عند الكلام عن الوطنية يجب التمييز دائماً بين الشرفاء والأدعياء ، فالشرفاء لا يحسبون الوطن منافع ومصالح وأمتيازات ولا يتخذونه أخدان ، على عكس الأدعياء المضللين ناشري الفتنة والرياء والحقد الطائفي البغيض .
إن التظاهر من أجل الوطن الجامع سمة يمتاز بها الشرفاء من الكادحين والعاملين المؤمنين بالحق والعدل والحرية ، وهؤلاء لا يرون الوطن ضيعة أو مغانم يجب تقاسمها أو إقتطاعها ، في كل حال وإن سبب ذلك وجعاً وألماً كبيرين للغير ، إن الأدعياء يتظاهرون لا حباً ولا إيماناً في التظاهر بل من أجل التخريب وزيادة المعاناة على كاهل الوطن والمواطن لغرض في نفوسهم المريضة ، أو يكون التظاهر من أولئك الذين لم يحصلوا على نصيب من السرقات أو من بعض الحانقين والمرجفين ، ولهذا ترآنا نؤكد ونقول : خذوا الحيطة والحذر من المتلاعبين وممن في قلبهم مرض ، فعندنا التظاهر ليس فسحة بل هو وسيلة لتحقيق هدف نبيل في البدء وفي المنتهى .
تتمة موضوع "أدعياء الوطنية الزائفة ــــــــــ راغب الركابي"