اول خطوة عملية لرفع العقوبات عن ايران، هي الافراج عن 32 مليار دولار مجمّدة في المصارف الاوروبية، كجزء من دفعات من الاموال المجمدة لايران في اوروبا، ويتم جمع عددها مع الفوائد لمعرفة الرقم النهائي، لكن الدفعة الاولى هي 32 مليار دولار نقدا، والولايات المتحدة ستدفع 1,7 مليار دولار قال عنهم جون كيري انهم يتوجبون الى ايران من الولايات المتحدة.
وهنالك خطوات كثيرة بدأ التحضير لها، اذ زارت وفود فرنسية والمانية وايطالية واسبانية ايران للتباحث في الاستثمار على الاراضي الايرانية في المشاريع الزراعية والصناعية وغيرها.
وقامت ايران برفع انتاج نفطها 500 الف برميل - اي نصف مليون برميل - يوميا، على ان يصل انتاج ايران لاحقاً الى 4 ملايين برميل وذلك خلال سنة.
وتريد ايران الاعتماد على الزراعة والصناعة والتجارة، اكثر من اعتمادها على النفط، ولذلك فهي تتباحث مع الدول الاوروبية في هذه المشاريع، وتريد ان تصدّر الى الخارج بمقدار ما تستورد من الخارج، كي لا يصبح الميزان التجاري في عجز لذلك تم فتح الاسواق الاميركية امام التجارة الايرانية، حيث ستبيع ايران السجاد العجمي والفستق والمواد الايرانية الى الاسواق الاميركية.
ويقدّر ما ستصدره ايران الى اميركا بـ 30 مليار دولار سنة 2016، على ان يرتفع لاحقاً خلال سنتين او ثلاث الى 100 مليار دولار.
اما المانيا فتريد الاستثمار في الزراعة وفي الصناعة، لكن في المجال الزراعي هنالك مشروع سيتم تنفيذه حيث ستقدم ايران مساحة 100 الف كلم مربّع، اي 10 مرات مساحة لبنان، كأراض زراعية تقوم شركات المانية في زراعتها وتتقاسم ايران مع المانيا ارباح هذه الزراعة، التي سيتم تصديرها الى اوروبا.
وتتحضّر ايران التي يتكوّن شعبها من 80 مليون نسمة لشراء 400 طائرة مدنية من الطائرات الصغيرة الى اكبر الطائرات، وفي اول صفقة قررت ايران تنفيذها شراء 114 طائرة ايرباص دفعة واحدة، على ان يصل العدد الى 400 طائرة تشتريها ايران من شركة ايرباص ومن شركة بوينغ.
وربما تكون بعض بنود العقوبات تمنع بيع طائرات بوينغ الا انه سيتم ايجاد حل لهذا الموضوع، عبر شراء طائرات بوينغ من وكيلة بوينغ في اوروبا.
وعندما سيصبح لدى ايران 400 طائرة ستكون الاولى في منطقة آسيا والخليج بعدد الطائرات بعد الهند، لكن حجم الطائرات الحديثة التي تريدها ايران لا تملكها اي دولة اخرى في الشرق الاوسط وآسيا والخليج، على ان ايران من الان وحتى تصنيع الطائرات التي طلبتها او ستطلبها، ستقوم باستئجار طائرات من شركات طيران دولية كي تكوّن اسطولها الجوي بداية، وتريد استئجار 100 طائرة يتكوّن منها بداية اسطولها الجوي، ثم انها ستشتري ناقلات نفط وناقلات غاز كبرى جدا، تكون من اهم السفن في العالم، حيث يبلغ طول ناقلة الغاز وناقلة النفط 300 متر، وفي ذات الوقت، ستقوم ايران ببيع الكافيار بكميات كبرى الى الخارج، وهي مصدر مهم بعد روسيا في انتاج الكافيار الفاخر.
اما اسواق السجاد العجمي، فهي سوق ستنتعش في ايران في شكل كبير جدا والسجاد العجمي مطلوب عالمياً وسعره غالي، ولذلك ستصدّر ايران مليارات الدولارات من السجاد العجمي الى كل انحاء العالم، وسيعمل في انتاج السجاد العجمي حوالى 6 ملايين عامل في معامل كبرى وصغرى، لانتاج الكميات المطلوبة.
اما في مجال الصناعة، فستتفق مع شركة سيارات فرنسية هي الارجح شركة «رينو» لانتاج السيارات في ايران حيث من المنتظر ان تنتج ايران مليوني سيارة في سنة، تصدّر مليون سيارة للخارج وتبيع في السوق الداخلية مليون سيارة. كذلك ستتفق ايران مع شركة مرسيدس لانتاج سيارات مرسيدس في ايران، بحجم نصف مليون سيارة في السنة في المرحلة الاولى، وفي مرحلة لاحقة سيصل الانتاج الى مليون سيارة، وتقوم ايران بتصدير سيارات المرسيدس الى الخارج كذلك بيعها في السوق الداخلية الايرانية. وسيارة مرسيدس مطلوبة جدا في السوق الايرانية، اضافة الى الاسواق الخليجية وغيرها، ويمكن ان تبيعها ايران بأسعار اقل من الاسعار الاوروبية مما سيمكنها من تصدير سيارات الى الدول الآسيوية والشرق الاوسط.
ـ ايران ستستلم 170 مليار دولار ـ
ثم ان ايران خلال سنة ستستلم 170 مليار دولار من الاموال المجمّدة، وهذا يعطي دفعة قوية للميزانية الايرانية، ويجعل ميزان المدفوعات في ربح بدل ان يكون على عجز، وتريد ايران انماء قطاع المصارف والتفاعل مع المصارف الاوروبية كلها، كذلك ان يتم فتح فروع لمصارف اميركية لها فروع في اوروبا لان العمل التجاري والمصرفي مباشر بين اميركا وايران ممنوع حالياً منذ سنة 1984 وما زال سارياً. لكن الشركات الاميركية التي لها فروع في اوروبا يمكن ان تتعامل مع ايران، وستفتح المصارف الاميركية فروع لها في ايران ولم تعد ايران بحاجة الى دولة الامارات لاستعمال مصارفها للتحويلات، بل سيتم تحويل الاموال مباشرة من ايران الى دول العالم كله.
كذلك فان ايران في مجال المصارف الاسلامية ستكون في المراتب الاولى لان لديها اموالا كثيرة ناتجة من الناتج القومي الايراني الذي هو سيكون من اعلى الناتج القومي في المنطقة.
اما في مجال الالبسة، فان ايران تنتج انواع البسة من الصوف والقطن بكميات كبيرة جدا، وهنالك شركات ايطالية ستقيم مصانع في ايران لانتاج الثياب من الصوف ومن القطن ومن الحرير وغير ذلك، ومن كل اصناف الاقمشة، وتصدّر الى اوروبا بأسعار مقبولة ومدروسة تنافس الاسواق الاخرى التي تصدّر الى اوروبا، لا بل ستكون بضاعة اوروبية على اساس ان الشركات المصنّعة هي شركات ايطالية والمانية وفرنسية.
اما بريطانيا، فستساهم في التفتيش والتنقيب عن النفط وعن الغاز في ايران حيث هنالك مخزون كبير من الغاز ومن النفط في ايران يمكن لشركة برييتيش بتروليوم البريطانية العملاقة ان تصل الى انتاج النفط في ايران الى 4 ملايين برميل، اضافة الى كميات هائلة من الغاز، قد يصل مخزون الغاز الى احتياط اكبر من احتياط قطر، وستستعمل ايران الغاز في المعامل لتوفير الطاقة، كذلك فان ايران ستشتري 20 مفاعلاً نووياً للاغراض السلمية ولانتاج الكهرباء.
ـ شركات ستقوم بمدّ خطوط القطارات ـ
كما ان شركات اوروبية ستقوم بمدّ خطوط القطارات الكهربائية في كل ايران لتسهيل النقل، اضافة الى مشاريع الطرقات، اي الاوتوسترادات التي ستعمّ كل مناطق ايران في شكل لا مثيل له حيث ان اي طريق في ايران يتم شقّها على اساس عرض 50 متر، وتكون منظمة من شركات اوروبية بالاشارات والتصنيف واقامة الجسور وهذا كله هو بداية الطريق في نهضة ايران الاقتصادية، حيث ان ايران بلد خام لم يجر الاستثمار فيه بقوة منذ 30 سنة، بعدما اشعلت ايران الحرب مع العراق وبعدما انصرفت ايران الى الانتاج النووي وبناء الاسلحة وكل ذلك شغلها عن الاقتصاد والاستثمار ولذلك فالوضع الاقتصادي الايراني الحالي ليس جيدا، حتى ان الناس في الاسواق لا يصدقون ان الحالة ستتحسن، بل يقولون ان المليارات ستأتي الى ايران لكنها لن تأتي الى جيوبنا، ومع ذلك يراهن الرئيس روحاني والحكومة الايرانية والحكم في ايران على نهضة عمرانية اقتصادية صناعية تجارية زراعية كبيرة جدا، سوف تجعل من الاقتصاد الايراني اكبر 5 مرات من اقتصاده الحالي ويجعلها من الدول التي تقرر في المنطقة ويكون لها وزنها المالي والنقدي في شكل كبير. اما لاحقا، فان ايران لديها مشاريع مع روسيا كبيرة جدا، لم نتحدث عنها ولها مشاريع مع الصين كبيرة جدا، سوف نتحدث عنها في مقالات اخرى، ولكنها تصل الى اكثر من 500 مليار دولار.
عن الديار