أن فوز منتخب اي بلد لكرة القدم في العالم على صعيد القارئ حدث تعبر عنه جماهير هذا البلد او ذاك باحتفالات شعبية و رسيمة
لكن فوز المنتخب العراقي وحصوله على كأس أسيا في هذا الظرف الذي يمر به العراق من الناحية الامنية و السياسية، يعطي لهذا الفوز أهمية أكثر و بصفته حدث غير مسبوق.
النتيجة السياسية الذي افرزها هذا الفوز هو احتفالات جماهيرية واسعة من كردستان الى اقصى الجنوب، أحتفالات تعبر بشكل واسع عن رفضها للسياسة الطائفية التي اصبحت سياسة قائمة منذ احتلال العراق، أحتفالات برزت فيها شعارات و اهازيج مثل "لاسنية لا شيعية جماهيرعراقية"و" هذا الوطن ما نبيعه اكراد سنة و شيعة" التي تبين مدى تناقض مصالح الجماهير في العراق مع حكومته. احتفالات وشعارات تعبر إن الطائفية التي جلبتها وفرضتها احزاب الاسلام السياسي الشيعي، وتوسعت على ايادي الاسلام السياسي السني و البن لادني وقوات الاحتلال، لا تمثل الجماهير في العرا ق بل فرضت عليها بواسطة القوى الارهابية و إرهاب الدولة المباشرة.
أن فوز المنتخب اعطى درسا قاسيا للحكومة الطائفية برئاسة المالكي، وهو لا نريد الحكومة الطائفية، ليس هذا فقط بل تنتقد الجماهير مباشرة اداء وسياسة واعمال هذه الحكومة.
الجانب الاخر، الذي افرزه الفوز، هو ان القوى الإرهابية بما فيها الحكومة العراقية الحالية غير سعداء لهذا القوز و النتائج الذي افرزته على الصعيد الجماهيري، لانه يخالف برامجهم الطائفية، وظهر هذا من خلال عدم اهتمام هذه الحكومة بمنتخب العراق منذ البداية ولحين حصوله على الكاس وحتى الطائرة التي اقلتهم الى دبي هي على حساب حكومة الامارات وليست الحكومة العراقية،... ولكن هذه القوى وخصوصا نحن نتحدث عن الاسلام السياسي الشيعي من الناحية الثقافية لحركتها ومن ناحية تقالديها لا تميل الى الرياضة وفرحة و حرية انطلاق الجماهير لاقامة حفلاتها بصورة مستقلة، لان هذه القوى لاتعرف غير الحسينيات و مراسيم عاشورا القصابية التي يضرب الانسان بالسكاكين والخناجير و الزانجير جسمه حتى تدفق الدم من جسده.... هذه القوى تتطفل على البؤس والمأسي و المصائب، كما برهنت تجربة اربعة سنوات منصرمة. الفرحة وخصوصا بهذه الانطلاقا ت الحرة غير قابلة لتصور هذه القوى و خصوصا ان كل هذه التظاهرات من البصرة الى اعظمية و الشعلة و الكرادة وسبع ابكار.. وحلة وكوت ونجف ودبي ولندن والسويد وواشنطن وكنداوالاردن وسوريا... كلها لم تتواجد فيها لا صور مرجعيات و لا رمز ديني واحد...وهذا تبين قوة العلمانية داخل صفوف الجماهير.
أن فوز المنتخب العراقي ، برهن من الناحية الواقعية ان تلك الهويات كاذبة مثل الطايفية وهي مصطنعة من قبل القوى الاسلام السياسي الطائفي.. وان جماهير العراق ترفضها رفضا قاطعا. وسجلت الاحتفالات بهذا الفوز نقطة تاريخية اخرى وهي تناقض مصلحة الحكومة الطائفية مع تطلع وامال الجماهير في العراق.