يعبر - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - عن شديد ألمه وحزنه وتأثره البالغ ، لما حدث يوم أمس في غرق العبارة في شط الموصل ، مما أودى بحياة مئة من أبناء شعبنا العزيز الصابر في الموصل ، تلك البلدة التي لم تخرج بعد من قسوة وألم جراح حرب داعش الإرهابية الظالمة ..
وإننا أعضاء وكوادر الحزب نشاطر أبناء الموصل أحزانهم وآلامهم ، ندعوا الله لهم مخلصين أن يخفف عنهم نكبة المصاب ، كما ندعو لعوائل الضحايا والمفقودين الصبر والتحمل والأمل في المستقبل . وإننا إذ نُحمل الحكومة المحلية في الموصل المحافظ ومجلس المحافظة وقوى الأمن ، بأسمائهم وصفاتهم كامل المسؤولية ، ندعوا الجهات المختصة والحكومة الإتحادية والقضاء العام التعامل بحزم وشجاعة ، ومن غير تردد ومحاسبة المُقصرين والمسؤولين عن هذه الفاجعة ، والتي تعيد إلى الأذهان تلك الفواجع والأيام السود التي مر بها العراق .
وكلنا يعلم أن كل ذلك لم يلق العقاب المناسب من قبل الحكومة الإتحادية ، ولم ينل المجرمون وكل من سولت له نفسه ما يستحق من العقاب .
إن الفوضى وعدم الإلتزام بالواجب والتساهل وعدم الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية لدى فئة المسؤولين ، أدى إلى أن يكون الإنسان والدم والشرف العراقي رخيصاً ، وتحولت أيام العراقيين إلى أيام حزن وألم ووجع ودمار .
إن يوم أمس كان يوماً شاهداً على مأساة أهل العراق ، يضاف إلى أيامهم الطويلة السود ، لقد أصبح واضحاً إن التهاون والضعة وتجاوز القانون وعدم التطبيق العادل له ، أدى ويؤدي إلى هذا الوضع المأساوي المزري الذي لم يشهد له العراق مثيلاً إلاَّ في كتب التاريخ والأخبار والقصص القديمة ..
إن السكوت على تكرار هذه الجرائم سيقود العراق إلى ما هو أعظم ، وإن الحكم على هذا النحو لن يؤدي إلاَّ إلى مزيد من الخراب والدمار ، نعم لقد خاب ظن العراقيين بحكوماتهم المتعاقبة ، وخاب ظنهم في هذه الديمقراطية الفاشلة والفاسدة ، والتي في ظلها لم يرى العراقيون النور والهناء والأمن والإستقرار .
إن أبناء شعبنا اليوم مطالبين بأن يقولوا كلمتهم ، فيما يحدث وفيما هو آت ندعوهم ليكونوا قدر التحدي و المسؤولية ، ندعوهم ليصححوا المسار ويتبروأ من كل فاسد ومجرم وسياسي فاشل وحكم عقيم وديمقراطية بلهاء ، إذ لم يُعد هناك متسعاً من الوقت فقد آن الأوآن ، لكي يُعاد للعراق بعض نوره وبعض توازنه وأسمه وصفته المفقودة ..
ودعونا جميعاً نصلي وندعوا للضحايا ، أن ينالهم الرضا والرضوان وأن يسكنهم الله واسع رحمته ، دعونا نصلي لعوائل الضحايا والمنكوبين متمنياً لهم الصبر والسلوان والعزاء ، فالمحنة كبيرة والألم شديد ولكن لا نقول ما يغضب الرب فذلك هو القدر ..
( وإنا لله وإنا إليه راجعون ) ..
الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي
بغداد
22 - 03 - 2019
غياب السياسة والموقف من الحداثة
أصدر علي عبد الرزاق (1888-1966)، أبان النقاش الدائر حول الخلافة الاسلامية، كتابه "الإسلام واصول الحكم" ويتضمن ثلاثة محاور أساسية: الخلافة والإسلام، الحكومة والإسلام، الخلافة والحكومة في التاريخ. يعرض فيه موقفا نقديا من مســألة إحياء الخلافة الإسلامية، ويعبر عن ما وصل اليه الوعي السياسي الإصلاحي الإسلامي في المناخ الليبرالي السائد في الأوساط الفكرية أنذاك.
تصدّى عبد الرازق في خطابه، إلى "الحلقة المركزية" في الإصلاح السياسي الدينيّ القائمة على ازالة الخلافة، الفصل بين الدّين، بوصفه تعبيرا عن المبادئ الروحية والقيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، وبين الدولة بوصفها منظومة قوانين وقواعد وسلطة لإدارة شؤون المواطنين. فماهيً الحجج الواردة في خطاب عبد الرازق لإلغاء الخلافة وفصل الدين عن الدولة؟
تتمة موضوع " علي عبد الرازق: إصلاحيًة اسلامية بروح ليبراليًة (1) ـــــ د. علي رسول الربيعي "