في يوم الجمعة 17 من شهر آيار ودعنا الأخ والصديق العزيز الدكتور - الطيب التيزيني - في رحلة العروج نحو العالم الأبدي ، وإليه ندعوا الله مخلصين أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته .
هذا الصديق العزيز تربطني به علاقة ممتدة عبر الزمن جسدتها حوارات ولقاءات متنوعة جمعت بيني وبينه عن أشياء وأشياء ، وشاء السميع العليم أن تثمر هذه اللقاءات عن مواقف شبه موحدة أو قل متقف عليها في قضايا تخص العرب والمسلمين فكرية كانت وسياسية وإجتماعية وإقتصادية وغير ذلك ، نعم كان بيننا إتفاقا كبيرا وإختلافا يسيرا وهذه من طبيعة الأشياء ، وكنا معاً شديدي الحرص على الوحدة في شكلها المحمدي ذلك النموذج الخالد ، الذي وهب لنا الإرادة والفكر والشجاعة والثقة وحُسن الإنتماء ، وكانت لنا معاً وسوياً أراء ومواقف عبرت عن روح الحرية التي يشتاق إليها العربي والمسلم ، ولهذا كانت بعض مواقفنا يحسبها البعيد غريبة في وقتها أو هي كذلك لأنها لا تنسجم مع المألوف من لغة الناس في الزمان والمكان ، ولم نكن نعني والله يدري فئة من الناس بعينهم أو فكرا في الحاضر أو الماضي معين ، بل كنا ننشد العدل والحرية والسلام ، ولهذا كان لنا موقفا من بعض رجال دين ممن أشتروا الضلالة بالهدى .
تتمة موضوع "كلمة في وداع الدكتور – الطيب التيزيني - "