استطاع الجيش العراقي في معركة عنيفة مع داعش تحرير منطقة الرمادي والمدينة في حد ذاتها في اعنف معركة دارت بين الجيش العراقي المؤلف من 30 الف جندي، وبين عناصر
داعش الذي يربو عددهم على 30 الف ايضا، وزرع عناصر داعش عبوات ناسفة على طول الطرقات وعلى الجسور وعلى جانبي الطرقات لتفجيرها في آليات الجيش العراقي،
وأقاموا الكمائن ونسفوا بنايات على الطريق لعرقلة تقدم الجيش العراقي، واعدموا اشخاصا في الرمادي اعتبروهم انهم ليسوا معهم، وهم بالمئات، لكن الجيش العراقي تقدم وسيطر على المدينة الى ان وصل الى مبنى التجمع الحكومي. والتجمع الحكومي مؤلف من مباني عديدة كانت هي مركزا للمحافظ ومركزا للادارات الحكومية الرسمية العراقية، داخل هذه المباني الحكومية. وعندما احتلت داعش الرمادي استولت على مراكز المباني الحكومية واقامت قيادتها فيها. وادارت كل الامور من المباني الحكومية وكانت تصدر الاوامر بالاعدام والقتل والعمليات الحربية وتبديل الاموال وقبض الاموال وبيع النفط واقامة السجون وكل ذلك في المباني الحكومية، فكان ان هجم الجيش العراقي على المباني الحكومية ومارس المعركة الاشرس في تلك المنطقة وعندما اقترب الجيش العراقي من المباني الحكومية خاطر عناصر داعش بشكل مستميت ليبقوا مسيطرين على المباني الحكومية، الا ان الجيش العراقي بدأ يسيطر على مبنى تلو مبنى، فاضطرت عناصر داعش الى الهرب ثم الى الفرار كليا من المباني الحكومية ومن الرمادي وخرجت من المدينة هاربة في اتجاهات عدة الى اماكن مجهولة. اما الجيش العراقي فأكمل مهمته في القتال الى حين تحرير الرمادي كلها ورفع علم الجيش العراقي على المباني الحكومية وعلى اطراف الرمادي وفي كل احياء المدينة. وقام بتفكيك العبوات والالغام التي زرعها داعش في المدينة، وبعد ذلك نزل الاهالي الى الاحياء والى الشوارع وقاموا بالاحتفال بتحرير الرمادي وحملوا ضباط الجيش العراقي على الاكتاف، واقاموا احتفالات لا توصف، بعدما انتهى وضع داعش في منطقة الرمادي نهائيا.
والغريب في الامر ان داعش التي كانت تقاتل انتحارياً وتفجّر نفسها وتفجّر آليات، لم تصمد امام الجيش العراقي ساعات، حتى كان الجيش العراقي قد اجتاح الرمادي كلها واعاد سيطرته عليها، وعبثا حاول كثيرون من عناصر داعش تفجير انفسهم الا انهم كان يتم الرمي عليهم بالنار، كذلك قامت مدافع دبابات الجيش العراقي بضرب سيارات مفخخة انتحارية قادمة نحو مراكز الجيش وفجرتها على الطرقات، وتناثرت السيارات قطعا قطعا، وهكذا للمرة الاولى منذ عام 2014 يعود الجيش العراقي الى الرمادي ويسيطر عليها ويطرد منها عناصر داعش الذين فروا فراراً بعدما كانوا يقولون في عقيدتهم انهم لا ينسحبون ويموتون ويقاتلون حتى الموت، ولا يمكن ان ينسحبوا من قطعة ارض تواجدوا عليها لانها ارض الخلافة. لكنهم فروا بالالاف، الى اماكن مختلفة، لكن ليس في اتجاه بغداد مع العلم ان الرمادي تبعد 100 كلم عن غرب بغداد ويصل عدد سكان مدينة الرمادي الى حوالي 100 الف نسمة اما مساحة منطقة الرمادي فهي تصل – اي محافظة الرمادي كلها والانبار الى ثلث مساحة العراق، وفتحت المعركة الان في اتجاه الانبار ومن بعد الموصل. لكن المعركة الكبرى الآتية على الطريق هي معركة الموصل التي يصل عدد سكانها الى مليوني نسمة لكن عدد كبير من اللاجئين فروا منها واصبحوا لاجئين في مناطق اخرى، وتركوا الموصل وبقي في الموصل نصف عدد سكانها وهو مليون نسمة.
وأفاد مصدر أمني في قيادة عمليات نينوى بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" سحب ما بحوزته من آليات عسكرية وأسلحة متنوعة، كانت ضمن عتاد القوات الأمنية العراقية، من مدينة الرمادي ونقلها ليلا إلى الموصل.
وأكد المصدر نفسه مقتل المسؤول الإداري لولاية نينوى في التنظيم المدعو إسماعيل السبعاوي ومرافقه عند استهداف طيران التحالف الدولي مركبته عند تقاطع الجسر الرابع قرب حي البعث شرقي الموصل.
تمكنت القوات الأمنية العراقية المشتركة بقيادة جهاز مكافحة الإرهاب من دخول المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي والسيطرة عليه، بعد انسحاب جميع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومن بينهم عدد كبير من الانتحاريين باتجاه منطقة الصوفية شمال شرق الرمادي، بحسب ما أكده مصدر في قيادة شرطة الأنبار.
وأضاف المصدر أن "المجمع الحكومي أصبح تحت سيطرة القوات الأمنية بالكامل"، وأن القوات وجدته "عبارة عن أنقاض وسواتر ترابية وأنفاق بعد أن فجر أغلب أبنيته مسلحو التنظيم".
وأفاد مصدر في قيادة شرطة الأنبار صباح الاثنين بمقتل العشرات من مسلحي التنظيم بضربات جوية لطيران التحالف الدولي في منطقة الصوفية شمال شرق الرمادي.
وأضاف المصدر أن "الضربات استهدفت أرتالا لمسلحي التنظيم الذين انسحبوا من وسط الرمادي باتجاه الصوفية".
وكان الجيش العراقي قد عزز موقعه في مدينة الرمادي، بعد أقل من يوم من إعلان الجيش "السيطرة الكاملة" على المجمع الحكومي في المدينة.
وقال مهند حيمور المتحدث باسم محافظ الأنبار لبي بي سي إنه رغم وجود بعض جيوب المقاومة، فإن الجيش العراقي "يسيطر بشكل كامل على الوضع."
وظل المسلحون يقاومون بشراسة لعدة أيام محاولات القوات العراقية المدعومة بمقاتلي العشائر وضربات طائرات التحالف الدولي استعادة الرمادي.
وكان تنظيم الدولة قد استولى على الرمادي، عاصمة الأنبار كبرى محافظات العراق مساحة، في شهر مايو/آيار الماضي.
ويسعى الجيش العراقي جاهدا منذ أول نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استعادة المدينة.
وقال متحدث باسم الجيش العراقي إن المجمع الحكومي "تحت السيطرة الكاملة" الآن، وأشار إلى عدم وجود أي أثر لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. غير أن أقر بأنه ربما تكون هناك جيوب مقاومة.
واعتبر المتحدث أن "السيطرة" على المجمع الحكومة يبشر بهزيمة التنظيم في المدينة، الواقع على بعد حوالي 90 كليومترا غرب العاصمة العراقية بغداد.
وقالت خلية الإعلام الحربي، التابعة لقيادة عمليات بغداد، إن "قطعات جهاز مكافحة الارهاب تطوق المجمع الحكومي في مركز مدينة الرمادي وتبدأ بتطهير الابنية المفخخة ورفع العبوات الناسفة من الطرقات."
وأكد صباح النعمان، الناطق باسم جهاز مكافحة الارهاب، لوكالة فرانس برس للانباء أن المسلحين قد تركوا المجمع الحكومي.
ونقلت الوكالة عن النعمان قوله، "غادر كل مسلحي داعش، وليست هناك أي مقاومة."
وقال "العملية حسمت وقواتنا ستدخل المجمع خلال الساعات القادمة".
وقال الناطق إنه ينبغي الآن تنظيف الموقع من المفخخات والمتفجرات التي زرعها مسلحو التنظيم، ولذا لم يعلن الجيش النصر النهائي رغم أن البعض بدأوا بالاحتفال في عدد من المدن العراقية.
قصف جنوب الفلوجة
وتقول مصادر طبية في بغداد إن 93 من افراد القوات المسلحة وقوات الامن ادخلوا المستشفيات لاصابتهم بجروح في الرمادي يوم الاحد فقط.
وكان مصدر في قيادة عمليات الانبار، غربي العراق، قد أكد الأحد ان "قوة من جهاز مكافحة الارهاب سيطرت على مبنى مصرف الدم بداخل المجمع الحكومي وسط الرمادي دون قتال".
وأضاف المصدر أن "القوات الامنية العراقية تأمل في ان تتمكن من السيطرة على مواقع اخرى داخل المجمع من خلال مصرف الدم."
وفي تطور امني آخر لبي بي سي، قال المصدر أن "القوات الامنية العراقية وتنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية يتبادلان القصف بقذائف الهاون والصواريخ في منطقة النعيمية الواقعة على مسافة 5 كيلومترات الى الجنوب من مدينة الفلوجة والتي يسيطر عليها التنظيم دون معرفة الخسائر بين الطرفين".
وتكمن اهمية النعيمية في كونها تعد منفذا للسيطرة على جنوب الفلوجة في حال استعادتها من قبل القوات الأمنية.
وقال رئيس اللجنة الامنية في المجلس المحلي لقضاء الخالدية جنوب شرق الرمادي ابراهيم الفهداوي في غضون ذلك إن "تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية استهدف القضاء بعدد من قذائف الهاون، مما اسفر عن مقتل مدنيين واصابة ثمانية آخرين بجروح".
ويذكر ان مجلس محافظة الانبار كان قد نقل مقره الى الخالدية بعد سيطرة التنظيم على مدينة الرمادي مركز المحافظة.
عن الديار