أستاذ فلسفة , جامعة دمشق
عرفت الإنسانية عبر تطورها التاريخي الطويل تحولات هائلة اضطلعت بنقلها من حالة إلى أخرى، أي من حالة دنيا إلى حالة أكثر تقدماً وتعقداً من تلك التي تم تجاوزها
أو نسخها. وهذه التطورات الجارفة لم تلغ الأشكال القديمة للحياة إلغاءً تاماً، ذلك لأن الأشكال الجديدة للحياة تحتفظ بأفضل ما كانت تنطوي عليه الأشكال القديمة، عملاً بمبدإ (نفي النفي) من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن الأشكال القديمة للحياة، التي تم تجاوزها، أو تراجعها داخل كل الحضارات دونما استثناء، لا تهزم هزيمة تامة أمام الأشكال الجديدة للحياة، إذ تظل بعض الأشكال القديمة راسخة الوجود ومعارضة للأشكال الجديدة، مما ينجم عنه صراع، داخل كل حضارة أو ثقافة، تختلف شدته وتتباين من وضع إلى وضع ومن ثقافة إلى أخرى.
تتمة موضوع "تعزيزاً للوعي بقيم الحداثة ـــــ د . يوسف سلامة"