مؤتمر ميونيخ: وقف العمليات العسكرية باستثناء «داعش» و«النصرة»
وافقت القوى الكبرى، على البدء في وقف العمليات العسكرية في سوريا خلال أسبوع، بهدف إحياء مفاوضات السلام ووقف نزوح المدنيين، وإرسال مساعدات إنسانية على وجه السرعة إلى البلدات السورية المحاصرة، لكنها لم تتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار أو إنهاء حملة القصف الروسية.
وعقب محادثات مطولة استمرت 5 ساعات في ميونيخ أكدت القوى ومنها أميركا وروسيا وأكثر من 12 دولة أخرى على التزامها بانتقال سياسي عندما تتحسن الأوضاع على الأرض.
وزير الخارجية الأميركي جون كيري إثر اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة قال: «اتفقنا على وقف للمعارك في كامل البلاد في غضون أسبوع».
وأضاف كيري محذراً: «النتائج ستقاس بما سيجري على الأرض وليس بالكلمات التي صدرت».
وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يستضيف المؤتمر قال «سنرى في الأيام القليلة القادمة ما إذا كان هذا اختراقاً فعلا عندما يرى العالم أن اتفاقات اليوم قائمة وتنفذ من قبل الحكومة السورية والمعارضة السورية ومسلحي المعارضة وكذلك من قبل روسيا».
نظيره الروسي سيرغي لافروف اعتبر أنه على الحكومة السورية والمعارضة «اتخاذ الإجراءات الضرورية»، مضيفاً «علينا على الأرجح أن نستخدم نفوذنا على الأطراف».
لافروف أوضح أن روسيا وأميركا ستشرفان على «ترتيبات» تطبيق وقف المعارك، مشيراً إلى أن هذه الهدنة «ستشكل خطوة أولى» باتجاه وقف إطلاق نار أكثر استدامة.
ويطالب الغربيون بالخصوص بوقف حملة الغارات الجوية الروسية التي تواكب منذ 10 أيام هجوماً واسع النطاق للقوات الحكومية على مواقع المسلحين في محافظة حلب شمال سوريا.
الوزيران أوضحا أن وقف المعارك يشمل أطراف النزاع كافة باستثناء تنظيم «داعش» وجبهة النصرة.
وساد بعض التوتر في المفاوضات التي حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف خلالها من «حرب عالمية جديدة» إذا أرسلت الدول الخليجية قوات لدعم مسلحي المعارضة السورية.
لكن مجموعة العمل هذه خرجت بوثيقة تعكس مستوى مفاجئا من التعاون بين الأطراف الأساسيين على الرغم من التوتر الذي تثيره حملة القصف الروسية.
من جهته، صرح كيري أن «وقف الأعمال العدائية»، العبارة التي اختيرت عمداً بدلا من وقف كامل لإطلاق النار، ينطبق على كل المجموعات باستثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال كيري إن مجموعة عمل خاصة للأمم المتحدة تترأسها روسيا وأميركا ستعمل في الأسابيع المقبلة على «وضع طرق وقف طويل الأمد وشامل ودائم لأعمال العنف».
وستشرف مجموعة أخرى على تسليم المساعدات بما في ذلك الضغط على سوريا لفتح الطرق بينما لم تتم الموافقة سوى على حوالى 10 طلبات من أصل 116 تقدمت بها الامم المتحدة.
وقال كيري إن «مجموعة العمل هذه ستجتمع في جنيف. وأضاف إنها «ستقدم تقريراً أسبوعياً حول التقدم أو النقص للتأكد من أن إيصال المساعدات بشكل مستمر وفي الوقت المحدد والموافقة عليها يسير قدما».
ـ روسيا وأميركا على خلاف ـ
لكن روسيا والولايات المتحدة بقيتا على خلاف حول عدد من القضايا وخصوصاً مصير الرئيس السوري.
ودعا لافروف الى اتصالات مباشرة بين العسكريين الروس والاميركيين في سوريا، واكد ان المفاوضات حول انتقال سياسي يجب ان تبدأ في اسرع وقت ممكن بدون انذارات او شروط مسبقة.
وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المناقشات خلال الاجتماع الأخير لمجموعة دعم سوريا، لم تتناول عملية برية سعودية محتملة في سوريا أو سبل إقناع الرياض بالتخلي عن هذه الفكرة.
وقال الوزير ردا على سؤال صحفيين حول ما إذا كان من المحتمل إقناع السعودية بالتراجع عن فكرة إرسال قوات خاصة إلى سوريا: « الحديث لم يجر عن هذا الموضوع، ولذلك لا يمكنني أن أقول لكم من يخطط لذلك، وأي قوات سيتم إرسالها، وإلى أين».
يذكر أن المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية أحمد عسيري قال يوم الخميس إن قرار الرياض إرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم «داعش» نهائي ولا رجعة عنه.
ـ لقاء لافروف الجبير ـ
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير لافروف بحث مع نظيره السعودي خلال لقاء جمعهما في ميونيخ، المسائل الملحة على الأجندة الشرق أوسطية مع التركيز على المسائل المتعلقة بالوضع في سوريا.
وأوضحت الوزارة أن لافروف والجبير بحثا أيضا العلاقات الروسية-السعودية وآفاق تطويرها، وأكدا عزم البلدين على تعزيز الصلات الثنائية، وتعميق التعاون في مختلف المجالات.
وكشف غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الذي حضر اللقاء، أن لافروف والجبير لم يتطرقا إلى خطط الرياض لشن عملية برية في سوريا. وأوضح أن النقاش ركز على المشاريع الاقتصادية المشتركة بين روسيا والسعودية والعلاقات الاقتصادية بشكل عام.
ـ الأسد: لا أستبعد تدخلا سعودياً تركياً ـ
اتهم الرئيس السوري بشار الأسد في تصريح نُشر أمس، فرنسا بدعم سياسات تخريبية في المنطقة ومساندة الإرهاب بشكل مباشر، معتبرا أنه «من واجب فرنسا الآن أن تقوم بسياسات معاكسة أو تغيّر سياساتها من أجل مكافحة الإرهاب.
وقال الرئيس الأسد أنه لا يستبعد «احتمال» تدخل بري سعودي وتركي في سوريا. فيما أعلن رفضه اتهامات الأمم المتحدة له بارتكاب جرائم حرب في سوريا لأنها صادرة عن القوى الغربية. وأضاف الرئيس الأسد خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس أن هدفه استعادة الأراضي السورية كافة معتبراً أن ذلك قد يتطلب في ظل الوضع الحالي في سوريا «وقتاً طويلاً من غير المنطقي أن نقول إن هناك جزءاً سنتخلّى عنه».
ورداً على سؤال حول قدرته على استعادة الأراضي السورية كافة، قال «سواء كانت لدينا استطاعة أو لم تكن، فهذا هدف سنعمل عليه من دون تردّد». وأشار إلى أن «الحالة الحالية المتمثلة في الإمداد المستمر للإرهابيين عبر تركيا، وعبر الأردن هذا يعني بشكل بديهي أن يكون زمن الحل طويلاً، والثمن كبيراً». وقال الاسد «المفاوضات لا تعني وقف قتال الارهابيين مؤكداً على استمرار القتال ضد الارهابيين».
ـ الجيش السوري وحلفاؤه على مشارف اعزاز ـ
من جهته، حرر الجيش السوري وحلفاؤه تلتي ضهرة القرعة وضهرة القنديلة المشرفتين على قرية الطامورة جنوب غرب بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي، وقطعوا طريق إمداد المسلحين نارياً بين الطامورة ـ وعندان.
وافاد موقع العالم ان الجيش السوري وحلفاؤه تقدموا بشكل ملحوظ في قرية الطامورة بحيث اوقعوا العديد من القتلى والجرحى بصفوف المسلحين بعد السيطرة على كامل مرتفعات الطامورة وبالتالي توسيع نطاق الأمان بمحيط بلدتي نبل والزهراء من الجهة الجنوبية الغربية.
وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي حرر الجيش وحلفاؤه نقاطا استراتيجية منها النقطة 1112 والنقطة 932 وظهرة البيدر المحروق وارض الأكتاف وخندق الشاحور والنقطة 8016 وقرية الحور والنقطة 529 والنقطة 466 والنقطة 425 وجبل زيارة البيضة.
وتأتي أهمية العملية الحالية كونها تجعل المسلحين بريف إدلب الغربي تحتَ مرمى نيران الجيش السوري وحلفائه.
على الصعيد ذاته قتل واصيب عدد من المسلحين خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في محيط حي المنشية في مدينة درعا.
كما سقط عدة قذائف صاروخية على الأحياء السكنية في بلدة خان أرنبة في ريف القنيطرة مصدرها المجموعات المسلحة.
كما واصلت قوات الدفاع الكردية تقدمها وبعد سيطرتها على مدينة منغ تقدمت القوات الكردية الى مدينة اعزاز وسيطرت على المشفى الميداني ووصلت الى الساحة العامة لكنها تراجعت بعد ان حشد المسلحون مئات المسلحين، لان سقوط اعزاز يعني اقفال كل الطرقات بين تركيا والمسلحين، اما قوات الجيش السوري فوصلت الى مشارف اعزاز وطريق حلب - تركيا حيث وصلت سيطرتها على هذا الطريق لمسافة 21 كلم.
ـ حلف الأطلسي: على روسيا أن تكف عن القصف ـ
واتهم ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روسيا بتقويض جهود التوصل لحل سلمي للصراع في سوريا باستهداف جماعات المعارضة بدلا من متشددي تنظيم الدولة الاسلامية. وقال ستولتنبرج إنه لا يمكن تحقيق سلام دائم دون وقف هذا.
وتابع «تستهدف روسيا في الأساس جماعات المعارضة وليس داعش. الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الروسية على جماعات المعارضة المختلفة في سوريا قوضت فعليا جهود التوصل إلى حل سلمي عبر المفاوضات».
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان إن خطة السلام التي تهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة في غضون أسبوع لا يمكن أن تنجح إلا إذا أوقفت روسيا ضرباتها الجوية الداعمة للحكومة.
ـ كارتر يتوقع مساهمة قوات سعودية وإماراتية ـ
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إنه يتوقع أن تساهم السعودية والإمارات بقوات خاصة لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد «داعش» بما في ذلك معركة استعادة مدينة الرقة.
وقال كارتر بعد محادثات في بروكسل، «سنحاول أن نتيح الفرص والقوة... وبخاصة للعرب السنة في سوريا الذين يريدون استعادة أراضيهم من داعش لا سيما الرقة».
وأضاف كارتر الذي التقي مسؤولين إماراتيين اليوم إن الإمارات تعهدت أيضا باستئناف مشاركتها في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد. كما تلقى تأكيدا مماثلا من السعودية يوم الخميس الماضي.
عن الديار