وداد فرحان في قصيدته الشهيرة، قال ابن النحوي:
اشتدي أزمة تنفرجي
قد آذن ليلك بالبلج
وبختامها يقول:
يا رب بهم وبآلهم
عجل بالنصر وبالفرج..
اشتدت ثورة تشرين وتصاعد حراكها، وبالمقابل ازدادت الأعمال الوحشية وتعاظم اعتدادها بقتل الأبرياء من الناشطين والمتظاهرين السلميين.. نحن لسنا في مفترق طرق، بل نسير في طريق واحد ليرجع لنا وطننا المخطوف والمنهوب والمكبل بسلاسل الإرهاب المنظم.
للأسف بات الوطن عبارة عن خرائب وأطلال في زمن الديمقراطية العرجاء والأسلحة الهوجاء وقناصات الطرف الثالث التي أصابها العمى واغتالت الصديق والأخ وابن الجيران وبنت المحلة.
إن الرصاص الذي يزهق أرواح السنابل ويخطف أحلامها في نيل ابسط مستلزمات العيش الكريم، أثمن وأغلى من الإسفلت والجدران التي يختبئ وراءها العملاء والمرتزقة والمخربون والسفاحون.
لابد من تبدد الظلمة مهما اشتدت العصي وجرت شلالات الدم التي ستكون نبراسا في وحشة الطريق، وسيلعق المجرمون جراح خيبتهم إلى غير رجعة.
هكذا يعيش العراقيون في ضمير الوطن، ويجمعهم الحلم بعودة الوطن ليعود بهم، آن الأوان فقد جفت المقل وصدحت الحناجر فكلنا "نريد وطن".
شباب تشرين يبحثون عن وطن ولو في أعينهم الحالمة وإن كان ثمن وجوده العنف ودخانية السلطة التي تسرق نبض حياتهم..
شباب تشرين علامة مضيئة فارقة في كل تاريخ العراق ومنذ صرخة تكوينه الأولى. سيجمعنا الوطن ونلتحف بيارق النصر في سومر طريق الشمس.
المجد لبناة المستقبل والخلود للأرواح التي تسامت لأجله عشقا وحرية وكرامة.
وداد فرحان - سيدني