علقت صحيفة الاندبندنت على السياسة الامريكية تجاه العراق وجاء عنوان احدى صفحاتها الدولية على الشكل التالي: "بوش يبدأ بادارة ظهره للحكومة العراقية غير الفعالة".
ويقول المراسل ليونارد دويل من واشنطن ان "الرئيس الامريكي اعلن عدم رضاه عن اداء رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، لكنه اشار بوضوح ايضا الى ان هذا الامر هو في يد الشعب العراقي ليقرر اذا كان يريد الاستمرار بدعم هذه الحكومة".
وفي صفحة الرأي بالاندبندنت مقال بعنوان "استمرار الملامة"، يعلق على توصية رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي كارل ليفين الذي قام بزيارة الى الاردن والعراق وحث خلالها البرلمان العراقي على تغيير رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.
ويتابع المقال: "يبدو ان واشنطن تريد كل شيء، فمن ناحية هي تريد ان ينتخب العراقيون حكومتهم وان يستلموا المهام الامنية ومن ناحية اخرى، وفي ما يمكن ان يفسر بالتدخل السافر في شؤون بلد آخر والانتقاص من سيادته، يريد الامريكيون ان يقولوا للعراقيين كيف يعالجون سياستهم الداخلية".
وتناولت صحيفة الديلي تلجراف الموضوع نفسه، مركزة على اهمية هذه التصريحات والدعوات للمالكي بترك منصبه قبل اقل اسبوعين من تقدم بوش بتقرير جديد ومفصلي عن حالة الحرب. وتشير الصحيفة كذلك الى ان الرئيس الامريكي يبدو وكأنه يريد ان يربح المزيد من الوقت من خلال تحوير النقاش الى امكانية قيام تغيير سياسي داخلي في العراق.
وفي السياق ذاته، كتب مارتن فلتشر من بغداد وتيم ريد من واشنطن لصحيفة التايمز عن "الانزعاج الامريكي في الوقت الذي تواجه فيه واشنطن لحظة الحقيقة في العراق".
سيف الاسلام القذافي
ولكن التايمز تركز اكثر في تغطيتها للموضوع على ما جاء على لسان السفير الامريكي في العراق ريان كروكر من ان "نوري المالكي فشل في اطلاق عملية مصالحة سياسية"، مشيرا الى ان "الحكومة العراقية تتعامل مع الكثير من القضايا الصعبة جدا في آن واحد، وان المالكي واربع شخصيات عراقية اخرى بينها نائب الرئيس العراقي السني طارق الهاشمي يجتمعون يوميا في محاولات للتوصل الى تأليف حكومة وحدة وطنية".
ضباط فاسدون
كما تناولت التايمز قضية الضباط العراقيين الذين يقالون بسبب الفساد فيردون بالانضمام الى "الارهاب" كما يشير محرر الشؤون الامنية في الصحيفة مايكل ايفانز. وجاء في الصحيفة ان البريطانيين في البصرة حصلوا على معلومات تؤكد هذه الظاهرة بالاضافة الى اعلان مسؤولين عسكريين بريطانيين ان "عددا كبيرا من الضباط في الشرطة العراقية مقربون من الميليشيات بشكل واضح جدا، وفي هذا الاطار يمكن القول بان الشرطة العراقية متورطة باعمال عنف". من جهتها، تناولت الجارديان بدء محاكمة ابن عم الرئيس العراقي السابق صدام حسين علي حسن المجيد، المحكوم بالاعدام سابقا، والمعروف بعلي الكيماوي في قضية ما يعرف بانتفاضة الجنوب التي قتل خلالها اكثر من 100 الف شخص عندما ساهم المجيد بقمعها بعد حرب تحرير الكويت عام 1991.
اطلاق سراح "جاسوسة"
وتحت عنوان "ايران تطلق سراح جاسوسة امريكية بكفالة بعد ثلاثة اشهر"، كتب روبرت تايت في الجارديان من طهران عن اطلاق سراح هالة اصفندياري بكفالة مالية تخطت قيمتها 300 الف دولار دفعتها عائلتها.
ويروي المراسل تفاصيل قضية اصفندياري مديرة قسم الشرق الاوسط في مركز وودرو ويلسون الامريكي للابحاث، كما ينقل ارتياح شيرين عبادي، محامية الدفاع عن الاكاديمية الامريكية-الايرانية التي اتهمت بالتجسس.
وكانت السلطات الايرانية قد اعتقلت اصفندياري في سجن انفرادي واتهمتها بالتشجيع على "ثورة ناعمة" من خلال استعمال واشنطن الاكاديميين من اصل ايراني كصلة وصل مع المجتمع المدني في ايران بهدف تشجيع قيام ثورة شبيهة بالتي قامت في اوكرانيا منذ بضعة اعوام.
وتطرقت الفاينانشيال تايمز الى الملف الايراني من الجانب الاقتصادي في تقرير موقع من غاريث سميث في طهران.
وتشير الصحيفة الى ان "ايران تقول انها تتغلب على قرار مقاطعة التعامل معها بالدولار الامريكي".
وتنقل الصحيفة عن محمد جعفر مجرد نائب حاكم المصرف المركزي الايراني قوله ان "سياسة الحكومة الحذرة اقتصاديا تساهم في استقرار السياسة المالية للبلاد في ظل الحظر الامريكي على التعامل مع ايران بالدولار".
وجاءت تصريحات مجرد بينما اعلن مصرف دريسدنر وهو المصرف الالماني الثالث انه سيوقف تعاملاته مع ايران.
ونصح نائب المصرف المركزي البلدان الاوروبية "بالتفكير مليا قبل اتخاذ أي قرار مقاطعة اقتصادية او مالية، لانهم وفي حال خرجوا من دائرة التعاون فلا شيء يضمن عودتهم يوما ما".
عبودية ولجوء الى اسرائيل
على صعيد آخر، يروي مراسل صحيفة الاندبندنت في اسرائيل دونالد ماسنتير سيرة شاب مسيحي من جنوب السودان يقول انه "رأى والدته تغتصب وتقتل على ايدي ميليشيات مقربة من الحكومة السودانية بينما كان يبلغ 12 عاما من العمر.
ويضيف جوزف الذي ينتمي الى قبيلة دينكا ان الميليشيا باعته الى رجل اعمال في غرب السودان حيث تم تعذيبه قبل ان تشتري جمعية مناوئة للعبودية حريته بعد عامين وتعيده الى الخرطوم حيث اعتقل بسبب مساعدته احد الاشخاص على اعتناق الديانة المسيحية.
وهرب جوزف بعد ذلك الى مصر حيث اعتقل مرتين وتم تعذيبه واقتلاع بعض اظافره لاتهامه بممارسة نشاط سياسي الى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان. وبعد ذلك هرب الى اسرائيل الصيف الماضي حيث سجن لفترة ثم تم اطلاق سراحه وهو يعمل الآن في فندق في ايلات".
ولكن جوزف يواجه اليوم خطر الترحيل مع سياسة الحكومة الاسرائيلية تجاه اللاجئين الافارقة عندها، وبخاصة، في حال تم تسليمه الى مصر او السودان فسوف يعود الى معاناته السابقة، كما تشير الصحيفة.
سيف الاسلام القذافي
وفي الجارديان، كتب محرر شؤون الشرق الاوسط ايان بلاك عن دعوة سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي الى قيام اعلام حر وقضاء مستقل في البلاد مع الابقاء على استمرار والده في الحكم وان يكون الاسلام مصدر استلهام القوانين.
وكان سيف الاسلام القذافي قد دعا في خطاب القاه امام تجمع ضم 40 الف شخص في بنغازي الى عقد اجتماعي جديد في ليبيا يتم على اساسه تنظيم حياة المواطنين.
ويقول بلاك ان خطاب القذافي هو اشارة اضافية الى ان الجماهيرية الليبية تسير تدريجيا على طريق الاصلاحات السياسية.