التحضير للحكم المدنى لابد له من خطاب سياسى تنويرى جديد. هذا الخطاب السياسى يرسم معالم التحدى التى يواجهها هذا النظام السياسى البازغ. قضت مصر على الارهاب او كادت ولكن استمر زخم البيروقراطية. انفتحت مصر على العالم فستيقظ ونشط التعصب.
دخلت مصر مضمار الاصلاح بعد ارهاق، ولكن لاح الاهمال خطرا حقيقيا يهدد جهودالاصلاح بالتأكل حتى قبل ان تظهر نتائجة. جاءت ثورة 25 يناير لتضع مصر على مفترق طريقين: اولهما طريق الدولة الليبرالية الديمقراطية او ثايهما طريق الدولة التسلطية الدينية . يعتبر تحالف البيروقراطية والاهمال والتعصب العقبة الكؤود امام تقدم والتنوير وبالتالى بناء الدولة الليبرالية الديمقراطية فى مصر. لكل منهم – البيروقراطية والتعصب والاهمال- اسبابة وفعله فى تأخير اطلاق ووتشوية المسار المصرى نحو الرأسمالية والعلمانية والديمقراطية. فالبيروقراطية هى التى تولد وينمى الفساد والتعصب هو الذى يخلق ارضية للتطرف الدينى وغيرة ، والاهمال هو الذى يوجد مبرر لعدم الاستخدام الكفء للموارد. الحرب ضد الثلاث اعداء بأشتقاقتها المختلفه يمثل جوهر الصراع السياسى الان لمنع بزوغ الدولة الليرالية الديمقراطية على الوجة التالى
اولا- ترجع عدم قدرة مصر على هزيمة البيروقراطية ليس الى اسباب تاريخية مرتبطة بالعلاقة الحيمية والضرورية بين السيطرة على تدفق النهر والاستبداد السياسى كما يتصور بعض المثقفين الشعبويين. ولكن الى عدم قدرة الاقتصاد الوطنى ان يولد وظائف واعمال فعاله خارج النطاق الحكومى. فلم يصبح امام الجمهور طالب العمل والتوظف الا الصراع من اجل الوظيفة الحكومية او اشباهها. القاعدة ان الاقتصاد غير المنتج او غير قادر على التسويق بشكل واسع لا يولد بالضروره الا طلبا حكوميا على العمل. جوهر منطق البيروقراطية تجسد ، كما هلل له المفكر الماركسى والقائد الشيوعى الشهير ووالوزير الاسبق للتموين الدكتور فؤاد مرسى، فى قوله بأن العمل الوطنى للبيروقراطية يتمثل فى ايقاف واستنزاف الانتفتاح الاقتصادى. اعتقد القائد مرسى ان البيروقراطيه هى جوهر الدوله الوطنية، ولم يدرك ان استنزاف وتعطيل الانفتاح لا يؤدى الا لتعميم الفساد البروقراطى. فلم يقل فؤاد مؤسى بضروره بناء نمط عقلانى جديد للبيروقراطية تسمح بتوفير اليات لترشيد الانفتاح الاقتصادى وجعله منتجا ومساعدا على استئناف التنوير الذى عطلته راسمالية الدولة البيروقراطيه. و يجرى محاولة احياء البروقرطية التسلطية الشعبوية فى الميزانية الجديده 2011-2011 لمصر يعد الثورة . يبدوا ان الرأسمالية المصرية بدلا من ان تنتج سلعا اقتصادية حقيقية قادرة على التنافس فى السوق المحلى والعالمى تحالفت مع البروقراطية فى اجل الاحتكار السوق المحلى وخنق المبادرة الفردية لصغار المثتثمرين، فاضحت طفيلية بامتياز بمعنى عدم القدره على التجذر الاجتماعى . فالحرب ضد الخصخصه وامراء الخصخصة التى تشعلها البيروقراطيه حربا مزدوجة الهدف ، وربما لهذا الامر هى شعواء وقاسيه ، فمن ناحيه البروقراطية تحارب من اجل بقائها ، ومن ناحيه اخرى تحارب من اجل استمرار تحالف الفساد البروقراطى مع الرأسمالية غير المنتجه . القضية فى حقيقة الامر مرتبطة بمدى تحرير السوق من البروقراطية والاحتكار والفساد. فالبروقراطية تحاول جاهده فى ايقاف اى محاولة لاصلاح الراسمالى . عدم الاصلاح الراسمالى يعزز من عدم خلق فرص حديدة للعمل وبالتالى سيتحول النضال من اجل الديمقراطية الى فرصة للفوضى والتدخل الخارجى ، الامر الذى يعزز فرصه مؤسسات الضبط والقهر السياسى فى العلو بحجة حماية الوطن والنظام السياسى. عداء البيروقرطية للديمقراطية اصيل وممتد. ثانيا- يعتبر التعصب هو جذر التخلف الثقافى من حيث قيامة بتمهيد الاضية الاجتماعية للتطرف سواء الدينى او الطائفى او الثقافى . فالحداثة التى ترى فى البيروقراطية صورتها المثالية والعليا تنهى عند خلوها من اى تقدم اقتصادى كماكينة لنشر التطرف بكافة اشكالة. فنكوص عن الحداثة والارتداد عنها يخلق ثقافه مضادة وهى التعصب، الذى يمكن تعريفة بأنة حالة عقلية ونفسية، وربما الاثنين معا، بعدم رؤية فضائل الاخر. فالتعصب يورث حب الذات وعدم القدرة على التصور المنفصل عن الذات. كما يورث عدم التقدير الواقعى للاحدث وعدم فهم مغزى مفهوم التراكم التاريخى، حيث يتصور المتعصب ان العالم يدور فى اطار قيمه وفقط وهناك وقائع عديده لهذة المأساة فى الواقع المصرى . وقتئع تدل على النكوص عن الحداثة وسيطرة الوعى القائم على الاتصاق بالذات وعدم رؤية التقدم الموضوعى خارجه. وقائع تعبر عن الانجراف نحو الانغلاق على الذات ، بعبارة اخرى، التعصب. ربما هذا كلة بسبب عدم قيام الرأسمالية بدورها فى التنوير والانتاج وتفضيل التحالف مع البيروقراطية والفساد. ثالثا- يأتى الاهمال ليجمع بين البيروقراطية والعصب فى زواج لا فراق فيه، لانه ليس فقط زواج مصلحة، ولكن والاهم انة زواج هوية. فالاهمال هو تاج هذا التحالف. فالفساد والتطرف يخلقان بيئة عدم رشد و وعدم كفاءة وعدم انتباة وتوهان. القاعدة العامة هى ان الاهمال ضرورى لخلق بيئة تسمح لتحالف الفساد والتطرف فى النمو والهيمنة الاجتماعية. مفترق الطريق الذى نعيشه هو ضرورة الاختيار بين نمطين من الحكم والحياه : اما نمط المرجعية المدنية او نمط المرجعية الدنية. النضال الليبرالى الديمقراطى تتمثل فى السعى من اجل ثارة السؤال العام والعقلى فى مصر ، او كما يقول امانيول كانت فى فى مطلع مقالة الشهير عن التنوير : "التنوير هو خروج الإنسان من القصور الذي يرجع إليه هو ذاته" . ادخلت هذة التحالفات الشريره مصر مدرسة الذباب التى يقول عنها ويصفها عميد الادب العربى طة حسين فى كتابة- جنة الحيوان - " الذى استطيع ان احققة هو ان صاحبى هذا الفخم الضخم الطويل العريض قد تواضع على شىء من اخلاق الذباب. واظهر ما ركب فية من ذالك، هذا المتهالك الملح الذى يمنعة ان يعيش بنفسة وان يعيش لنفسة ويستقل بشخصة لحظة من لحظات الحياة، فهو دائما تابع لشئ او تابع لانسان وهو دائما ملح فى تتبع للاشياء والناس وهو يحيا من هذا التتبع لا يستطيع ان يحيا بدونة وهو من اجل هذا مدفوع الية بالغريزة القاهرة التى لا يديرها عقل ولا تصرفها ارادة وانما هى مندفعة امامها لا تردها الاحداث ولا تصدها الخطوب". لابد من الخروج من مدرسة الذباب للااتحاق بمدرسة السؤال الليبرالى الديمقراطى