22 أيلول 2018 الساعة 17:34
فريق المحتوى والتنسيق
كان اليوم السبت يوما مثيراً جداً لأن الطائرات الروسية الحربية من طراز سوخوي 35 اس وأيضا الطائرة المتفوقة سوخوي 57 تملأ الأجواء السورية وتحلق من حدود تركيا شمالا في سوريا حتى اقصى جنوب سوريا على حدود الأردن فوق درعا والسويداء وصولاً الى سفح هضبة الجولان في خطوة وظاهرة قام بتفسيرها المراقبون العسكريون في عدة مصادر ووكالات انباء انها تحدي روسي للطيران الحربي الإسرائيلي وان روسيا مستعدة لمعركة جوية مع طائرات إسرائيلية في الأجواء السورية بعد ان تدهور الوضع وارتفع التوتر الشديد بين روسيا وإسرائيل اثر اسقاط الطائرة الروسية ايل-20 بصاروخ سوري ولكن نتيجة تحليق اربع طائرات إسرائيلية لشن غارة على اللاذقية في ذات الوقت التي كانت تهبط الطائرة ايل-20 في حميميم قرب مكان الغارة الجوية الإسرائيلية.
وبما ان إسرائيل رفضت تأليف لجنة تحقيق ومعاقبة قائد العمليات الجوية الإسرائيلي والطيارين الأربعة في طائرات الاف -16 الذين بسببهم تم اسقاط الطائرة ايل-20 ومصرع 15 ضابط وجندي روسي فإن روسيا قامت بالتصعيد من خلال ارسال اكثر من 24 طائرة حربية من طراز سوخوي-35 اس وسوخوي-57 في كامل الأجواء السورية لتقول لإسرائيل ان أي طائرة إسرائيلية ستدخل الأجواء السورية قبل تأليف لجنة التحقيق في مصرع الـ15 ضابط وجندي روسي فإن الطائرات الروسية ستتصدى للطائرات الحربية الإسرائيلية وقد لا يكون الامر كذلك بل يكون إعطاء روسيا مظهر قوة ومعنويات لسلاحها الجوي بعد سقوط الطائرة ايل-20 ومقتل 15 ضابط وجندي روسي.
لا شيء يضمن ان الطائرات الإسرائيلية لن تحلق غدا الاحد فوق سوريا ذلك ان الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي ان سياسة إسرائيل هي الاستمرار في منع ايران بتزويد العدو الأساسي لإسرائيل هو حزب الله بأسلحة وعتاد عسكري وخاصة الصواريخ ارض-ارض البعيدة المدى التي تقوم ايران بإرسالها برا واخفائها عبر شاحنات من خلال تجزئة الصواريخ الى قطع وتعبر براً العراق وتدخل من المعبر الحدودي أبو كمال بين العراق وسوريا وكما قال الناطق العسكري الإسرائيلي يتم تحويل الشاحنات الى عدة قوافل متفرقة ولا تقوم باتباع طريق واحدة الى ان تصل الى نقاط داخل الأراضي اللبنانية خاصة منطقة البقاع او في سوريا قرب مطار دمشق لتركيب الصواريخ ثم اخفائها وتمويهها عبر نقلها بشاحنات عليها مواد صناعية او زراعية ومن خلال سهل البقاع في لبنان يتم حفر مراكز جوفية أرضية لوضع الصواريخ تحت الأرض وتركيب سطح حديدي يعمل على الهيدروليك كرافعات ويتم وضع اتربة وحشائش مزروعة على هذا السطح فيصبح جزءا من الأرض الزراعية ولا تعود الأقمار الاصطناعية تكتشفه الا بعد اطلاق الصواريخ وتصوير الأقمار الاصطناعية لانبعاث الدخان الناتج عن انطلاق الصاروخ ارض-ارض خاصة صاروخ فجر 101 الإيراني الصنع والذي مداه 800 كلم.
ردة فعل الرأي العام الإسرائيلي وفق صحيفة هآرتس وجيروزاليم بوست ان السيد حسن نصرالله كان دائماً يقول كلام صادق وحقيقي وترك تصريح سماحة السيد نصرالله ردة فعل خوف لدى الإسرائيليين وفي مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت ان الحل الوحيد هو إقامة دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية فشن عليه نواب حزب الليكود الإسرائيلي المتطرف حملة ووصفوه بأنه رئيس الوزراء الفاشل الذي تسبب نتيجة عدم رؤيته وتحضيره جهوزية الجيش الإسرائيلي بالحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي وتمكين حزب الله تحقيق بعض الانتصارات وعلى اثر ذلك ظهر رئيس حكومة العدو الإسرائيلي نتنياهو وصرح ان حزب الله ونصرالله عليه أولا ان يخرج من سردابه قبل ان يتحدى إسرائيل كذلك قال نتنياهو ان حزب الله اذا شن هجوما على إسرائيل فإن الجيش الإسرائيلي سيشن حرب مدمرة على حزب الله ولن يكتفي بأن تكون على حزب الله بل على لبنان كله وستدمر إسرائيل البنية التحتية كلها للبنان وعلى الشعب اللبناني ان يعرف خطورة أي تفكير بشن أي حرب على اسرائيل والنتائج المدمرة التي ستنتج عن ذلك في لبنان.
عند الساعة الحادية عشرة مساء امس الجمعة اجرت القناة العاشرة الإسرائيلية حواراً بين قائد الدفاع الجوي الإسرائيلي وباشتراك وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان المتطرف والجنرال الإسرائيلي في الاحتياط آغاد روش الذي كان مسؤولاً سابقاً عن إقامة منظومة مقلاع داوود والقبة الحديدية لإسقاط الصواريخ التي يطلقها حزب الله على أراضي فلسطين المحتلة إسرائيل واثناء الحوار ظهر خلاف كبير بالرأي ووجهة النظر بين قائد الدفاع الجوي الحالي وقائد الدفاع الجوي السابق في الجيش الإسرائيلي ولم يتدخل وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان في الحوار التقني فقال قائد الدفاع الجوي في إسرائيل ان منظومة الدفاع مقلاع داوود والقبة الحديدية وصواريخ باتريوت انها قادرة على اسقاط 85% من الصواريخ التي يطلقها حزب الله وهذا ما حصل في حرب 2006 فأجاب قائد سلاح الدفاع الجوي السابق آغاد روش انه في حرب 2006 كان رئيسا لسلاح الدفاع الإسرائيلي لم يكن يمتلك حزب الله الا 40 الف صاروخ وبما ان الحرب دامت 33 يوماً فإن حزب الله لم يكن يطلق اكثر من 600 صاروخ على إسرائيل ولذلك تمكنا كسلاح دفاع جوي تمكنا من اسقاط ما نسبته 85% من صواريخ حزب الله ارض-ارض لكن قائد الدفاع الجوي السابق الجنرال آغاد روش قال ان حزب الله يمتلك حاليا وفق تقديرات المخابرات الإسرائيلية العسكرية 150 الف صاروخ ارض ارض منهم 95 الف صاروخ بعيد المدى وباستطاعة حزب الله اطلاق دفعة واحدة 500 صاروخ على مطار بن غوريون في تل ابيب او 500 صاروخ دفعة واحدة على مصانع البتروكيميائيات في جبال تل أبيب أو 500 صاروخ دفعة واحدة على مرفأ حيفا لأن حزب الله الآن يملك 150 الف صاروخ وقادر على ضرب اكثر من 10 مرات 500 صاروخ دفعة واحدة لإصابة اهداف استراتيجية كبرى في إسرائيل في حين انه في حرب 2006 كان يطلق في حده الأقصى ما بين 30 و 40 صاروخ دفعة واحدة ولذلك تمكن سلاح الدفاع الجوي الإسرائيلي من اسقاط نسبة 85% لكن الآن اذا قصف حزب الله 500 صاروخ دفعة واحدة على مطار بن غوريون من نوع فجر 101 كقدرة منظومات مقلاع داوود والقبة الصاروخية وصواريخ باتريوت قادرة على اسقاط 400 صاروخ في حين ان سقوط 100 صاروخ على مطار بن غوريون قادر على تدمير المطار بمبانيه وساحاته ومدارجه ولذلك التفكير بترك حزب الله بالصواريخ وقيام الجيش الإسرائيلي بالرد بغارات مدمرة هو امر سيؤدي الى دمار كبير بإسرائيل ويجعلها خاسرة مع جيشها وقال الحل الوحيد هو القيام بحرب مثل عام 1982 وتجهيز نصف مليون جندي إسرائيلي مع كامل السلاح الجوي والبحري والدبابات والمدفعية والصواريخ والوصول الى بيروت والضاحية الجنوبية واحتلال كامل الجنوب والبقاع حتى طريق دمشق-بيروت وهذه هي الوسيلة الوحيدة للانتهاء من خطر حزب الله على امن ووجود إسرائيل اما الاكتفاء بالتصدي للصواريخ والرد بغارات مدمرة فسيخسر حزب الله كثيراً لكن أيضا ستخسر إسرائيل جدا واهم ما ستخسره إسرائيل هو التفوق المطلق في أي عرب على عدو عربي وتوجه مقدم البرنامج بالسؤال الى وزير الدفاع ليبرمان وسأله عن وجهة نظره حول هذا النقاش وقال انا كوزير دفاع أؤيد الحرب الشاملة واجتياح لبنان الى ابعد من بيروت وانزال الجيش الإسرائيلي على سواحل شمال لبنان والمناطق المسيحية فيه بحرا ومحاصرة بيروت من شمال لبنان إضافة الى شن حرب عن طريق الجنوب باتجاه العاصمة وانهاء مركز حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وانما هذا الامر يعود الى الحكومة الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي وبضوء اخضر أميركي.
ويجب ان نأخذ بعين الاعتبار بأن إيران قد تضرب صواريخ بعيدة المدى لأن ايران تملك صواريخ تصل إلى 2500 كلم وبالتالي فإما على الولايات المتحدة ان تمنع الخطر الإيراني او اذلا تعرضت إسرائيل لمئات الصواريخ البالستية الإيرانية فيجب ان تعرف ايران ان لدى إسرائيل قنابل ذرية صغيرة قادرة على تدمير مدن في ايران وعندما يصل الامر الى الخطر على وجود إسرائيل فلا شيء يمنع من استعمال كل أنواع الأسلحة.
هذه المقابلة التي بثتها القناة العاشرة الإسرائيلية ليل الجمعة السبت هي خطيرة برأي المحلل العسكري في الديار وتدل على ان إسرائيل في خطر حقيقي لكنها أيضا مستعدة للذهاب الى اقصى حدود التدمير والاذى في حرب تشنها في المنطقة والسؤال هل في ظل الحرب الحاصلة بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى وعقوبات الرئيس ترامب على روسيا والصين وايران وتركيا وغيرها واضمحلال دور مجلس الامن والأمم المتحدة وضعف دور الاتحاد الأوروبي هل الجو مؤاتي للوصول الى حرب تصل الى هذا الحد ام اننا في جو تصعيد تهديدات كلامية للتحدي على أبواب تنفيذ صفقة القرن التي بدأت تسقط من خلال قوة حزب الله واسترجاع تنظيم الجيش السوري وتحديثه وخبرته القتالية إضافة الى امتلاك سوريا لـ2500 صاروخ سكود هم احتياط استراتيجي للجيش السوري الذي حصلت عليها سوريا سنة 1983 عندما تولى الرئيس الراحل أندروبوف رئاسة روسيا وقدم صواريخ سام 9 و11 وصواريخ سكود لسوريا وتوفي في ظروف غامضة بعد ثمانية اشهر من توليه رئاسة سوريا.
وهذه الصواريخ سكود 2500 تهدد إسرائيل تهديدا كبيرا لأن المسافة بين جنوب سوريا الى تل ابيب لا تزيد عن 120 كلم كخط نار كذلك العراق بتحالفه مع إيران استعاد جزء من قوته بعدما دمرته الحرب الأميركية الإيرانية عليه.
الوضع في المنطقة خطير لكن إسرائيل لا تسعى الى الحل فاقتصادها نما من 4% الى 7% والسياحة فيها ارتفعت من 9 ملايين سائح الى 16.5 مليون سائح كما ان إسرائيل أصبحت سابع دولة في بيع وتصدير الأسلحة خاصة الى الدول الافريقية وأميركا اللاتينية ودول اسيوية كما ان صناعتها الالكترونية تطورت جدا خاصة مع اندماج شركات كبرى أميركية يهودية قامت بالاندماج في إسرائيل مع شركات إسرائيلية إضافة الى ان الصراع الفلسطيني بين حماس وحركة فتح وضعف السلطة الفلسطينية انهى العمليات التي كانت تقوم بها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية واقتصر الامر على بعض الحوادث وبعض الاعمال في قطاع غزة حيث ان إسرائيل استخدمت الحرب الوحشية في حربها على قطاع غزة وضربت بقوة حركة حماس والجهاد الإسلامي كما ان حركة حماس التي تستند بالعقيدة على الاخوان المسلمين هي على خلاف بالعمق مع النظام المصري الذي يترأسه الرئيس الفريق عبدالفتاح السيسي بعدما ان كانت حركة حماس في زمن رئاسة الرئيس المصري مرسي قد حصلت على صواريخ واسلحة عن طريق البحر الأحمر ومن مصر واستطاعت شن حرب الصواريخ على إسرائيل سنة 2014 اما اليوم فإن الجيش المصري يخنق قطاع غزة عبر بوابة رفح وبالكاد يسمح للمرضى ولعدد قليل بالعبور معبر رفح ولم تعد تستطع حركة حماس والجهاد الإسلامي بالحصول على السلاح من خلال سيناء ومصر نظراً لأن مصر اعتبرت الاخوان المسلمين حركة إرهابية ولذلك إسرائيل مرتاحة لوضع حركة حماس والجهاد الإسلامي وكذلك للخلاف بين حركة فتح وحماس والعمليات غابت عن الخط الأخضر بعد ان كانت بالماضي تحصل العمليات في قلب إسرائيل وفي الضفة الغربية تعمل إسرائيل الى إيصال عدد المستوطنين من 600 الف الى مليون في عام 2020 او حد اقصى 2021 وان إسرائيل في ظل اقتراب من صفقة القرن ومن خلال علاقاته مع دول خليجية وتعاونها مع مخابرات مصر لا تسعى الى حرب حالية بل تسعى الى اشعال الساحات العربية بحروب داخليا واشعال الحرب الإيرانية العربية وخاصة الحرب الإيرانية الخليجية السنية.
فريق المحتوى والتنسيق
الديار