هذه الحاجة تبدو ماسة في ايامنا هذه والإيام القابلات ، نقول هذا من خلال ماهو مطلوب وماهو ممكن ، إذ في ايام الصيف أُتيح لنا اللقاء بفعاليات متنوعة ونشطاء في المجتمع المدني وفصائل سياسية تضم نخب وشرائح عاملة في ساحة العراق ، كما أُتيح لنا تفهم مشاعر البعض وخيبة رجا البعض من كل سير العملية السياسية ،
وكنا كعادتنا دوماً نعمل لجعل الكل مع تطور العمل السياسي الديمقراطي مع تحفظنا على الخروقات الكبيرة التي مُورست من خلال التهريج والعبث ومن خلال التجييش بمناسبة أو بدونها ، لكننا أتفقنا على ثوابت العراق الوطنية وأتفقنا على تدعيم وتطوير الممارسة الديمقراطية وتحويل ثقافتها إلى حياة معاشة هذا ما أتفقنا عليه مع البعض ، ولازال الحديث جاري مع أخرين لوضع ميثاق عمل وطني ليبرالي ديمقراطي مشترك .
إن إيماننا بوحدة عمل الليبراليين على كثرتهم وتعددهم لا نستثني أحد منهم كفيل بالفعل وبالواقع على تغيير معادلة سير العمل السياسي الوطني لمصلحة الشعب ومصلحة الدولة ، وإيماننا هذا عبارة عن تعهد للجميع بان حال العراق لن ولم يتطور مادام الوضع السياسي والإجتماعي والثقافي والإجتماعي والإقتصادي على ماهو عليه من النهب والتسيب والفساد ومحاولة الإثراء عبر طرق غير مشروعة ، مع غياب الرقيب النزية وتكشف كل أوراق الهدم من جهات حاكمة إذ هي تكدس الثروات المنهوبة والمسروقة وتستثمرها في دول الخليج ولبنان ومصر ولندن .
من هنا حاجتنا وحاجة الوطنيين جميعاً للخروج بمشروع موحد يستطيع ان يقدم للعالم الحر رؤيته لبناء وطن جديد ، ويقدم للعراقيين صورة عن قدرة وخلاقية الإنسان والعقل الليبرالي وحرصة على تقديم كل ماهو نافع لتطوير حركة وحياة ومعاش الإنسان العراقي ، ونحن اليوم نطرح ما تباحثنا به مع أصدقاء وفرقاء من منظومة العمل الليبرالي ، يحدونا أمل وشعور بجعل ذلك هو الممكن الوحيد والطبيعي للفترة المقبلة فنحن على أعتاب مرحلة سيكون التغيير فيها ممكناً على كافة الصعد ، يُشاركنا في هذا الأمل قوى المجتمع المدني كافة ويشاركنا الأمل قطاعات العمل السياسي وقوى العالم الحر ، وهم اليوم أكثر أصراراً وتفهماً للواقع وطبيعة التحرك وماهو ممكن للأمن والسلام في العراق وفي المنطقة ، بعد كل الرهانات والخيارات الفاشلة التي تبنت مشاريع فئوية وطائفية في أحيان ومناسبات العمل السياسي والإجتماعي ..
ونحن هنا لا نطلق نداء من اجل وحدة الليبراليين وحسب ، إنما نحاول الإشارة للحقيقة الضاغطة والتي دعت إلى مانحن بصدده ، وبعدما أكتمل مفهوم الإنتقال من منطق الأنا الذاتي وماسببه من إحراج وخسارات متكرره إلى منطق الواقعية والإعتدال والأخذ بعين الإعتبار كل التحولات التي أصابت الجسد والوجدان والعقل العراقي أعني تحولات مجتمعية بحكم الضرورة وتحولات فرضها النظام الدولي الجديد ، وكلاهما يصب في الإتجاه الذي نحن بصدده إذ إن تحويل العراق إلى دولة مستقلة ذات سيادة لا ياتي بالحماسة والشعارات المستوردة ولا بحكم املالآت دول الجوار التي كانت تخشى من التحول وخوفاً من التغيير الذي كان ممكناً حدوثه لولا فقدان إرادة العقل والمسؤولية لدى البعض منا ، كان ممكناً ان نكون أداة التغيير للوطن العربي ككل وكان ممكنا تغير دول الجوار لولا شدة تطرفنا في فهم ما يراد منا وماهو ممكن علينا فعله وتقريره ، ولكن المهم ان لانضيع ما تبقى بعدما تم نسيان كل شيء ..
وحدة الليبرالليين مطلب وحاجة لا يمكن النظر إليها من باب الرجاء والأمل وحدهما بل من خلال العمل والإصرار والإرادة وهذه ممكنات في ظل ما يعيشه العراقي ووطنه من تداعيات خطيرة قد تقضي على كل ما تبقى من عراق ..