هذا كتاب مهم يتناول حكايات من تاريخ مدينة بغداد لاسيما مع اليهود الذين تم تهجيرهم من العراق عام 1948 ، وما تعرضوا له خلال تلك المرحلة الخطيرة ، هذا الكتاب اهداه الينا دار ميزوباتيميا للنشر والتوزيع لنقدمه للعرض .
صدرت في بغداد عن مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي الطبعة الاولى من كتاب (يهود بغداد والصهيونية / 1920 – 1948 ) للكاتب أري الكسندر ، ترجمة مصطفى نعمان أحمد،الكتاب، الذي هو في الاصل اطروحة تقدم بها الباحث / المؤلف اري الكسندر إلى جامعة أوكسفورد،جاء مليئا بالمعلومات التي تتعلق باليهود العراقيين، بالكثيرمن التفاصيل التي ربما ظلت خافية على الكثير ممن يبحثون في هذه المواضيع.
اول صهيوني بغدادي
الكتاب يبحث في العلاقة بين الصهيونية والمشاعر المعادية لليهود كما يناقش توجهات يهود بغداد السياسية وعلاقتهم بالاحزاب مثل الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديموقراطي ويقف عند فرهود 1941 والحركة الصهيونية السرية والتوجه العراقوي بين اليهود والابتعاد عن الصهيونية، ويشير الى الاحتجاجات المعادية لليهود، وسن القوانين واعمال العنف ومحاولات فهمها فهما مشروعا على أنها ليست اكثر من تعبيرات معادية للصهيونية، كما تناول أيضاً مسائل اكثر عمومية نشأت من الصراع بين الحركات القومية المتنافسة – القومية العربية والقومية اليهودية، أي الصهيونية، وان كان المؤلف يؤكد ان ثمة حركة صهيونية تأسست في بغداد في عشرينيات القرن العشرين؛ فقد كـان لأول صهيوني بـغـدادي، اهــرون ساسون،الملقب بهامورة (المعلم)، مجموعات صغيرة من الشباب تجتمع في منزله لقراءة الصحف والمجلات الصادرة بالعبرية. وقد أُسست جمعية صهيونية صغيرة في عام ١٩٢١ ،بموافقة بريطانية، وسمح لها بالعمل بصفة شبه قانونية حتى عام ١٩٢٩ ،حين أمست جميع النشاطات الصهيونية غير قانونية على خلفية المشاعر المعادية للصهيونية التي نجمت إثر حادثة حائط المبكى في فلسطين.وقد أضحت بغداد معقلا من معاقل القومية العربية في اواخر عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته. فمنذ عام ١٩٢٩ ،كانت إحد المزايا المركزية للتعبير القومي العربي تكمن في التضامن والتعاطف مع العرب الفلسطينيين. وقد طمس هذا الخطاب على متزايد الحدود بين اليهود والصهاينة، على الرغم من حقيقة ان نحو الغالبية الساحقة من يهود بغداد لم يكونوا صهاينة. وثمة محاولات لا حصر لها قام بها زعماء الطائفة اليهودية في الصحف البغدادية والتصريحات العامة للنأي باليهود عن الصهاينة، وفي بعض الحالات،دعمهم لنضال العرب الفلسطينيين دعما مادياً في صراعهم مع الصهاينة اليهود.
اربعة فصول
يقع الكتاب بـ ٢٤٠ من الحجم الكبير وتضمن اربعة فصول هي : اما الفصل الأول فيتضمن : الخلفية التاريخية وتتناول مواضيع :الذميون،الإمبراطورية العثمانية ،يهود العراق اثناء الامبراطورية العثمانية،التنظيمات ،التغييرات في الطائفة اليهودية البغدادية،الصلة الاوربية: المدارس والتعليم الحديث في بغداد والاحتلال البريطاني والانتداب.
اما الفصل الثاني فيتناول: الصهيونية في بغداد في عشرينيات القرن العشرين جذور حركة غري شعبية ،صلات اليهود العراقيين مع فلسطين قبل الصهيونية السياسية الحديثة ،المسألة الصهيونية في بغداد قبل ١٩٢٠ ،الحركة الصهيونية البغدادية ،معاداة الصهيونية في بغداد ،التوجه العراقي والابتعاد اليهودي عن الصهيونية .
وتناول الفصل الثالث: السياسة العراقية واليهود، ١٩٣٤ – ١٩٤١،تعرض اليهود لحصار المفاهيم النازية، والصهيونية، والقومية العربية ،السياسات والحوادث المعادية لليهود ،السياسة العراقوية والعروبية ،فلسطين، ومناهضة الصهيونية، والعداء حيال يهودبغداد .،تأثير المانيا النازية على السياسة والتعليم في العراق.
وتناول الفصل الرابع: الفرهود، وإقتصاد الحرب، والشيوعيون، والصهاينة ،القادة مقابل الشباب والحركة الصهيونية السرية
كما تضمن الكتاب : مقدمة المترجم ، ومقدمة المؤلف ،وهامشي المقدمة ، الخاتمة ،المراجع ،الأرشيفات التي تمت مراجعتها والمقابلات
تتمة موضوع "قراءة في كتاب "يهود بغداد والصهيونية / 1920 – 1948"....عبد الجبار العتابي"