تخوض القوى - الليبرالية الديمقراطية - صراعاً وطنياً مشروعاً محدد الملامح ، عن الكيفية وقل في الكيفية الواجب إعتمادها ، للإنتقال إلى معنى ومفهوم الدولة العصرية .
وتعتبر - الليبرالية الديمقراطية - حالة الفوضى ، التي عاشها العراق وعاشتها الطوائف ، عبر نظام المحاصصصة كانت السبب المباشر في التخلف والتراجع في الوعي الوطني والوعي الشعبي ، كما إن الإنتقال موضوعيا هو - حركة فعل - تجسدها وتقوم بها القوى الحية ، التي تشعر بأهمية البناء والسلم والتنمية ، وتعمل من أجلها على أسس - الواقعية السياسية والواقعية الوطنية - والنزاهة والإيمان ، في تحديد شكل الوطن وهويته وحدوده وعلاقته بأفرادة ، قبل الحديث عن الإنتقال ، حتى لا تُعاد تجربة الأستبداد والفساد والظلم ، في الإقصاء والبتر والجز ، التي كانت أساليب معموله آنئذاك .
ومفهوم الإنتقال للدولة ليس مفهوماً ترفياً ، بل هو حاجة وشعور من لوازم القانون والنظام والحياة ، لهذا تعتبر - الليبرالية الديمقراطية - الإنتقال للدولة شرط موضوعي مسبق للحديث عن - الديمقراطية - وفي أنواعها والكيفيات التي نُلزم هذا الطرف بها أو ذاك .
ويجب ان نعترف بان العراق ، لم ينتقل بعد ولم يعش هاجس ذلك ، في وجدان وعمل السياسيين ، إلاّ من حيث ما يدره عليهم في المقام والسلطان والكسب المادي ، وحين نقول - الإنتقال - فإننا نعرف : إن المرحلة القادمة هي الحاسمة بالنسبة للعراق وشعبه ، وما يُراد منه في الداخل والخارج ، فالعراق لم يعد بلداً مفصولاً عن عالمه الأقليمي والدولي أو منعزلاً عنه ، كما إنه ليس بلداً يستحيل التعايش المشترك بين مكونات شعبه المتنوعة .
نقول هذا من وحي تجربة السنوات الماضية على بشاعتها وعنفها ، السنوات التي أثبتت ان العراق يمتلك من مقومات الوحدة أكثر من عناصر الفرقة ، خاصة وشعب العراق قد تعرف على - ثقافة الديمقراطية - وعلى حركيتها وعلى آلياتها ، كما وقد تعرف شعب العراق على طبيعة الديمقراطية وغاياتها من خلال تجربة السنوات الماضية ، كما العراقيين اليوم تعرفوا على خطر التصفيق والتهليل للقائد الضرورة أو القائد الملهم ، وتعرفوا ولو على نحو ما على معنى دولة المؤوسسات وليست دولة الأفراد والأحزاب والهيئات ، فصورة الماضي يجب ان تزول من الوجدان ومن الحياة ذلك لأنها صورة ضد الوطن وضد الشعب .
كما يجب على - الليبراليين الديمقراطيين – في هذا الوقت بالذات تعريف العراقيين بمعنى الوطن ، ومعنى القانون ، ومعنى التعددية ، ومعنى الشراكة الوطنية ، ومعنى الدولة المدنية ، ومعنى السلم الأهلي ، ومعنى الحرية ومعنى النظام ، كما عليهم واجب في تعريف العراقيين على إستحالة الإنفراد والتفرد في القرار ، من دون شراكة وطنية متعددة ، فيما يهم قضايا الوطن الأستراتيجية والأمنية وعلاقاته في المجتمع الدولي وقوآه الحرة ..
فالوطن الذي نُريد يجب ان يكون وطن الجميع من دون تفاوت أو تنازع أو أحقيات مزعومة باطلة فالعودة إلى الدكتاتورية والأستبداد هو المستحيل الأكبر بل هو الممنوع الأكبر . ،