أثار مقال صديقى العزيز مؤمن سلام لاهوت التحرير رؤية علمانية ما ذكره فى نهاية المقال عن علاقة العلمانية بالروح وعن مخاوف المتدينين من تصاعد التفكير العقلانى وتهديده للقيم الروحية التى يقوم عليها دينهم وبالتالى تهديد وجودهم فضولى وهواجس كامنة بداخلى عن علاقة العلمانية بالأخلاق لقد أشار اليها مؤمن فى سياق كلامه بالروح ولكنى أجد الأخلاق تعبيرا أكثر دقة لما يجول فى ذهنى من مخاوف المتدينين من الغاء القيم الأخلاقية تماما عند تحكيم العقل وكذلك خوفى على النظام العلمانى نفسه من استفراد المباديء القائمة على العقل والمنطق فقط على شؤون الحياة وهنا يأتى السؤال الهام ما دور الأخلاق فى النظام العلمانى وهل هى ضرورية أم لا وكيف نزيل مخاوف التيار الدينى من صعود التيار العلمانى؟
فى تصوري الشخصى التعريف الصحيح للعلمانية ليس فصل الدين عن السياسة فقط وليس فصل الدين عن الدولة أيضا العلمانية لكى نضع لها مفهوما صحيحا يجب أن نضعها فى مكانها الصحيح العلمانية فى تصوري تنقسم لشقين الشق الأول هو الشق العقلى والشق الثانى هو الشق الأخلاقى .
الشق العقلى المقصود به تحكيم العقل فى كل ما يتعلق بالكون فى مسألة وجودية الأله وفى فرضية حدوث الوحى ولو سلمنا بالنقطتين السابقتين فيجب تحكيم العقل فى فهم الكتب الدينية أي أن يسبق العقل النقل اذا سلمنا بوجود الأله وحدوث الوحى
وماذا عن الشق الأخلاقى
الشق الأخلاقى المقصود به التحلى بأكبر قدر من الأنسانية فى التعامل مع المخالف لنا فى الرأي أو الأعتقاد وبناء عليه نشر قيم المحبة والأخاء والعدالة والمساواة مع جميع المخالفين لنا فى منهجنا الفكري أحب جدا التعبير الدارج أن يكسر الأنسان نفسه ويذلها من أجل اسعاد الأخر فى رأيى أهم المقومات الأخلاقية للنظام العلمانى (قبول الأخر-الصبر-التسامح-تذوق الجمال-الحب)
تتمة موضوع "العلمانية والأخلاق .... أحمد علي "