صحيح ان الحياة فانية وان الاخرة دار البقاء والابدية ، وصحيح ان الحياة والموت كلاهما حق مقدس ففي الحياة حق للعيش والتعايش وحق للنكاح والتكاثر ،وحق للسعي والبناء ،وللموت
حق على العباد فيه تعود الارواح التي إئتمنهاالله في اجسادنا الى اجلٍ مسمى الى باريئها راضية بقضائه مرضية بامره انها فرضية الاقدارعلينا ،وهب الانسان كمال العقل وزينة الخُلق ،الزمه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر،ارسل رُسُله بالبينات فاوحى لهم ان يتشاوروا في الامر وحذرهم من غلظة القلب حتى لا ينفظّ الناس من حولهم ،هكذا هو الاسلام وتلك موارد الشرائع السماوية في تنظيم الحياة البشرية ،ولذلك نرى ان الافراد والجماعات في اغلب الشعوب الساعية الى تطبيق مبدأ العدالة والمساوات بين الجميع من حيث الحقوق والواجبات هم اولائك الذين يحبون الخير للاخرين كحب الخير لانفسهم فالديمقراطية التي تنشدها الشعوب هي لم تكن من صنيعة الايادي العابثة في مناكب الارض والتي تتحايل على العقول التي جعلت الجهل يعشش في خزائنها نتيجة لسياسة البطش والترهيب تارة واخرى بين الاهمال والتضليل ،والتي تناسل عنها الفقر وظنك العيش وانتعاش مظهرالتمييز الطبقي الذي القى الشعب في متاهة التعايش السلمي ،ولكن الديمقراطية التي تنشدها الشعوب هي تلك التي تتطابق مبادئها مع النصوص الواردة في جميع الشرائع السماوية ،التي تعتبر الانسان غاية سامية وحياته مقدسة وكرامته مصانة وامواله محفوظة وحريته مكفولة والتي تنتهي من حيث تبدأ حرية الاخرين ،كفلت له حق الدفاع من حقوقه بكافة وسائل الدفاع المشروع التي لايحدث ضررٌ فيها ولاضرار ،ولان الشعب فيها مصدر التشريع للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ،فله الحق في توكيل من تتوافر فيهم عناصر الادارة الناجحة في ادارة شؤون الدولة بمؤسساتها العامة التي تعنى بتنظيم الحياة ،وللشعب ذات الحق في سحب ذلك التوكيل اذا ما وجد ان الامور لاتسير بالاتجاه المطلوب اوقد ينتج عن هذا الانحراف ضرر بالمصلحة العامة للناس ،سواء كان الضرر في الجوانب الاقتصادية او الخدمية او التنموية او هدر في المال العام او السرقة او الاختلاس مما يحرم الاغلبية من التمتع بالعيش الكريم ،ولان التظاهر احد وسائل الاعتراض السلمي والرفض الشعبي لاداء الحكومات المتحضرة والتي تؤمن بان النقد البناء من اهم عناصر الاصلاح المؤسساتي للدولة ،ولكن مايحزن الانفس ويدمي القلوب ان الديمقراطية في العراق بدأت تتعرى اهدافها وتنحرف شعاراتها وكانها تناسلت من رحم الدكتاتوريات ولكنها تختلف مع دكتاتورية الرئيس الاوحد لانها دكتاتورية الحزب الاوحد او الكتلة الوحيدة ،كانت الناس بالعراق تستبشر خيرا ببزوغ فجر البرلمان الجديد برئاسته التي صوّرت للناظرين انها تسارع الخطى لتلملم جراح العراق من المفسدين والسراق ،وتشكلت حكومة الوحشة الوطنية الكسيحة التي لم تكتمل حقائبها لحد كتابتي هذا المقال والتي تجاوزت غينيس للارقام القياسية باربعون حقيبة وزارية فكانت (جسمت فنيخ ،سبعة برحل ولفنيخ البغل) فنيخ الحكومة والرئاسات الثلاثة 70% بالمئة من موارد الميزانية وللشعب 30% بالمئة المتبقية واغلبها يهدر بمشاريع وهمية ،ولكن الشعب ايقن ان امواله تسرق وابنائه (عطالة بطالة)ولان الفقر آفة كادت ان تكون كفرا لولا رحمة الله ،فشدّ العزم وتوكل الشعب على الله من اقصاه الى اقصاه مستعينا بدعاء المظلومين ،متعاضدا كالجسد الواحد الذي يتداعى لبعضه البعض في سراء الحياة وضرائها ،فكانت جمعة الغضب في 25 شباط موعدا لانتفاضة الجياع والمحرومين تحف بهم صرخات الاطفال اليتامى وعويل الارامل والثكالى وانين الشيوخ وهدير الادباء والمثقفين واصحاب الكلمة الهادفة المستظلين بصاحبة الجلالة ،كانت مثالية التنظيم من حيث الاهداف والغايات كانت الجموع تحمل في ايديها باقات الورود وفي وجدانها قضية شعب والام امة باكملها ،ولان بعض الاجهزة الامنية لاتمتلك من عناصر الانسانية الا ما مؤشر لها في بطاقة الاحوال المدنية ولاتمتلك من ادوات المهنية شيء يستحق الذكر لانها تصدت للمتظاهرين بروح الانتقام الثاري والانحياز الفئوي مبتعدة عن العقيدة العسكرية المعهودة في ادبيات الجيش العراقي وما يحزن القلب ماورد بتصريح بعض المسؤولين ان التظاهرات حق طبيعي كفله الدستور العراقي وحملوا الحكومة المركزية مسؤولية التصدي للمتظاهرين ومعهم الصحفيين ووسائل الاعلام او استخدام العنف ضدهم ولكن حينما احرقت بناية احدى محافظات العراق شاطت غرائز البعض ليتهموا بعض القوات العسكرية القادمة من بغداد بالتواطؤ مع المتظاهرين وطلبوا بفتح تحقيق فوري مع القوات المتواطئة ونحن بدورنا نتسائل هل ان مكاتب المحافظة المحروقة اسمى من بيت الله الحرام وقبلة المسلمين فهدمها اربعون مرّة أهون على الله من سفك دم الانسان ،اتريدون التصدي للناس العزل حتى تزهق ارواحهم قرابين لتلك للبنايات ،نقولها بقلوب كسرتها الهموم وصدعتها الويلات تحية الى تلك القوات آمرين ومنتسبين لانهم رفضوا الانصياع لرغبة المسؤولين الذين اثبتوا ان ولائهم للوطن انه ارفع وسام لشرف العسكرية ،والغريب في الامر ان بعض المسؤولين ينظرون الى المتظاهرون في غير محافظاتهم وفي بعض البلاد العربية كالبحرين ومصر وليبيا كما ينظرون الى المهاجرون والانصار ولكن حينما يتظاهر الناس في محافظاتهم ينظرون اليهم كما ينظرون الى الخوارج والمرتدون ومن ايتام النظام المقبور اما نحن فنقول ان المتظاهرون بوسائل التظاهر السلمي فهم عباد الله الذين ابتلتهم الاقدار بحكومات حطّت من كرامتهم وكممت افواههم وقيدت معاصمهم وبدورنا ندعوا الله الذي به المستعان واليه المصير ربنا لقد مسنا الضر وانت ارحم الراحمين .
كتابات