إنشغل الكثير من الفلاسفة منذ القدم بفكرة القضاء على الحرب بين الأمم ونشر السلام والتعايش بين مختلف العرقيات والديانات والطبقات والأيديولوجيات. ولطالما انحزت إلى اعتبار فكرة اختفاء الحرب من الأرض فكرة رومانسية حالمة يرددها الإنسانيون وأصحاب الفلسفات المثالية. فأنا ابن مدرسة الدكتور محمد طه بدوي السياسية بجامعة الإسكندرية التي كانت شديدة التأثر بالمدرسة الواقعية في العلاقات الدولية.
والحرب في تعريفها بموسوعة ويكيبيديا “حالة صراع مسلح بين دول أو أمم، تتصف بشكل عام بالعدوان الشديد والدمار والوفيات باستخدام القوة العسكرية التقليدية وغير التقليدية”. ويعرفها الجنرال البروسي كارل فون كلاوزفيتز في كتابه الشهير “عن الحرب” أو “في الحرب” (ON War) بأنها “عمل من أعمال القوة لإجبار العدو على تنفيذ مشيئتنا” ص.103. ويقول أيضا “الحرب عمل بالغ الخطورة، والأخطاء التي تسببها الطيبة والسذاجة هى من أسوأ الأخطاء. لا يمكن مقارنة الاستخدام الأقصى للقوة مطلقا مع الاستخدام المتزامن للفكر. فان استخدام أحد الطرفين دون ندم، ودون أن يأبه لسفك الدماء الذي سينجم عن ذلك، في الوقت الذي يحجم فيه الطرف الأخر عن فعل ذلك، فستكون اليد العليا للأول الذي سينجح باجبار الطرف الأخر على أن يحذو حذوه.” ص.104. ويقول في ص.106 “الحرب عمل من أعمال العنف”. ويصف الحرب في ص. 107 بأنها “اصطدام قوتين حيتين”، فهى بين طرفين يمتلكان القوة العسكرية اللازمة للقيام بهذا الصدام. ويلخص كلاوزفيتز خصائص الحرب في ثلاث خصائص:
تتمة موضوع "الإنسانية من الحرب إلى السلام ... مؤمن سلام "
شهد القرن العشرون تنامي تدخل جهاز الدولة في معظم الدول الغربية وفي العديد من الدول النامية، واتخذ أغلب هذا التدخل شكل الرفاه الاجتماعي: أي محاولات الحكومة تقديم خدمات الرفاه لمواطنيها من أجل التغلب على الفقر والمرض والجهل. ولو كانت دول الحد الأدنى هي النمط السائد في القرن التاسع عشر، فقد أصبحت الدولة الحديثة خلال القرن العشرين دولة رفاه. وحدث هذا نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل الأيديولوجية والتاريخية، حيث سعت الحكومات مثلا لتحقيق الفاعلية على المستوى القومي وخلق قوى عاملة أكثر صحة وبناء جيوش أكثر قوة. كما تعرضت لضغوط انتخابية من أجل الاصلاح الاجتماعي من جانب العمال الصناعيين الذين نالوا حق الاقتراع حديثا، ومن جانب الفلاحين في بعض الحالات. ولم يكن الطرح السياسي للرفاه مقصورا على أيديولوجية ما، بل قدمه بطرق متفاوتة كل من الاشتراكيين والليبراليين والمحافظين والنسويات وحتى الفاشيين.
تتمة موضوع "الليبرالية الإجتماعية ... أندرو هيود "