حلقت 15 طائرة روسية فوق شرق حلب وريفها بعدما صدر عن وزارة الدفاع الروسية بيان هددت فيه بإعادة قصف حلب اذا لم يتوقف التكفيريون والمسلحون عن شن المعارك وفتح المحاور، وان روسيا أعطت فترة هدنة لوقف المعارك لكن التكفيريين لم يلتزموا بذلك.
وفي هذا الوقت قامت 15 طائرة روسية توزعت على حلب وريفها وحلقت فوقها على علو منخفض تمهيدا او تحضيرا لقصف جوي قد يبدأ صباح اليوم، الأربعاء، بعد تصريح وزارة الدفاع الروسية.
واصبح الجيش السوري شبه مسيطر على حلب باستثناء الانفاق وما تحت المباني من حفريات إضافة الى زرع عبوات ناسفة وضعها التكفيريون وجبهة النصرة التي تسيطر على المنطقة، ولا يستطيع التقدم لإزالة هذه العبوات التي يصل وزن الواحدة منها الى 250 كيلوغراماً.
وعند الساعة الرابعة بعد ظهر امس، ذكرت المعارضة السورية ان طائرتين روسيتين قامتا بالاغارة على مراكز في حلب دون ان تعلن عن ذلك، لكن روسيا نفت هذا الامر، وفي ذات الوقت، قامت الطائرات الروسية او طائرات النظام بقصف منطقة خان شيخون في ادلب، حيث سقط ضحايا عديدون، وقد نفى النظام ونفت روسيا انها قامت بالغارة على خان شيخون، لكن الأكيد ان غارات جوية حصلت وسقط بنتيجتها عدد كبير من القتلى والجرحى، اثر القاء صواريخ وقنابل، على خان شيخون.
بالعودة الى حلب حيث المعركة، يعتبر النظام انها ستنتهي خلال شهرين ويسيطر على حلب. اما جبهة النصرة فهي مستمرة في حفر الانفاق وزرع العبوات وتلغيم المباني المهدمة وسد الطرقات بالاتربة والحجارة والصخور كي لا تستطيع الدبابات العبور كذلك كي لا تستطيع الطائرات ضرب المقاتلين وهم في الانفاق، وبالتالي فان جبهة النصرة تعتبر ان حلب لن تسقط وستبقى طويلا تحت سيطرتها.
اما بالنسبة الى الاميركيين فهم غير راغبين بسقوط حلب لان ذلك يعتبر انتصارا كبيرا للرئيس بشار الأسد وخاصة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولذلك فلا يتعاطون بالقتال في حلب، انما تركيا بايعاز من الولايات المتحدة تقوم بتجهيز وارسال الأسلحة الى المعارضة في حلب. وقد اصبح لدى التكفيريين الذين تدعمهم اميركا أسلحة متطورة في حلب قادرة على ضرب الدبابات لا بل يقال انها تملك صواريخ مضادة للطائرات لكن حتى الان لم يتم استعمال أي صاروخ مضاد للطائرات.
معركة حلب معركة شرسة للغاية، وحشد لها الجيش السوري 10 الاف مقاتل حوالى حلب، اما جبهة النصرة، فتضم حوالى 6 الاف مقاتل، لكن هنالك كثير من الأهالي المسلحين المتطرفين الذين يساعدون جبهة النصرة ويقاتلون معها ويؤمنون لها الذخائر من تركيا وما تحتاجه، ولذلك فالقتال ليس قريبا حسمه في حلب، وبالتالي، فان واشنطن وموسكو هما اللتين تتصارعان على جبهة حلب بصورة غير مباشرة.
اما مجزرة خان شيخون فقد نفى الجميع علاقتهم بها، النظام وروسيا ولم يعرف كيف حصلت الغارات وسقط القتلى من المدنيين.
الجيش السوري يسيطر على مشروع 1070 شقة
الى ذلك، حقق الجيش السوري وحلفاؤه مكسبا عسكريا ملموسا اذ استعاد نقطة مشروع 1070 شقة والمزارع والتلال المحيطة به جنوب غرب مدينة حلب في وقت اعلنت موسكو أن مجموعة السفن الحربية الروسية التي تقودها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» ستنضم إلى معركة حلب في غضون ساعات وستوجه ضربات إلى المسلحين الى جانب اطلاق صواريخ «كاليبر» المجنحة، إلى مواقع الإرهابيين على مشارف حلب وليس في الاحياء السكنية للمدينة. من جهة اخرى، اعتبرت المعارضة إن المعركة ما زالت مستمرة حيث قال المسؤول ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة نور الدين الزنكي إن مقاتلي المعارضة استعادوا مواقع كانوا خسروها قبل يومين.
وكانت وحدات الجيش قد نفذت عمليات عسكرية وخاضت اشتباكات عنيفة مع إرهابيي «جبهة النصرة» و«الحزب التركستاني» وغيرهما من التنظيمات المنضوية تحت مسمى «جيش الفتح» جنوب غرب مدينة حلب انتهت باستعادة منطقة استراتيجية في المدينة. وتم خلال العمليات والاشتباكات «تدمير 10 عربات دفع رباعي مزودة برشاشات والاستيلاء على عدد من الآليات والعربات المدرعة وإيقاع عشرات المسلحين قتلى ومصابين» في وقت تعمل وحدات الهندسة على تفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها المسلحون بين الأبنية وفي الشوارع.
وأحكمت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء سيطرتها على تلة الرخم غرب الكليات العسكرية بريف مدينة حلب الغربي بعد تكبيد المسلحين خسائر في الارواح والعتاد. في المقابل, تدور معارك في تلة مؤتة جنوب حلب بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة كما تمكنت المعارضة من السيطرة على كامل منطقة العويجة شمال حلب.
وادت سيطرة الجيش السوري والحلفاء على مشروع 1070 شقة مع تلة الرحم الى قطع الامدادات عن المسلحين في خان العسل والاشراف على مدرسة الحكمة التي باتت الهدف الثاني للجيش السوري للوصول الى ضاحية الاسد وبلدة ميتيان والراشدين 5 والراشدين 6. وهذا ما يعزز منطقة الامان للاحياء الغربية بالاضافة الى تطويق المسلحين في هذه المناطق.
والسيطرة على مشروع 1070 شقة سيضيق الخناق على المسلحين في الاحياء الشرقية. وقد قام الطيران السوري بقصف مواقع المسلحين في مشروع 1070، فيما تولى الطيران الروسي قصف خطوط الامدادات، بينما أكدت وزارة الدفاع الروسية ان الطائرات الروسية لم تقصف خان شيخون.
مصدر عسكري: صواريخ «كاليبر» ستضرب الإرهابيين
قال مصدر عسكري روسي في تصريح لموقع «غازيتا رو» الإلكتروني، أن من المتوقع توجيه الضربة التي ستشارك فيـها الطائرات الحربية، من على متن حاملة الطائرات، بالإضافة إلـى إطلاق صواريخ «كاليبر» المجنحة، إلى مواقع الإرهابيين على مشارف حلب، وليس في الأحياء السكنية بالمدينة.
وذكر المصدر أن مجموعة السفن التابعة لأسطول الشمال الروسي والتي تضم، بالإضافة إلى «الأميرال كوزنيتسوف»، الطراد الذري الصاروخي الكبير «بطرس الأكبر»، والسفينتين، «سيفيرومورسك» و «الفريق البحري كولاكوف»، الكبيرتين المضادتين للغواصات، وصلت إلى سواحل سوريا وتستعد لضرب مواقع الإرهابيين في غضون 24 ساعة.
وتابع: «تكمن المهمة الرئيسية لمجموعة السفن في المشاركة، بالتعاون مع سفن أسطول البحر الأسود، وطائرات من الطيران الاستراتيجي وبعيد المدى، والطائرات الحربية في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، في توجيه ضربات جوية وصاروخية إلى عصابات الإرهابيين على تخوم حلب، والتي تحاول اختراق المدينة».
ووصف المصدر الضربات المزمع توجيهها، بأنها ستكون واســعة النطاق، مضيفا أن العسكريين الروس سيستخدمون نماذج حديثة من الأسلحة بما في ذلك صواريخ «كاليبر» عالية الدقة.
ومن اللافت أنه لا توجد منظومات «كاليبر إن كا» على متن أي من السفن الحربية الروسية المنتشرة في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط في الوقت الراهن، لكن يمكن إطلاق صواريخ مجنحة مماثلة من منظومات «كاليبر بي إل» التي تتزود بها الغواصات الروسية.
الديار