خالد عرار
بدأت الرؤية تتبلور، بين الولايات المتحدة الاميركية، وروسيا، حول تشكيل الائتلاف الدولي والاقليمي، لمواجهة داعش، واهدافه ضمن ضوابط وحدود تحظى بموافقة روسيا، والجمهورية الاسلامية في ايران، والحكومة السورية،
ومما زاد في وضوح الرؤية، يقول مصدر دبلوماسي متابع، التصريحات الروسية الاخيرة، التي تستبطن موافقة وقبولاً بهذا الائتلاف، ولكن من ضمن الشرعية الدولية ومتسلحاً بقرار من مجلس الامن الدولي، وهذا القبول الروسي - الايراني - السوري حول مشروع الائتلاف، عززته القناعة الاميركية الاستراتيجية وضرورة تقاسم الادوار مع روسيا التي فرضت نفسها كقوة عظمى، ما من قدرة احد على تجاوزها ولها تأثير كبير جدا في رسم خارطة العالم من جديد، وهذا ما ارغم واشنطن على الذهاب. نحن مجلس الامن، الذي تجاوزته في كل حروبها السابقة، لتحصل على غطاء اممي بمباركة وتأييد روسي وقبول دول البريكس.
وتتابع المصدر ايضاً، انه من الاسباب التي دفعت الولايات المتحدة للرضوخ والتنازل، هي قدرة الجيش العراقي على حسم المعركة مع داعش من دون اي تدخل خارجي، ووقوف المرجعيات الرئيسية في العراق والقوى السياسية فيه، لمنع امتصاص ما انجزه الجيش العراقي في حربه على داعش وقدرته على تصنيف الدول التي دعمت وسهلت وصول الارهاب الى العراق، واصرار اميركا على اشراك السعودية في هذا الائتلاف لثني العالم ودول المنطقة التي تواجه الارهاب من توجيه الاتهام للمملكة بانها هي المسؤولة عن الارهاب وتمويله، وكل ما يحتاج من وسائل دعم.
ويشير المصدر قائلاً: «اذا ما نظرنا الى الميدان العراقي، نرى ان الجيش استطاع حسم معارك استراتيجية في بعض المحافظات القريبة من الحدود السورية، والتي خلصت الى انكفاء التكفيريين باتجاه بعض القرى الكردية داخل سوريا والمحاذية للحدود العراقية، والحكومة السورية بدورها اتخذت قرارا بضرب التكفيريين الهاربين من الميدان العراقي باتجاه القرى الكردية التي سقط عدد كبير منها في ايديهم، ولكن هذه القرى سيجري العمل على استعادتها في الساعات القليلة القادمة بالتعاون والتنسيق بين الجيش العربي السوري ولجان الدفاع الشعبي الكردية وقد بدأت انجازات الجيش العراقي بالظهور حيث اصبحت محافظة الموصل تحت السيطرة النارية بالكامل، ويؤكد المصدر ان تركيا بدأت تتحسس خطر داعش الكبير على امنها القومي بعد انتشار التكفرييين بشكل واسع داخل المدن والاراضي التركية، مما يدفعها للانخراط في الائتلاف الدولي والاقليمي لمواجهة داعش، خصوصا بعدما جرى الافراج عن دبلوماسييها الـ 49 الذين كانوا مختطفين لدى داعش في الموصل.
ويضيف المصدر ان التكفيريين بعد الضربات القاسية التي تلقوها من الجيش العراقي والحشد الشعبي، بدأوا بالتقهقر، وباتوا عبئاً كبيرا على المدنيين الذين وفروا لهم بيئة حاضنة في البداية، وهم اليوم مستعدون للانخراط في صفوف الحشد الشعبي لقتال داعش.
واكثر من ذلك يؤكد المصدر نشوء الخلافات الحادة والقوية بين قيادات داعش بسبب الوضع المذري الذي تعيشه بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذتها بعض هذه القيادات، لا سيما قرار الذهاب الى الموصل والتمدد من سوريا الى العراق، الذي عرى هذا التنظيم ودولته واظهرها بانها ضعيفة وواهنة امام الجيشين السوري والعراقي، بالرغم من محاولاتهم المتكررة بترهيب الناس عبر ممارسة القتل عن طريق الذبح الشرعي المتسلح بسوابق تعود لاكثر من 1400 عام حين جرى قتل مالك ابن نوبره نهارا والزواج من عقيلته مساء ذلك النهار المشؤوم وحين قطع رأس ابن بنت رسول الله (ص) الامام الحسين، وعن جدية الولايات المتحدة الاميركية بقرارها مواجهة داعش، اعتبرت المصادر انه قرار مشبوه حمال اوجه، لكن الرئيس الاميركي نفسه هو القائل: انا مقتنع باستحالة اسقاط النظام السوري، بسبب القوة والقدرة التي يتمتع بها الجيش السوري بسبب الدعم المفتوح الذي يتلقاه من روسيا وايران وحزب الله.
وسأل المصدر : هل يعتقد اوباما ان الخمسة الاف عنصر من المعارضة التي اسماها معتدلة يستطيعون القيام بما عجز عنه العالم، بعد تدريبهم على الاراضي السعودية يرجح المصدر ان تدريب هؤلاء في السعودية كان لفتح شهية داعش دخول المملكة سريعا بعدما تبين ان نسبة مؤيدي داعش من السعوديين لامست 92% وهناك دعوات يطلقها بعض السعوديين والسعوديات لخليفتهم البغدادي بالحضور الى ارض ثاني الحرمين الشريفين.
اما ما يجري في عرسال للجيش اللبناني وبحسب مصدر في 8 آذار، بات من حق كل مواطن لبناني لا سيما اهل العسكريين والشهداء المخطوفين، ان يسألوا من المسؤول عما يجري، ولماذا هذا المسؤول لم يتقدم باستقالته بعد، وما هي صيغ الحل التي تخرج الجيش من هذه الورطة، ولماذا عند حصول اي حادث في عرسال تقطع الطرقات ويتوتر الوضع في الشمال، فهذا لا يعني ان هناك قيادة واحدة للتفكيريين في لبنان فاين تقيم هذه القيادة.
ويقول المصدر ان حزب الله يتعرض لضغوط شعبية كبيرة ومن كل الطوائف لحسم معركة عرسال وتحرير العسكريين، بعدما اقر بعض سياسيي 14 آذا في الصالونات السياسية الضيقة بصوابية القرار الذي اتخذه حزب الله بمواجهة داعش وبعض هذا البعض، اعتبر انه كان يجب على حزب الله الذهاب باكرا الى سوريا قبل ان تنتشر خلايا داعشية في لبنان.