يُكثر اليوم نوري المالكي زياراته ولقاءاته بين ومع عشائر عراقية ، ويتحدث لهم عن المؤامرة ويتهم شركائه في العملية السياسية بانهم يعدون العدة لأسقاطه وقد وجد من يؤيده في هذا الكلام خاصة بعد الأقتراب رويداً رويداً من الاستفتاء على المادة 140 ، والحديث عن المؤامرة يقوله حين يجتمع بعشائر التصفيق والهوسه الذين مافتئو يصفقون لكل من هب ودب وهم لا يدرون لماذا يصفقون ، حتى حين كانوا يقولون بالروح بالدم نفديك ياصدام وحين نراهم اليوم يقولون منصورة ياشيعة حيدر وهكذا دواليك
والمالكي يفهم أو هكذا يتخيل ان خير من يغرر به هم العشائر وذلك لحاجتهم ولعوزهم ولمحبتهم للتباهي الزائد الغير مطلوب !! ، وهذا الاتجاه من المالكي نحو العشائر هو تآمر بحد ذاته على العملية السياسية لأن العشائر يجب ان يكونوا في هذه الحالة فصيل غير مسيس وغير تابع للسلطان سواء أكان هذا السلطان ظالماً أم عادلاً بل يجب ان يتركوا ليقرروا بانفسهم ماذا يريدون وماذا يرغبون ، هذا ان كنا نؤمن بالديمقراطية فتجييش الناس وخلق البغضاء والتحايل عليهم وإستدراجهم لساحات غير ساحتهم من خلال الضرب على وتر الطائفية والتهديد القائم لا ينسجم وروح السلطة التي يجب ان تكون للجميع وهذا أحد أهم أشراطها ، وعليه فان ما يقوم به المالكي مرفوض في الشكل وفي المضمون وهو يذكر الناس بما كان يقوم به صدام وأعوانه ومنظماته الحزبية عند كل طامه تحيط بالبلد ، وأنا أرى أن لو أراد المالكي حقاً البقاء في الكرسي مدت اطول فينبغي عليه معالجة الاختلالات التي تعصف بحال الوطن المشرف على الموت الأبدي ، وإذا كان حريصاً فعلاً على النهوض بواقع حال شيعة حيدر فانه والله بحاجة لمساعدتهم في تقديم الخدمات الصحية والدوائية وتوفير الكهرباء والماء الصالح للشرب وتعبيد الطرق وتسهيل الاتصال وترميم المدارس والعناية بالطلاب وحماية الفقراء منهم من أبناء الشهداء والمنكوبين ومد يد العون لله لكل من يحتاج دون الطلب منه ببرائة ذمه أو موقف مؤيد له ولجماعته وليخرج المالكي من نمطية الشعارات الممله والخطابات المقرفة وليدخل إلى الناس كواحد منهم وليعزز الثقة عبر ترجمة الاقوال إلى أفعال ، ولينظر كم من الوعود أنجز ولا يتوه وسط الزحام ليقول إنه مشغول في الأمن وحماية المواطن الحماية الواضحة والتي تتحدث عن نفسها كل يوم من قتل وتدمير وانتهاك للمحرمات ، وأنتم ياعشائر العراق كفاكم هذا الميوع وهذا الأنقياد الأعمى ولتتوجهوا لرعاية مصالحكم فهي أولى لكم من التصفيق لهذا ولذاك ، وإذا كان المالكي يستشعر الخوف من المجهول فيجب ان يؤمن انه غير باق سوى عدة من الايام وعليه ان لا يدخل العشائر في صراعات أقل ما يقال عنها إنها جرائم فالناس كل الناس في العراق تعبوا وملوا وهم ينتظرون الفرج الذي لن يأتي مادام الدكتاتورية هي الدكتاتورية سواء أكانت بعثية قديمة أو أسلامية محدثة .