Thursday, July 19. 2007
تطفوا على السطح السياسي هذه الإيام مسميات سياسية كثيرة. تارة بأسم الدين وأخرى بأسم العلمانية والليبرالية , فلننظر نحن في حقل الليبرالية والدين ونتسائل :
هل أن الليبرالية ولدت حديثاً أم أنها منذا القدم كانت تمارس في المجتمعات , لأنها هي سلوك وأخلاق ومعاملة حسنة , و هي صفات الدين لأنه خدمة للآنسان ولكن ومع الأسف الشديد أن الذين يحرفون الدين عن سلوكه التي بني عليها هم الذين نصبوا انفسهم قيمين على الدين , لاكما يمارس اليوم وعلى هذه الصورة المقززة البشعة والمشوهه ,جعلوا منه مطية ليركبوها لأشباع رغباتهم التسلطية والدكتاتورية أدخلوا إلية أجتهاداتهم وجعلوها من الأساسيات فيه , ولهذه الأسباب أحببت أن اخوض في ثنائية الدين والليبرالية : وهل هما توأمان أم انهما صدفة ألتقيا ؟ وهذا ما نعرفه من خلال البحث في سيرة أنبياء الله ولننظر هل كانت أعمالهم ودعدوتهم للناس هي ليبرالية أم ؟ طقوس تعبدية وأخرى مصطنعة خرافية . كل شئ هو لصالح الإنسان وخدمته يكون هو الذي أوصوا به أنبياء الله وهذه سيرتهم وسننهم . لأن الحوار المبني على الأخلاق هو منهجهم ولم نعرف أيٌ واحد ٍ منهم يامر الناس بالعبادات التعبدية فقط وذلك لأنها هي نسبة جزئية من الحياة وليس كلها حيث لاتتجاوز خمسة في المائة . والعبادة الفعلية والحقيقية هي سائر مجمل الفعاليات في الحياة , العلم والعمل الصالح والسلوك الحسن والبناء الجيد للانسان , ويحدثنا الله في كتابة المجيد عندما أراد ان يخلق بشراً من طين دخل في حواراً مع ملائكته وقالوا له بأن هذا الإبتكار الجديد لربما يفسد ولايصلح والحياة تريد الأصلاح . هذه المحاورة الهادئة بين الخالق الرحيم ومخلوقه من الملائكة مثلها كأنما متردد ويريد أن يأخذ رأيهم به هل يقدم أم لا ؟ هكذا توحي , ولكن يريد أن يدفع لغة الحوار إلى أبعد الحدود ويجعل من عقل الإنسان أن يتدبر في ملكوت السماوات والأرض وله الحق ان يبحث حتى في الذات اللألهية لم يحضرها على التفكر والتعقل , ونشاهد الحوار الذي دار بين الله وبين إبليس عندما أمره بالسجود ولتعظيم لهذا المخلوق رفض إبليس هذا الأمر واعطى نفسه الأفضلية . وكذلك طلب أن يبقى خالداً وأن يتركه مع الإنسان . والباري اعطاه ماأراد . وهذا الفعل في الحوار تجسد في سلوكيات لإنبياء نرى النبي نوح لبث في قومه ألف سنة إلاخمسين عاماً ولم يدعوا عليهم بل كان يدعوا لهم الآصلاح والهداية ,والنبي إبراهيم هذا نراه يجادل الملائكة في هلاك القرية التي تعمل الخبائث قوم لوط وفي المقابل ترى الله يثني عليه ثناءً عجيباً حيث يصفه أن إبراهم لحليم أواه منيب , لأنه يجادلنا في قوم لوط ,ومروراً بالنبي موسى وعيسى وختاماً بمحمد بن عبدالله . لم نرى بان الله مدحه لصلاته ولصومه . هذه طقوس خاصة , بل نراه يمدحه بتربيته واخلاقه وأنك لعلى خلق عظيم ونرى بالمقابل جسد هذا على الأرض وفي التبشير لدعوته وفي سلوكياته مع قومه وقوله بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , ولم يقل بعثت لعمل الطقوس وممارسة المتعة وأخذ الخمس وأرضاع الكبير والتطبيروقتل النفس وهتك الأعراض وسفك الدماء بغير حق وحرمان الناس من كافة الخدمات الحياتية وهذا مانشاهده اليوم يحدث في طول البلاد وعرضها في العراق وغيره . لم تكن هذه من سلوكياته عليه السلام . سلوكياته هي الرحمة والعطف والأخلاق والمحبة والعمل الصالح , فهل يوجد من هذا شئ الأن عند الأسلامويون ؟ لأن حركة الدين المتمثلة في حياته هي حركة دائمة وهي الهزة الحيوية التي تجرف سدودالتقليد وقيود الإغلال التي تفرض على الإنسان, نرا المجتمع بواسطة هذه التجربة الإخلاقية العصيبة كيف تمرد على واقعه وأنقسم على نفسه في سبيل تجاوزها إلى مرحلة يحقق بها وحدة عليا . وبلوا فيها نفوسهم ليستكشفوا ممكناتها ويعززوا فضائلها , وكل ماأثمر الإسلام فيما بعد من فتوح وحظارات ,حيث أن الفكر المعتزلي اخذ يحلق في الفضاء وأطلقوا العنان للعقل لكي يسبح في فضاء الكون الواسع . وفي المقابل نرى الظلاميين من أصحاب الطقوس الخرافية والتقليديه على طرف نقيض من هؤولاء لأنهم فهمو من الدين في حدود مجال تفكيرهم وهو الطقوس فقط ووضعوا الأغلال على اعناقهم من صنع انفسهم وبهذا يغضبون الله . إما الليبرالية وكما أسلفنا أن من صفاتها هي الحوار والأخلاق والشفافية واللين والرحمة ومن هنا تكون توأمان مع الدين وتشكل وحدة وجود لأن الحرية في الفكر الليبرالي ترتبط بالعقل , والمذهب الليبرالي هو جزء من مشروع التنوير والفكرة المركزية والرئيسية في رؤية التنوير هي تحرير البشرية من قيود الخرافة والجهل وإطلاق العنان لعصر العقل ,والليبراليون ورثوا عن العقلانية التنويرية إيمانها الشديد بفكرة التقدم والتي تعني لديهم التوسع في المعرفة, فيمكن الناس من خلال العملية فهم وتفسير العالم , وتعطي سلطة لعقل الإنسان القدرة على تحمل مسئولية الإنسان عن نفسه وحياته ومصيره ,وهذه الصفات هي صفات الله وإنبيائه كما اسلفنا , والعدالة التي تتصف بها الليبرالية هي نوع من الآخلاق , لأنها تعطي كل فرد مايستحقه والعدالة لأجتماعية تعني توزيع المنافع المادية في المجتمع مثل الأجور والأرباح وتوفير متساوٍ اللأحتياجات الأساسية من إسكان وخدمات الإسكان ورعاية طبية وامن وامان . لافقدان هذه الخدمات وإستبدالها بالآرهاب الذي يحصد ارواح الأبرياء وتشويه صورة الدين الذي هو خدمة لهذا لإنسان !!
|