ثمة حقيقة يجب ان لا تغرب عن البال في تقييم المتحالفين على أمر ما ألاّ وهي البحث عن المصالح وهي نفسها التي تؤدي إلى التنازع والخلاف ، وما نقوله في هذا السياق هو الموقف المضطرب من المادة 140 التي تتحدث عن الاستفتاء على مدينة كركوك
طبعاً يحق للاكراد أقتناص الفرص التي تقع في طريقهم من اجل الوصول إلى حلمهم المنشود وفي ذلك لا أحد يلومهم ، سيما إذا ما قرئنا صورة النزاع في العراق منذ بداية القرن العشرين وإلى اليوم والعالم لم ينصفهم في كثير من المواقع وقد تخلى عنهم في مواقع كثيرة ، وهم لا ينسون عنت النظام السابق وعجرفة البيانات ذات الطابع الشوفيني ، ولا يخلو الأمر بل الحال مما هو عليه شيعة العراق فلهم نصيب من الحق في تقرير المصير بعدما جرت عليهم الدواهي سيل من الموت والقتل المنوع ، وقد وواتتهم الفرصة لتحقيق بعض ما يحلموا به فتنادوا في لسان الحكيم على إقامة إقليم الجنوب والوسط بضمنه بغداد ويبدو ان ذلك التوجه في حسم الصراع قد راق للامريكان بعدما سئموا الحديث عن الديمقراطية في العراق وبعدما شعروا بعظم النكبة وخيبة الأمل في عراق ديمقراطي موحد ، والخيبة هذه هي بضع عناصر تشاركوا بها وخلقوها مع الايرانيين وقاموا في صناعتها في عراق ما بعد صدام ، ربما كان ذلك منهم حسن نية وربما كان عن حقد دفين ربما هذا وربما ذاك ، ولكن المتيقن بان العراقيين أثبتوا بالبرهان إنهم غير قادرين على التعايش السلمي في بينهم وغير قادرين على حفظ هويتهم الوطنية وغير مؤهلين للدفاع عن تاريخهم الذي هو عند ملوك الطوائف تواريخ وليس تاريخ وكل يقرئه بمزاجه وبلغته . العراقيون هم من أفشل المشروع وهم من يبكي عليه الآن وهذا ديدن الشعوب التي تعتمد على الغير في ترتيب وتنظيم هيكلها ونظامها ومعاشها ، وهم لايزالون يتخبطون في وهم من الشعارات والعبث ، الذي خلق التنازع عندهم فما نقرئه من كلمات الطالباني ومن ثرثرة الهاشمي ومن حسرات المالكي ما هو إلاّ تحصيل حاصل ، فالنزاع هذا يعتبره الطالباني مشروعاً لأنه نزاع من اجل البقاء ولكن الهاشمي يعده تقسيماً مبيتاً حددت ملامحه في مؤتمر لندن والنزاع هذا يتمناه المالكي ليبقى أمداً في ظلال الحكم والسلطان . وشيعة العراق هم المظلومين الذين لاحول لهم ولا قوة تتقاذهم الامواج فما تقوله ايران فهو القول الفصل وهو الحجة التمام ، ولهذا حكمت إيران على علاوي بالمروق وحسبته شخصاً خارجاً عن الملة والدين وهي لا تخفي رغبتها في ذلك ان أراد وأختار العيش في الأقليم السني أو الرجوع من حيث أتى ولا مفر له بعد ان تخلى عنه الحلفاء بل ان أمريكا تتفرج على ذلك وتندب حظها العثران ولا تدري كيف الطريق إلى الخلاص وهي لا تستمع ولازالت تراهن على الوقت [كالثكلى التي غمرها التراب ] .. العراق في كارثة ومن الآن يجب على العراقي القديم ان يبجث له عن مكان آمن في أي الأقاليم يريد وينتمي كردستان أم شيعستان أم سنستان وصغير الأقليات الباقية فلتلحق بالهجرة قبل فوات الآوان ..