مسؤول أميركي زار مناطق كردية وروسيا تنشر مقاتلات «سو ــ 35»
تعقيدات كبيرة اعترضت مفاوضات جنيف السورية ادت الى تدخل اميركي - روسي لتذليل الاعتراضات واستمرار وقف المباحثات غير المباشرة حيث كان من المفترض ان يعقد دي ميستورا اجتماعاً مع وفد الحكومة السورية لكن اللقاء تم تأجيله، فيما التقى مبعوث الامم المتحدة مع ممثلي المعارضة السورية على امل اطلاق محادثات سلام غير مباشرة بعد خمس سنوات من الحرب الاهلية التي اسفرت عن مقتل 250 الف شخص.
وكان المكتب الصحفي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ذكر أنه سيعقد لقاءين منفصلين مع وفدي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف امس.
ومن المتوقع أن تستمر المرحلة الأولى للمفاوضات لمدة أسبوعين أو 3 اسابيع وستجري المفاوضات بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 حول سوريا الذي تبناه الأعضاء بالإجماع يوم الـ18 كانون الأول الماضي.
في المقابل، أكد وفد المعارضة السورية إلى مباحثات جنيف تلقيه ضمانات بشأن الإغاثة الإنسانية وفك الحصار، لكن وفد النظام السوري رهن مطالب المعارضة بنتائج المؤتمر.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم المعارضة سالم المسلط قوله إن المعارضة تلقت ضمانات بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، وهو ما يعني سماح النظام بعمليات الإغاثة الإنسانية ورفع الحصار ووقف الهجمات على المدنيين. وأضاف أن المعارضة تكثف جهودها لضمان القيام بتحرك لإنهاء المعاناة في سوريا.
في المقابل نفى وفد النظام للمباحثات الاستجابة لأية مطالب أو تقديم أية ضمانات، وقال رئيس الوفد بشار الجعفري إن «دمشق تدرس خيارات مثل وقف إطلاق النار وممرات إنسانية وإطلاق سراح سجناء»، لكنه أشار إلى أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تأتي نتيجة للمحادثات وليست قبلها.
في السياق نفسه، قال مصدر دبلوماسي غربي إن المعارضة تدرس مقترحا من دي ميستورا يمكن أن يمهد الطريق ليمضي وفدها في المحادثات، لكنه لم يقدم أي مؤشر على طبيعة المقترح.
وقال المصدر إن «دي ميستورا قدم اقتراحا لهم يشجعهم على الدخول في المفاوضات. إنهم شديدو الحذر». وأضاف أنه «لا يعلم محتوى العرض».
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق إرجاء الجلسة التي كانت مقررة ظهر اليوم في جنيف بين المبعوث الدولي ووفد النظام السوري، في حين أن الجلسة مع المعارضة لا تزال مقررة كما هي مساء اليوم.
وعن سبب هذا الإرجاء ذكرت معلومات إن مكتب دي ميستورا أرسل للصحفيين رسالة يعزو فيها سبب الإرجاء إلى أن المبعوث الدولي التقى سابقا بوفد النظام بشكل رسمي ويريد أن يلتقي بوفد المعارضة بشكل رسمي للمرة الأولى قبل أن يلتقي بوفد النظام للمرة الثانية.
ورجحت المعلومات أن تكون المعارضة ضغطت على دي ميستورا لإرجاء الاجتماع من باب المعاملة بالمثل.
ـ حراك روسي أميركي ـ
ذكر بوجود حراك روسي أميركي يرافق هذه المحادثات، ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع أن هناك لقاء يجمع بين آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأميركي والمبعوث الأميركي لسوريا مايكل راتني، وبين غينادي غيتالوف نائب وزير الخارجية الروسي، وأضاف المسؤول أن الاجتماع يهدف لدعم مباحثات جنيف.
ونفى المسؤول الأميركي زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى جنيف، مؤكدا أن الأخير يتابع المحادثات عن كثب.
وعقد دي ميستورا أمس اجتماعا غير رسمي مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع المعارضة في الرياض، وعقب الاجتماع عبّر عن تفاؤله بسير المحادثات التي افتتحت رسميا الجمعة بلقاء أول بينه وبين وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري.
من جانبه، قال الجعفري إنهم على استعداد لبحث خطوات إنسانية جنبا إلى جنب مع قضايا أخرى، كما جددت المعارضة السورية التمسك بمطالبها بوقف قصف المدنيين وتجويعهم.
وذكر إن وفد المعارضة لا يزال مصرا على عدم الدخول في المفاوضات قبل تنفيذ البنود الإنسانية التي وردت في القرار رقم 2254 الذي صدر الشهر الماضي.
وتتعلق البنود بوقف القصف العشوائي على المدنيين، وفك الحصار عن المدن والبلدات المحاصرة، وإدخال المساعدات للمحتاجين.
وفي الوقت نفسه، قال كبير المفاوضين بالهيئة محمد علوش إنه وزملاءه توجهوا لجنيف لكشف عدم جدية النظام السوري في الحل السياسي.
ـ مسؤول أميركي يزور شمال سوريا ـ
على صعيد آخر، قال مسؤول أميركي إن مسؤولا أميركيا رفيعا زار مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد بشمال سوريا في مطلع الأسبوع لتقييم التقدم الذي أحرز في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مسؤول سوري كردي إن المسؤول الأميركي وصل جوا إلى مطار يسيطر عليه الأكراد في المنطقة.
وأضاف المسؤول الأميركي «نستطيع أن نؤكد أن المبعوث الرئاسي الخاص بريت مكجورك أتم زيارة استغرقت يومين لشمال سوريا مطلع هذا الأسبوع لتقييم التقدم في الحملة الرامية لإضعاف وتدمير (داعش) تنظيم الدولة الإسلامية».
وقال المسؤول السوري الكردي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن مكجورك وصل بطائرة هليكوبتر إلى قاعدة الرميلان الجوية التي يسيطر عليها أكراد سوريا مضيفا أنها تستخدم في الرحلات اللوجستية لطائرات الهليكوبتر العسكرية الأميركية.
ـ احباط هجوم على دير الزور ـ
الى ذلك، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن غارات شنتها طائرات حربية روسية، بما فيها قاذفات طويلة المدى «تو-22 إم 3» ساعدت في إحباط محاولة الإرهابيين اقتحام مدينة دير الزور السورية المحاصرة.
وأوضح إيغور كوناشينكوف الناطق الصحفي باسم وزارة الدفاع الروسية أن قاذفات «تو-22» وطائرات حربية من المجموعة الجوية الروسية المرابطة في قاعدة حميميم بريف اللاذقية/ تمكنت خلال الأسبوع الماضي من تدمير 23 هدفا مهما للإرهابيين في محيط مدينة دير الزور المحاصرة.
وأردف قائلا خلال إيجاز صحفي امس: طائرات سلاح الجو بعيد المدى قدمت الدعم لوحدات القوات الحكومية السورية التي تدافع عن مدينة دير الزور. وأسفرت الغارات التي وجهتها قاذفات «تو-22 إم 3» بالتعاون مع طائرات سلاح الجو التكتيكي التي تقلع من قاعدة حميميم، عن إصابة 23 هدفا مهما للإرهابيين في تلك المنطقة».
كما كشف كوناشينكوف أن سلاح الجو الروسي في إطار عمليته الإنسانية بسوريا أرسل ما يربو عن 200 طن من المواد الغذائية والأدوية إلى دير الزور في كانون الثاني الماضي.
كما كشف كوناشينكوف أن الطائرات الروسية نفذت في سوريا خلال الأسبوع الماضي 468 طلعة قتالية، بما في ذلك 24 طلعة نفذتها قاذفات طويلة المدى انطلاقا من الأراضي الروسية.
وتابع أن الغارات الروسية أسفرت عن تدمير 1354 موقعا للإرهابيين في 8 محافظات سورية هي حلب واللاذقية وحماة وحمص ودمشق والرقة ودرعا ودير الزور.
وأكد كوناشينكوف أن قاذفات روسية من طراز «سو-24 إم» تواصل غاراتها ضد الإرهابيين الذين يختبئون في مناطق جبلية بريف اللاذقية.
وأوضح أن قاذفة «سو-24» دمرت في محيط بلدة كنسبا بريف اللاذقية قاعدة ميدانية لعصابة إرهابية كانت تتكون من مسلحين منحدرين من بلدان رابطة الدول المستقلة، وصلوا إلى سوريا عبر أراضي تركيا. وأضاف أن الغارة الروسية اسفرت عن تدمير القاعدة بالكامل وتصفية أكثر من 20 إرهابيا.
ـ روسيا تنشر مقاتلات «سو-35» ـ
كما أكدت وزارة الدفاع الروسية نشر مقاتلات حديثة من طراز «سو-35» في سوريا كي تشارك في العملية العسكرية الروسية ضد تنظيم «داعش».
وقال إيغور كوناشينكوف: «منذ الأسبوع الماضي بدأت مقاتلات «سو-35 إس» ذات القدرة الفائقة على المناورة أداء المهام القتالية من قاعدة حميميم الجوية».
وفي وقت سابق ذكرت صحيفة «كوميرسانت» أن الجيش الروسي أرسل إلى قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية السورية 4 مقاتلات «سو-35 إس» وهي من أحدث الطائرات الحربية التي يملكها سلاح الجو الروسي.
ـدخول المساعدات الى مضايا والفوعة وكفرياـ
على صعيد آخر، سهلت الحكومة السورية دخول عيادات الهلال الأحمر وسمحت بإخراج الحالات الحرجة من بلدة مضايا. وقال إن الأمم المتحدة تستعد لإخراج أعداد من المرضى لتلقي العلاج.
على صعيد آخر، تم تشييع جثامين 33 شهيداً من اهالي بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب الشمالي الذين تم استردادهم ضمن عملية تبادل مع المجموعات المسلحة يوم امس. حيث تم الافراج عن اكثر من 20 مسلحاً مقابل الافراج عن عدد من اهالي الفوعة وكفريا كانت التنظيمات الارهابية قد اعتقلتهم.
وفي الاطار ذاته، واصل الجيش السوري تقدمه في ريف حلب الشمالي ووصل الى مشارف بلدتي نبل والزهراء المحاصرين من قبل التنظيمات الارهابية، وبات فك الحصار عنهما مسألة وقت فقط.
والعملية العسكرية الحالية على شمال حلب هي الأكبر للقوات الحكومية على منطقة حلب منذ حوالى عام. وهذه المنطقة تتحكم في الدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة من ناحية تركيا التي تدعم القتال ضد الحكومة.
وقال المرصد السوري إن القوات الحكومية تحقق مكاسب ميدانية في المنطقة وقد سيطرت على معظم قرية دوير الزيتون قرب باشكوي. وأشار المرصد إلى أن عشرات الغارات شنت على المنطقة صباح الاثنين في حين أكد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات الحكومية تتقدم هناك.
عن الديار