تغييرات بارزة وهامة حدثت ليلا في مدينة حلب بعد ان تمكن الجيش العربي السوري من السيطرة على ضاحية الاسد وبلدة منيان «ومناشير منيان، والبحوث العلمية وقد لاحق الجيش السوري ومجاهدو حزب الله المجموعات المسلحة التي انسحبت من منيان باتجاه البحوث العلمية في المنصورة وتم استهدافها، مما ادى الى مقتل عدد كبير من الارهابيين امام السيتي روز وداخل البحوث بالمنصورة. كما شن الطيران الحربي السوري غارات على خطوط الامداد للمسلحين وتجمعاتهم في نبش وسنجار والتمانعة ومشبك وسراقب وخان شيخون في ريف ادلب.
فيما اعلن الكرملين ليلا ان القوات الجوية الروسية ستستمر في دعم الجيش السوري في مكافحة الارهاب. وعلى صعيد اخر، اقر ما يسمى بجيش المجاهدين -الجيش الحر بمقتل المسؤول العسكري لـ الفوج 314 المدعو اسامه درويش خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في ضاحيتي الاسد ومنيان.
على صعيد آخر، كشف مصدر عسكري دبلوماسي روسي مطلع عن بدء طائرات حاملة «الأميرال كوزنيتسوف» الروسية التحليق في أجواء سوريا تحضيرا لاستهداف الإرهابيين ومواقعهم هناك.
وفي حديث أدلى به لوكالة «إنترفاكس» قال المصدر: «مقاتلات «ميغ-29»، و«سو-33» المحمولة على ظهر «كوزنيتسوف» كثفت من طلعاتها الدورية في الأيام الأخيرة وتحلق في السماء السورية لاستطلاع الأجواء فوق مسرح العمليات وتحديد المهام القتالية» المنوطة بها. وأضاف: «مجموعة السفن الحربية الروسية التي تضم في قوامها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف»، والطراد الذري الثقيل «بطرس الأكبر»، وفرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش»، تحضر على قدم وساق لضرب الإرهابيين وصارت جاهزة لبدء العمل العسكري في أي لحظة».
وكشف المصدر العسكري الروسي كذلك عن أن سفن الاستطلاع المرافقة للمجموعة والمرابطة قبالة الساحل السوري مستمرة في استطلاع الأراضي السورية من ساحلها إلى عمقها.
ومضى يقول: «الاستطلاع يكشف باطراد عن مواقع جديدة للإرهابيين ويضع قائمة الأهداف المنشودة قبل تسليمها لمجموعة الطائرات البحرية ولفرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش» المزودة بصواريخ «كاليبر» عالية الدقة.
وزارة الدفاع الأميركية بدورها، سبق لها وأعلنت مؤخرا أنها ترجح مشاركة مجموعة السفن والطائرات الروسية في عملية عسكرية واسعة النطاق في إطار مجموعة قوات روسية أخرى للحسم في حلب، وأن موسكو سوف تطلق عمليتها في غضون أيام، فيما لم تكشف روسيا منذ انطلاق سفنها نحو المتوسط عن أي نية لها في استهداف الإرهابيين في حلب.
هذا، وانطلقت حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» السبت في 15 تشرين الأول قاصدة الساحل السوري وترافقها مجموعة سفن حربية تابعة لأسطول الشمال الروسي وهي تحمل مقاتلات «ميغ-29 KR»، و«ميغ 29- KUBR»، ومقاتلات «سو-33» البحرية، إضافة إلى مروحيات «KA-52 » الملقبة بـ«التمساح».
وذكر أسطول الشمال في بيان بهذا الصدد أن «كوزنيتسوف» توجهت من شمال شرق الأطلسي وهي تتقدم مجموعة السفن التي تضم طراد «بطرس الأكبر» الصاروخي الذري الثقيل، وسفينتي «سيفيرومورسك» و«كولاكوف» إضافة إلى عدد من سفن الإمداد.
وأكد أسطول الشمال، أن الهدف من وراء إرسال مجموعة السفن الروسية إلى سوريا «ضمان الحضور العسكري البحري الروسي في مناطق حيوية وهامة في مياه العالم، وتأمين الملاحة البحرية وحماية كافة النشاطات الاقتصادية البحرية لروسيا الاتحادية، ومواجهة التحديات الجديدة بما فيها القرصنة البحرية والإرهاب الدولي».
يشار إلى أن «الأميرال كوزنيتسوف» قادرة على حمل أكثر من خمسين طائرة، ومزودة بصواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع «غرانيت»، وصواريخ «كلينوك» المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة «كاشتان» الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات.
واشنطن: فتح الشام ارهابية
الى ذلك، أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها لن ترفع اسم جبهة فتح الشام من قائمة «المنظمات الإرهابية» بحجة أن مبادئها مشابهة لتلك التي لدى تنظيم القاعدة، فهما وجهان لعملة واحدة. بينما فرضت عقوبات على أربعة قياديين بالجبهة التي كانت تسمى سابقا «النصرة».
وقال بيان صادر عن الخارجية الأميركية «بالرغم من محاولات التفريق بينها (فتح الشام) وجبهة النصرة عن طريق إنتاج شعار وراية جديدين، فإن مبادئ الأولى ظلت مشابهة لتلك التي لدى تنظيم القاعدة، والجماعة ما زالت مستمرة في تنفيذ الأعمال الإرهابية تحت الاسم الجديد».
وأكد بيان الوزارة الأميركية أن اسم الجماعة مهما تغير «فسيظل تابعا للقاعدة في سوريا». وغيرت «النصرة» منتصف العام الجاري اسمها إلى «فتح الشام» معلنة براءتها من تنظيم القاعدة، بيد أن الولايات المتحدة لم تعترف بهذا التغيير.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على أربعة من قادة جبهة النصرة (فتح الشام حاليا) بموجب لوائح استهداف الولايات المتحدة للمشتبه في انخراطهم بنشاط «إرهابي» أو دعم الجماعات «الإرهابية».
وشملت القائمة عبد الله محمد بن سليمان المحيسني (من الدائرة الداخلية للقيادة) وجمال حسين زينية (القيادي بالجبهة المسؤول عن التخطيط للعمليات في القلمون بسوريا ولبنان) وعبدول جاشاري (مستشار عسكري للجبهة بسوريا) وأشرف أحمد العلاق (قائد عسكري في الجماعة بمحافظة درعا السورية) وفق بيان الوزارة الأميركية. وبوضع «فتح الشام» وأربعة من قادتها في قائمة «الإرهاب» يصبح ممنوعا على أي مواطن أو مؤسسة أميركية الاتصال بهؤلاء الأشخاص وتنظيمهم وتقديم المساعدة لهم أو إجراء أية تبادل مالي معهم.
موسكو والاسلحة الكيميائية
وفي المقابل، دعت وزارة الدفاع الروسية، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إرسال خبراء لتقصي وقائع استخدام أسلحة كيميائية في أحد أحياء حلب في أسرع وقت.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف: «ندعو قيادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للنظر في مسألة إرسال خبراء من بعثة تقصي وقائع استخدام المواد الكيميائية كأسلحة، إلى حي «1070» في حلب في أسرع وقت». وأكد كوناشينكوف، أن جميع نتائج تحليل عينات التربة وشظايا الذخيرة المدفعية التي أظهرت استخدام مقاتلين في حلب أسلحة كيميائية، ستسلم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفق الأصول المتبعة.
وأوضح أن خبراء وزارة الدفاع وجدوا قذائف مدفعية تعود للإرهابيين لم تنفجر تحتوي على مواد سامة، بالإضافة إلى عينات أخذت من مكان استخدام (القذائف)، من ضمنها شظايا القذائف المنفجرة. وأضاف كوناشينكوف أنه بعد تحليل سريع للعينات في مختبر متنقل، تم الكشف عن مواد سامة في قذائف المسلحين، قائلا إن احتمالا كبيرا أن تكون هذه المواد غاز الكلور والفوسفور الأبيض. لكن المعارضة السورية نفت استخدام أسلحة كيميائية خلال العمليات العسكرية التي جرت مؤخرا في الهجوم على مواقع للنظام السوري والمليشيات المتحالفة معه غربي حلب (شمال سوريا). يأتي ذلك ردا على اتهام روسيا للمعارضة باستخدام مثل هذه الأسلحة.
الديار