ربما هو العشق، أو إنها أمور وسلوكيات متجذرة في الذات الإنسانية لا يمكن مقاومتها، هي الحال التي أعيشها في زيارة المدن، فما إن تطأ قدماي شوارع هذه الناحية أو ذلك القضاء حتى أتيقن بأنها أحلى وأغلى ما وقعت عليه عيناي، لكن سرعان ما يزول ذلك الشعور حين ترزم حقائب السفر باتجاه فاتنة أخرى من جميلات مدن بلادي، وما هو إلا برهان قاطع لخصوصيات كل مدينة، فهي كالكائن البشري تتصابى وتشيخ، وتحزن وتفرح، تتذكر وتتناسى، وتجود وتبخل، ويحزنها العوز، ويسعدها الثراء فتجدها مترفة بعمرانها حالها حال أي إنسان، وقضاء الشطرة في محافظة ذي قار من بين تلك المدن التي لها خصوصية وتميّز من بين مدن العراق، ولست مغاليا إن قلت ذلك لأني سأذكر وبالدليل شواهد ذلك التميّز الذي فرضته عروس الفرات.
تتمة موضوع "الشطرة قلادة فرح على جيد الغرّاف.. مدينة العنبّر وملهمة الشعراء .....يوسف المحمداوي"