العراق اليوم يعيش حالة من الفوضى التي لم يشهد لها مثيل في التأريخ العميق . وهذا يعزونه إلى الإحتلال . وكأنما العراق والدول العربية لم تكن محتلة من قبل ولم تكن فيها قواعد عسكرية جاثمة على اراضيها منذ بدايات القرن الماضي . من يوم عُرف الإستعمار بالإحتلال والتدمير بالمصطلح السياسي وليس بالأصلاح والتعمير بالمصطلح القرآني .
. ومن قبل هذا الأستعمار كانت العرب محتلة من قبل العثمانيين بأسم الدين . الأحتلال يوجد في الدول العربية بكافة أصنافه وأشكاله . أحتلال أقتصادي وفكري وسياسي وعسكري . .. الخ نحن لانريد الدفاع عن الإحتلال ولانريد أن نبرئ ساحته كذلك. وإنما نريد القول أن الفوضى اليوم هي سببها السياسيون اللذين هم في حماية الجيش الأمريكي في المنطقة الخضراء .وذلك لإنهم يعملون خارج إطار السياسة التي تهم العراق . لأن المعني الأول والرئيسي في إدارة شوؤن العراق هي بريطانيا وإيران وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية فقط . ولايحق لأي أنسان التحدث بأسم العراق . إلا أن يكون دمية تتحرك بواسطة الريمونت وهذا مانراه اليوم . حيث أن الأحزاب السياسية لايحق لها التفاوض بشأن العراق مع آي دولة كانت مسلوبون الإرادة السياسية بسبب عجزهم وجهلهم بالأمور . وكذلك لم يكونوا في محل أحترام على الساحة السياسية الد ولية . حتى ينظرون إليهم ولايتجا وزنهم .
الإيرانيون أصبحوا في موقف يحسدون علية جأت الرياح بما تشتهيه سفنهم . لأنهم حققوا حلمهم الذي كانوا ينتظرونه وهو جعل العراق مدينة من مدن ايران . أن أمريكا قدمت إلى إيران خدمة مرتين خلال أربع سنوات . الخدمة الأولى : هي في أحتلال العراق وسقوط النظام الدكتاتوري فيه ولم تحسب حساباً إلى إيران . وهي تعلم أن كل الذين جأوا معها كانوا في أيران ولهم معسكرات تدريبية هناك .
الخدمة الثانية : هو برنامج الدرع الصاروخي الذي تنوي إقامتة أمريكا في أوروبا الشرقية في دول الإتحاد السوفيتي السابق . مقابل روسيا اليوم مما حدى بالرئيس بوتين أن يقول أنه سباق التسلح والعودة إلى الحرب الباردة .
مما جعل إيران تذهب إلى روسيا وتبحث معها تشكيل حلف على غرار حلف وارسوا الذي مات في التسعيينيات من القرن الماضي . وهذا ماصرح به وزير خارجية روسيا . قال أن المباحثات حول البرنامج النووي الأيراني تتعقد بسبب مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي . ورأينا كيف أن مجلس الأمن الدولي أخفق بالتوصل إلى إدانة إيران بسبب تصريحات رئيسها حول إسرائيل .
إيران الأن أفضل من كل وقت مضى . شيعة العراق هي التي تتحكم بهم سياسياً وروحياُ . وهذا مانشاهده على الساحة اليوم في العراق . يقول قائد قوات بدر . أن العرب باعونا ولم يبقى لنا إلا إيران نلتجئ إليها .
وكذلك رأينا مؤتمر بغداد الذي أنعقد في الشهر الماضي وهو على وشك الأنعقاد خلال هذه الأيام . بين الشيطان الأكبر أمريكا كما تسميها إيران في السابق . وبين رئيسة محور الشر إيران كما أطلق عليها الرئيس بوش نفسه . جلس سفير الشيطان الأكبر وجه لوجه مع سفير محور الشر. بعد قطيعة دامت ثلاثين سنة وكانوا ينتظرون هذه الفرصة الذهبية . وتباحثوا حول علاقاتهم الثنائية المقطوعة وكيفية إعادتها ومصالحهم الخاصة .
ولم يكن العراق حا ضراً لا في وفد يشارك . ولا قضاياه تبحث والتي هم زرعوها فيه . والسؤال ماذا ينتج عن محور الشر والشيطان ؟
آمريكا الأن تريد الهيمنة وكذلك الإنسحاب التي هي ترتضيه . وليس إنسحاباً بالإكراه . إما أنسحاب مشرف لها . وإما الحرب وإبادة الشعب العراقي . حتى تقول للعالم إن الحرب على الإرهاب لم ينتهي في العراق . ولو أدى ذلك إلى هلاك الشعب العراقي كله . وكذلك لوأدى إلى إهلاك الجيش الإمريكي المتواجد في العراق دول الخليج . هذا لايهم لأن سمعتها وهيمنتها وهيبتها هي الأصل , وما قتلى الجيش الأمريكي على نهر النورمندي في إيطاليا إيام الحرب الثانية ليس ببعيد وخير شاهد . أربعة وعشرون إلف قتيل , المهم خرجت منتصرة في الحرب ولو أدى ذلك إلى إستخدام القنابل النووية مثل ما فعلتها مع اليابان . لأنهم لايهمهم كل شعوب العالم إذا أخفقوا بالنصر العسكري الطبيعي الأعتيادي . وهذا مانراه حتى في القوانيين الدولية إن الأمريكي هو فوق القانون ولايحق لأي محكمة دولية أن تتهم أمريكي ولايقف أمامها .
أمريكا الأن تتحرش بالشعب العراقي لعله يثور بوجهها , حتى تقول الخير فيما وقع وتصبح دماء الشعب العراقي حلال لها . نراها تداهم كل مدينة وقرية ومحافظة , وكل بيت فهم إرهابيون في نظرها . ولكن السلطة الروحية الأيرانية هي التي تمنعهم من الخروج وتأمرهم بالهدوء .
أمريكا وإيران يريدون الأقتتال الطائفي حتى يتخلصوا من الشعب . وماقتل الكفاءات العلمية وطلبة الجامعات إلا د ليل على ما نقوله . كي يفرغ العراق من العقل المفكر , ويستبدل بالعجم وتتحقق مصداقية الأية الكريمة يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا أمثالكم .
آمريكا الأن تتفاوض مع العرب السنة وتمنيهم بالرجوع إلى سدة الحكم والسلطان الذي سلب منهم . ولكن لم يطمئنوا إلى إيران بأنها لاتحرك الشيعة في الجنوب وتدعوهم إلى الأنفصال .
نكرر ونقول أن الحكومة العراقية مسلوبة الأرادة ولاتدري ماذا يدور بسياسة العراق رجال الحكومة وبعض من البرلمانيين كانوا في قم وسوريا في السيدة زينب في ضواحي دمشق لايقدرون حتى على أزواجهم فقط فيما بينهم اسود ضارية كما يقول المثل أبوي قادر بس على أمي كانوا يكتبون التقارير الأستخباراتيه على العراقيين الفارين من العراق نتيجة ظلم الحاكم والحصار الجائر يقدمونها إلى المخابرات السورية ونراهم يركضون ويلهثون وراء التجار الخليجيين عند موسم السياحة والزيارة لعلهم يحصلون على صدقات ومعونات وحقوق . ولم يقدروا على أدارة العراقيين هناك . فكيف الأن يديرون شؤون العراق فهذه هي الطامة الكبرى . هل فكروا با لشعب وقالوا كيف ينام على أصوات التفجيرات وفي الظلام الدامس والتهجير والتفخيخ حتى طال المساجد ودور العبادة . أذاً أين الحكومة أذا كانت حقاً تستحق التسمية . لماذا لاتقدم أستقالتها هل تعتبر نفسها على صواب ؟ أين الكهرباء وأين الأمن المفقود الذي أصبح حلم عند الشعب وأين خيرات العراق هل هي محرمة على الشعب وحلال على غيره ؟ أين حقوق الشهداء والتي كانت ترفع في زمن صدام هل هي فقط للمتاجرة مثل قميص عثمان .
وفي الختام أوجه ندائي إلى المثقفين والوطنيين والليبراليين العراقيين لأنهم نخبة العراق وإقول عليهم أن ينبذا الإنا . ويرصوا صفوفهم ويتكاتفوا ويؤسسوا جبهة وطنية ديمقراطية بعيدة عن التمذهب الطائفي . وتكون محمية بالشعب وليس بالجيش الأمريكي . للنهوض بالأمر وإسماع صوتهم وهو صوت العراق إلى كافة العالم . لأنقاذ العراق من براثن الذ ئاب والأرهاب .