ان الغلو صفة غير محمودة قد تُبتلى به اي فرقة ، وقد ابتلت الطائفة الشيعية بالغلو والغلاة ايما ابتلاء حتى صار الناس ينسبون الى الشيعة كل مبالغات الغلاة وهذا امر بعيد عن الانصاف ، ولما رأيت رواية ( نزهونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم) قد تفشت وانتشرت على الالسن وصار الكل يتغنى بها رأيت لزاما عليّ ان اكتب في هذا لتنزيه التشيع الحقيقي من كل غلو واستشرت عددا من الإخوة المفكرين فأخبروني بأنهم لا يميلون الى صحة هذا الخبر البتة ، ولعل جميع روايات الغلو هي مكذوبة ومجعولة اما طلبا للثواب وأما عملا برواية ( قولوا فينا ما شئتم) ولا أظن بان عاقلا يصدق ان أهل البيت يطلبون من الناس ان يقولوا فيهم ما شاءوا مقابل ان ينزهوهم عن الربوبية ، فالتنزيه عن الربوبية تحصيل حاصل فضلا عن كوّن العبارة خاطئة اذ لا يمكن التنزيه عن الفضائل والمقامات العليا والكمالات العظمى والتنزيه يكون عن المساوئ والرذائل وسائر أشكال النقص فهم اي الأئمة منزهون عن المعاصي والدنس والزلل ويكفي في الرواية التي اشتهرت وانتشرت انها غير موجودة أصلا بهذا اللفظ الضعيف وليست مذكورة في كتاب ولكن هناك صيغ اخرى وردت فيها الرواية منها ( اجعلونا عبيدا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم) او ( اجعلوا لنا ربا نؤوب اليه وقولوا فينا ما شئتم) و( قولوا انا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم) و ( اجعلونا عبيدا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم).
تتمة موضوع "نزهوا الربوبية عنا ولا تقولوا فينا ما شئتم....... د. حسين أبو سعود "
يُراهن التقليديون على تشويه الحرية الليبرالية، وذلك في محاولة لإبعادها عن مجال التنافس على الفضاء الاجتماعي، خاصة وأن التقليديين يرون أنفسهم أصحاب سلطة مشروعة للهيمنة على الوعي الاجتماعي، ومن ثم على سلوكيات أفراد المجتمع..
أشرت في نهاية المقال السابق إلى جدلية الحرية مع حدودها أو مُحدّداتها، حيث تقع لعبة الأصل والاستثناء. وقد أكدت أن الحرية إذا كانت هي الأصل المقدس؛ كان الإنسان هو الأصل، وهو المقدس أيضا، وتصبح الاستثناءات/ الحدود/ المحددات مجرد ترشيد حذِر على هامش المتن التحرري. وبهذا يتضح أني لم ألغِ الحدود ولا القوانين الضابطة (التي هي كوابح للحرية؛ ولكن من أجل الحرية)، بل أكدت هذه الحدود والقوانين كهوامش على متن الحرية، الحرية التي يجب أن تكون هي متن الفعل الإنساني، أي حراكه الأسمى. ومنها ينطلق الفعل الإنساني إلى غاياته الأخرى منضبطاً بقوانين الحرية، لا بالقوانين المضادة بالكلية، والتي تقف من الحرية موقف الخصم المناقض أو المناهض أو المرتاب.
تتمة موضوع "الليبرالية والحرية واتهامات التقليديين.....محمد علي المحمود "