كما تعلمنا فإن الماركسية هى منهاج عمل وأنها كشجرة الحياة خضراء دائما تجدد نفسها من خلال مراجعتها باستمرار وإعادة صياغتها حسب التغيرات فى الواقع، ومما لاشك فيه أن الماركسية وضعت بصماتها على مجمل التطور الإنسانى والعالمى ودعمت تحرير الإنسان من القهر الطبقى والإثنى والقومى والجنسى وتحرير معظم الشعوب من الإستعمار التقليدى والإمبريالية العالمية، لكن تلك النظرية أصابها الجمود وتكلست بعض مفاصلها نتيجة لنكوص وتكاسل أصحابها الذين كانوا يرون نجاحاتها تتحق على أرض الواقع ممثلة فى إنتصار حركة التحرر الوطنى العالمى، كذلك وهم يرون أزمات الرأسمالية تتفاقم، لكن الجانب الآخر من الصورة التى تم إخفائها كانت فى أزمة النظام الإشتراكى العالمى وفشله فى حلبة السباق مع الرأسمالية على مستوى التقدم التقنى وتحقيق الرفاه الإجتماعى مما سرّع بانهيار الإتحاد السوفييتى وتحلل المنظومة الإشتراكية.
تتمة موضوع "دعوة للمراجعة....د.رياض حسن محرم "