في زمن التأسيس كان يجب ان يكون شعارنا مرتبطاً بالواقع كي يكون عقلانياً و بطبيعة التنظيم وغاياته كي يعبر عن أهدافه بوضوح ، وهكذا كان شعار حزبنا الظاهر في مقدمة الموقع الرسمي في الشبكة الإليكترونية :
والشّعار في اللغة كما قال أبن منظور في اللسان : هو اللباس الذي يلتصق بالجسد ، وهو نقيض الدثار - أنتهى - .
كما إن شعارنا الظاهر إنما يعبر عن أهداف الحزب في - العدل والحرية والسلام – على نحو تجريدي ، كنا نقصده في تلك المرحلة وفي تمام المراحل ، لأنه يجسد في الواقع ذاك التلاقي التاريخي والجغرافي والقيمي للطبيعة العراقية ضمن الأقاليم العراقية الثلاث ، تبث فيهن الحياة الشمس السومرية الخالدة بأطواقها الزُحلية .
إن شعار حزبنا قد خرج من المألوف والسائد ليصف الحرية من غير ان يشير ، ويصف العدل من غير ان يرسم ، ويصف السلام من غير إيماءه ، إنه كما قال عنه أهل الفن : نقلة نوعية في العقلانية وفي التجريد وفي الإشارة للعوالم التي يقصدها في التنوير وفي التثقيف وفي الخروج من العصر العتيق للدخول في العالم الجديد .
وبما إن حزبنا ينتمي إلى تلك المنظومة القيمية ، فيعنيه بدرجة كبيرة ان يكون شعاره معبراً عن كل مايوحد ويجمع ، وكل ما يجعل العراقيون يشعرون ويؤمنون بوطنهم المتعدد الغير مختلف ، كما ويشعرهم بوحدة الأرض ووحدة المصير ، إنه فعل في القيم وفي السلوك وليس في اللغة والسياسة وحسب ، وكنا وكان المنتظم منذ البدء يركز على ماهو إنساني وبعيد عن الهيمنة والإستبداد والدكتاتورية ، وعن كل ماله علاقة بالفكر الماضوي السحيق في الإجتماعي وفي الديني ، وكنا منذ البدء نشير للطريقة الواجبة في إحلال العقل محل الخرافة ، وإحلال الواقعية محل المثالية ، في الفكر وفي المعرفة في السلوك وفي العمل ، إيماناً منا بان الليبرالية الديمقراطية هي وحدها وفي ظلها يمكن للأمم أية أمم النهوض والتقدم والنما والعيش الحر الكريم ، وبها ومن خلالها يتم الخروج من العنف بكل أشكاله الدينية والإجتماعية ومن كل التقاليد البالية.
وحين نقول - الليبرالية الديمقراطية – فإننا نربط بين حقيقتين لايمكن الفصل بينهما أو التقديم والتأخير ، فحياة ديمقراطية من غير ليبرالية حياة تعيسة ، لأن الليبرالية هي الوعاء للحياة وهي الحاضن لتجربة الديمقراطية فيها ، ولا يصح أبداً أن تنجح الديمقراطية من غير ليبرالية عندنا وفي جميع العوالم ، ومن يريد الفصل كما تفعل النظم العربية والإسلامية فإنه يجد الجواب حاضراً هناك حيث الخوف والدمار والقتل ، والليبرالية الديمقراطية ليست شعاراً ظرفياً إنما هي روح الحياة بطولها وعرضها ، وهذا يعني فيها وبها تكون المساوات في الحقوق وفي الواجبات ، وفيها ومعها ينتهي عصر التميز بين الذكر والأنثى ، وبها ومعها يعيش الإنسان من غير وصاية ، يعيش حراً ضمن القانون والنظام ، إنها هي التي تستطيع حماية الناس من عنف الدين ورجاله ، ومن عنف الطائفين وأتباع المذاهب الشمولية ، إنها تحقق للفرد حريته من غير تميز فئوي أو جهوي أو مناطقي ، هكذا نربط الحياة بالليبرالية الديمقراطية ونُقيّدُها ، وهكذا كان شعارنا الذي رفعناه ، ذلك الشعار الإنساني اللاسياسي شعار الأمل بالمستقبل وبالعيش المشترك ، و شعارنا ليس مجرد شعار بل هو دافع لكل عراقي ان يخرج من ظلال الماضي ومن كل تبعات الفعل ورداته ليبني ويعمر ويُنتج ، وهذا هو شعارنا الواقعي العقلاني في الوعي وفي اللاوعي ، من خلال ليبراليتنا الديمقراطية التي تخدم الإنسان وتعمل على رفع معاناته ، هذه الصورة الليبرالية الديمقراطية هي صورة الواقع الذي يجب ان يكون وليس الواقع الذي تعمل لتكوينه قوى الظلام والشر ، وفي إشارتنا لهذا إنما كنا نقصد ذلك حين نرى التردي والعيش النكد والميثيولوجيا التي تلف واقعنا حسب قراءات الماضي وعُقده ، في العالم الجديد يعيش الناس الحياة لأنهم يعيشون الليبرالية بمعناها الحقيقي غير المزيف ويُطورون الديمقراطية بقدر مالديهم من عناصر القوة والحرية والغوص في الأفق البعيد .
إذن فشعارنا ليس شعاراً وحسب إنه دعوة للتمرد على كل ماهو بالي وغير نافع ، دعوة للعقل وللضمير كي يخرج من سباته لينظر ماحوله ، كيف يتطور العالم ونتراجع نحن ؟ وكيف ينهض العالم ونخبو نحن ؟ وكيف وكيف ؟؟ ...
الدائرة الثقافية والإعلام المركزي
الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي
01 – 12 - 2010