د. صادق السامرائي
الناصرية رأس العراق الحضاري الأبي الشامخ، الواعد بإشراقات إنسانية إبدعية أصيلة، وتفاعلات ذات شهامة وعزة وكرامة وإرادة ثورية لا تضاهى.
الناصرية المرصعة بنجوم المبدعين في الشعر والطرب والأدب والفقه واللغة والعلوم الأخرى، والمزينة برايات الكينونة العراقية الباسلة على مدى العصور.
الناصرية عاصمة مملكة سومر وفيها "أور"، التي إحتضنت أولى الحضارات البشرية، وفيها حكم جلجامش وأدرك أن رسالة الخلود في البناء فشيد مدينة: أريدو"، وعلى أديمها تسامقت ممالك أور، ولجش وأوروك.
الناصرية ولد فيها أبو الأنبياء إبراهيم الخليل، وإنتصر العرب بقبائلهم المغوارة على الفرس وتمسكوا براية عروبتهم ومجدهم الوطني الخفاق.
الناصرية بنيت سنة 1870 وأخذت إسمها من أمير إمارة المنتفك ناصر السعدون، وتطورت بعمرانها مع الأيام.
الناصرية منطلق الثورات والولادات السياسية الكبرى، ومنها رئيس الوزراء الوطني الخالد عبد المحسن السعدون، وسياسيون برزوا في تاريخ العراق وأسهموا بأحداثه وإنقلاباته وثوراته وأحزابه.
والناصرية موطن الفن والغناء العراقي الأصيل، ومنها مطربون وملحنون وشعراء شعبيون، ونذكر منهم حضيري أبو عزيز وناصر حكيم وحسين نعمة، وطالب القره غولي وعريان السيد خلف، ومنها ممثلين وممثلات تسيدوا على الشاشة العراقية.
الناصرية قائدة الوعي العراقي، ونبراس ثوراته وتظاهراته وإحتجاجاته وإعتصاماته، ففي أبناء الناصرية تتجسد الوطنية والشجاعة والتحدي والإقدام، والإصرار على إنجاز الهدف والتمسك بالإرادة، والعزة والكرامة والإباء العربي الإنساني الواثق بمجد الحق وإنتصاره على الباطل الرجيم.
الناصرية تبقى ساطعة متوهجة مقدامة مضحية صامدة مقاومة ثائرة، متوافقة مع أصولها الحضارية ومنطلقاتها الإنسانية الإبداعية التي أنارت دروب البشرية، وها هي تضيئ مسيرة التحرر من الظلم والفساد وتتمسك بإرادة وطن حرّ عزيز.
وما دامت الناصرية قائدة الثورة فأن الوطن إلى نصر مبين، وحرية من قبضة التابعين الفاسدين.
وبالناصرية سينتصر الشعب على أعوان المفترسين الطامعين بنهب الوطن.
وقل عاشت الناصرية ويحيا العراق!!
د. صادق السامرائي
22\12\2019