الجيش السوري على مشارف تدمر والقريتين واستعاد مناطق في حلب
المفاوضات السورية ـ السورية تستأنف في 14 اذار مع استبعاد المكون الكردي رغم الاصرار الروسي على مشاركته بالمحادثات ورفض تركي حاسم، لكن الحكومة السورية والمعارضة أعلنتا مشاركتهما في المفاوضات. لكن البارز تمثل باستغلال جبهة النصرة وجيش الفتح للهدنة وقاما بالتسلل الى بلدة العيس وتلالها الاستراتيجية ونجحا خلال الساعات الاولى للهجوم لكن الجيش السوري وحلفاؤه استعادوا البلدة والتلال وتقدموا باتجاه مناطق جديدة وسط قصف للطيران الروسي.
وفي موازاة ذلك، حقق الجيش السوري تقدما لافتا في ريف حمص وبات على مشارف مدينة تدمر ومدينة القريتين التي باتت محاصرة بعد ان سيطر الجيش على التلال المشرفة عليها.
والبارز على الصعيد الميداني قيام اكثر من 200 مسلح من تنظيم داعش في الرقة بتسليم انفسهم للجيش السوري في المناطق المتواجد فيها.
ودعا ممثل الامين العام للامم المتحدة الى التعامل مع هذه الظواهر بايجابية واستيعاب هؤلاء المقاتلين الذي يؤشر الى ضعف التنظيم.
وفي ظل هذه التطورات أعلنت جيسي شاهين المتحدثة باسم المبعوث الأممي إلى سوريا أن ستيفان دي ميستورا ينوي بدء المفاوضات حول جوهر التسوية السورية في 14 آذار على أبعد تقدير.
وقالت شاهين إن دي ميستورا يريد، كما خطط، استئناف المفاوضات مع الأطراف السورية ابتداء من النصف الثاني من اليوم ، لكن الوفود السورية ستحضر في 12 و13 و14 آذار، بسبب جملة من المشاكل اللوجستية المرتبطة بمعرض السيارات الدولي في جنيف.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لمجموعة الرياض أعلنت موافقتها الذهاب الى جنيف للمشاركة في محادثات السلام المرتقبة، وفق ما أعلن رياض نعسان آغا أحد المتحدثين باسم الهيئة.وأعلن قدري جميل رئيس حزب «الإرادة الشعبية» أن وفد مجموعة موسكو-القاهرة ينوي الذهاب إلى الجولة الثانية لمفاوضات جنيف قبل 14 آذار.
وكان ممثل الأكراد السوريين في موسكو رودي عثمان أعلن أن الدول المنظمة لمفاوضات جنيف وعدت أكراد سوريا بدعوة ممثليهم إلى جنيف، لكن الدعوة لم تصل حتى الآن.
وأعلنت شاهين أن المبعوث الدولي دعا وفود الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات وبعض المشاركين في لقاءات موسكو والقاهرة، ولن توجه دعوات أخرى.
وكانت أطراف في المعارضة السورية اتهمت روسيا بعدم وضوح الرؤية تجاه تصنيفات المعارضة السورية، وأعلنت أن موسكو تخلت عن دعوة بعض أعضاء مجموعة موسكو إلى مفاوضات جنيف.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن مصادر في المعارضة السورية أن روسيا لم تعد متمسكة بدعوة قدري جميل رئيس حزب «الإرادة الشعبية» ورندا قسيس رئيسة «حركة المجتمع المدني» إلى مفاوضات جنيف بينما تتمسك بدعوة صالح مسلّم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وآخرين معه من مجلس سوريا الديموقراطي.
ورأت المصادر أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في الغالب سيتجاوب مع الرغبة الروسية ولن يوجه الدعوة لمن تخلت عنهم موسكو خاصة وأن المعارضة السورية تعتبرهم «إشكاليين».
بينما أكدت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان أن معيار دمشق في جنيف هو البلد والشعب ووحدة الأرض واستقلال القرار، منوهة بجدية دمشق في وضع حد للعنف ومشددة على الحل السياسي والقضاء على الإرهاب.
ـ الجيش السوري يستعيد مناطق ـ
على صعيد آخر، استعاد الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على كامل النقاط التي دخل إليها مسلحون في محيط بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي.
وأفاد نشطاء معارضون كذلك بأن الجيش وحلفاءه تمكنوا من استعادة السيطرة على بلدة العيس وتلتها بريف حلب الجنوبي، عقب هجوم معاكس على المنطقة التي سيطرت عليها «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها لساعات، إثر هجوم على المنطقة بعد عصر الاثنين، وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف متبادل وغارات للطيران الحربي والمروحي.
وكان الجيش السوري أعلن أن الهجوم الذي شنته جماعات مسلحة على تلة العيس في ريف حلب الجنوبي كان من طرف «جيش الفتح»، المؤلف من الجماعات المسلحة الإرهابية المتواجدة في حلب وإدلب. واعتبر في بيان أن «الجماعات المسلحة في حلب وإدلب مسؤولة عن نقض هدنة وقف إطلاق النار... وعلى هذا الأساس تكون قيادات تلك الجماعات المسلحة قد رمت بعرض الحائط جميع بنود الهدنة».
وأكد الجيش وحلفاؤه أنه «بناء على الحق الطبيعي للجيش العربي السوري بالرد على هذا النقض الفاضح للهدنة المعلنة، فإنه ابتداء من تاريخ 8 آذار 2016 ستعاود القوات السورية العمليات في جميع جبهات حلب بالرد الفوري بما تراه مناسبا على أي خرق يطال كل الجبهات».
شنت المقاتلات الروسية سلسلة غارات على مواقع للمعارضة في ريفي إدلب واللاذقية، وتقدم الجيش في ريف دمشق، بينما انسحب تنظيما جبهة النصرة وجند الأقصى من بلدات في ريف حلب الجنوبي.
وذكر بأن الطائرات الروسية شنت غارات على بلدة أبو الظهور ومطار تفتناز في ريف إدلب.
وقال الدفاع المدني في إدلب شمالي البلاد إن قوات النظام قصفت بالصواريخ والمدفعية بشكل كثيف مدينة جسر الشغور ومحيطها وقرى السرمانية والبلدات المجاورة في ريف إدلب الغربي.
وكانت قوات النظام السوري استهدفت أمس الاثنين طريق أوبين اليمضية ومناطق سيطرة المعارضة في جبل التفاحية بريف اللاذقية الشمالي.
وفي ريف دمشق، ذكر بأن الجيش السوري سيطر على مواقع جديدة على أطراف بلدة بالا جنوبي الغوطة الشرقية، وذلك عقب هجوم شنته على مواقع للمعارضة المسلحة، تزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف المنطقة.
وبهذا بات الجيش يشرف على الطريق الوحيد لبلدتي دير العصافير وزبدين، مما قد يجعلهما مفصولتين عن بقية مناطق الغوطة الشرقية.
في المقابل، انسحب تنظيما جبهة النصرة وجند الأقصى -غير المشمولين في الهدنة المعلنة بسوريا- من بلدة العيس وتل سيريا تيل في ريف حلب الجنوبي، وذلك بعد معارك مع الجيش المدعوم بغطاء جوي روسي ومليشيات أجنبية.
جاء ذلك متزامنا مع غارات روسية مكثفة على مختلف بلدات ريف حلب الجنوبي، وبلدة «أورم الكبرى» الخاضعة للمعارضة المسلحة في ريفها الغربي. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أهمية تلك المنطقة التي انسحب منها التنظيمان تكمن في أنها تحصّن مواقع النظام في ريف حلب، وتوفر له وجودا أساسيا قريبا من الطريق الدولي جنوبا إلى دمشق.
عن الديار