د .