قد يتعجب الكثيرون من القول بأن المصطلحات أدوات لإفتراس الشعوب والقتل المروع لها بها.
وهذا ما جرى في المجتمعات العربية بأسرها، جيث أمضت القرن العشرين تصطلي بالمصطلحات التي لا تمت بصلة إليها، وإنما هي مواد مستوردة كغيرها من المصنوعات والمنتوجات التي يتحقق إستهلاكها وجني الأرباح من ورائها.
وتجارة المصطلحات رابحة ومغرية ولديها أسواق عامرة ومستهلكين مغفلين مُجهّلين، تقودهم أدوات التسويق المعممة، وكأنهم القابع الراتع التابع الذي لا يمكنه أن يفوه بكلمة.
ومن هذه المصطلحات العلمانية، التي أوجعوا رؤوسنا بها، وكل يأتي بتعريف وتنظير ومنهاج، حتى إنتهينا إلى حشرها في مواجهة مع الدين، على أن جميع المصطلحات التي وردت إلى الواقع العربي من الغرب كانت تهدف لمقاومة الإتحاد السوفياتي، أو المد الشيوعي بعد الثورة الروسية في مطلع القرن العشرين.
فانشغل العرب بالمصطلحات وقشورها، وإبتعدوا عن جوهر المواضيع وضرورات البناء والعمل الجاد لصناعة الحاضر الأفضل.
ولا نزال نعيش الصدامات الهائلة الخسران، ما بين تيارات تسمى علمانية وأخرى ضدها، والدين قناع هذا وذاك من التيارات المتعابثة.
ونتناسى مفهوم "لكم دينكم ولي دين"، فهو جوهر ما يسمى بالعلمانية، ولا علاقة لها بفصل الدين عن الدولة، وإنما إحترام المعتقد الآخر، و"جادلهم بالتي هي أحسن"
ولا يمكن لدعاة الدين أن يتكلموا بهذه المفاهيم الواضحة في القرآن والسنة، لكنهم يتخذون من العبارات والمفردات العدوانية وسائل لتجنيد الناس لصالح تحقيق رغباتهم ومشاريعهم المؤزرة بأسيادهم.
فلنترك المصطلحات ونتأمل "لكم دينكم ولي دين"
وكفى الله الناس شر الخصام!!