في مسرحيته “الحضيض” المُلْهِمة الآسِرة للقلب والوجدان قد تسامَى الكاتب الروسي مكسيم جوركي بالواقعية إلى ذروة رفيعة من حب الإنسان واحترام الإنسانية، هذا الحضيض هو الغرفة الكئيبة المظلِمة التي عاش فيها عشرة أشخاص من المنبوذين أو من أدنى طبقات المجتمع، تلك الطبقة التي كانت تُشَكِل الغالبية العُظمِى للشعب الروسي إبان هذا الوقت الذي كُتِب فيه هذا العمل الفريد عام 1902، هذه الواقعية التي قد تعرضت للواقع بكل مساوئه وأمراضه دون تنميقٍ أو محاباةٍ لأوضاعٍ بعينها، حتى أنهم يقولون أن كاتب النرويج الأعظم قد جاء بالواقعية العقلية، وجوركي قد أتى بالواقعية القلبية؛ فلا نرى الأصول الدرامية التي يقوم عليها فن المسرحية بقدر طبيعية الأحداث والوقائع التي حملت صرخة جوركي باسم الملايين المحرومة من أبسط حقوق وضروريات الحياة.
تتمة موضوع "الكَذِب عند جوركي.... محمد هشام"