في هذا اليوم المبارك أُقدم التهنئة بمناسبة أعياد النوروز ، فلشعبنا التحية ولكم السلام ، في هذا اليوم كنت أستمع لخطابكم متأملاً إياه جيداً ، ووجدته كامل المعنى تام الدلالة على مايريده أبناء العراق جميعهم من شمالهم لجنوبهم ، وكنت في ذلك قائداً ورمزاً يعرف ماذا يريد لشعبه ولوطنه ، وعرفت كذلك إنه - ما ضاع حق وراءه مُطالب -
، وأنتم أيها السيد : تعرفون حق العراقيين فهو واضح وجلي وقد بدى في كل ما ذكرتموه من دعوة لعملية - تغيير وإصلاح شامل - ، عملية لا تهاون فيها ولا تراجع وقد دل خطابكم على موقفكم الثابت من تطلعات شعبنا في الحرية والعدل والسلام ، والتحرر التام من هذه العصابة الفاشلة التي سرقت أحلام العراقيين وحولت نهارهم إلى ليل ، إن خطابكم زاد في ثقة الشعب بكم ، وأمن إنه بكم و معكم يستعد ليوم التحرير من البؤس والشقاء والفاقة والعوز والحرمان ، وضياع الحقوق وإتلاف الكرامة على يد أبغض خلق الله ، إنها لحظة هي الأهم من تاريخ العراق ومستقبله ، لحظة يترقبها الجميع رجالاً ونساءاً شباباً وشابات ، مؤمنين فيها إنكم تقودن ثورة مباركة هي - ثورة كل الشعب - ، الشعب الذي ضاق ذرعاً بهؤلاء الفاسدين ، الذين خربوا على الناس حياتهم ودمروا لهم كل شيء جميل ، إن هذه السنيين العجاف قد بينت لمن يهمه الأمر ، إن التغيير لازم وضروي ، ولا مجال في ذلك للمناكفة والكلام والهذيان ، ولا مجال فيه للمتخاذلين والضعفاء ، ومن باعوا الشرف والكرامة في سوق النخاسة .
أيها السيد الصدر : إن الإصرار على التغيير صفة الرجال المؤمنين بالله وبالقدر وبالشعب ، وهي صفة وجدتها اليوم فيكم لا تريدون فيها غير وجه الحق وإنصاف المظلومين وهم كُثر ، وهي صفة ستعري أدعياء الوطنية من أهل الشعارات والوصولين والمنافقين ، ومن بهم مرض من الموتورين .
إن وثبة الشعب وإعتصامه وحركته اليوم هي الفرصة الأخيرة ، والتي يُمكنها أن تُعيد للعراق والعراقيين كرامتهم وهويتهم وعنفوانهم وعزتهم التي فقدوها ، وأني أرى إن الفاسدين والملوثين قد أستشعروا الخطر ولذلك فهم اليوم بفزع دائم ، لأنهم يعرفون إن الشعب قادر هذه المرة بوثبته على إسترداد حقوقه المسلوبه .
أيها السيد الصدر : ليس في الحق أنصاف حلول ، بل هو حلٌ كامل تام ، يقضي على كل من له يد في تدهور العراق وترديه ، وفي الحق ليس هناك تمييعاً لمعضلات ، هزت كرامة العراقيين وجعلتهم رخيصين في أعين الأغيار .
إن هذا النظام الفاسد الذي بناه أشباه رجال قد ضيع على العراق فرصاً كثيرة ، وضيع على العراقيين فرصاً أكثر ، ليس أقلها الإعتراف بوجودهم وبأنهم شعب له تاريخ وحضارة ، إن هذا النظام الفاسد قد جعلهم مُشردين في وطنهم يستجدون العطف من حثالات بشرية معروفة .
أيها السيد الفاضل : أقول ، إن التاريخ والناس سُيسجلون مواقف الرجال ، وسوف يتذكرون بعز وشموخ تلك المواقف الوثابة ، ويتذكرون هذه الثورة التي ستصنع تاريخ العراق من جديد ، ولقد كان لكم القسط الوافر في هذا التحرك الشجاع ، مما دفع بالمطالب خطوات كبيرة إلى الأمام ، وإننا سنشهد تحققها واحدة تلو الأخرى ، وتلك هي الحتمية التي نؤمن بها ونعترف بحقها ، لأنها تخرج من عقول وضمائر الرجال المخلصين لوطنهم ولشعبهم ، وهم الباعثين لنهضة هذا الشعب وإستقامته وإستقلاله وحريته من جديد ، وإنكم في موقفكم هذا قد كبرتم في أعيننا ، وأعين الناس وطالبي الحق جميعاً .
ويعلم الدهر أن لامكان للخانعين والفاسدين والمخربين تحت ضوء الشمس ، ونحن معكم وها إننا نُعلنها للدنيا إننا مع الشعب في ما يُريد وفيما يرغب ، إننا مع الوطن ومع الإرادة الحرة من أجل التغيير والإصلاح ، فخندق الأحرار واحد ، وقد قيل في سالف الأيام : وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ، فسلاماً لكم وللمرابطين في ساحات الإعتصام ، وسلاماً للقابضين على الجمر ، وهم يتقدمون القوافل لكي يرى العراق النور والحرية والأمن والوحدة والإستقرار ، فلهم التحية ولكم السلام