تعزيزات تركية الى أعزاز وروسيا: لسوريا موحدة
في اطار اكمال دخول المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة في سوريا، بناء على اتفاق ميونيخ رعته موسكو وواشنطن والتي تعقد مجموعة وقف الاعمال العدائية في سوريا جلستها اليوم في جنيف لتحقيق تقدم في التسوية السورية، قال رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيجلاند إن المنظمة الدولية تعتزم القيام بأول عملية إسقاط جوي للمساعدات في سوريا على مدينة دير الزور التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية ويقطنها نحو 200 ألف شخص. وأضاف إيجلاند أن برنامج الأغذية العالمي يأمل في تحقيق تقدم في الوصول إلى «المحتاجين داخل دير الزور التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية. لا يمكن القيام بذلك إلا عبر الإسقاط الجوي» وأشار الى «إنها عملية معقدة وستكون الأولى من نوعها من عدة جوانب» دون أن يعطي المزيد من التفاصيل حول العملية الجوية وهي مكلفة أكثر من قوافل المساعدات البرية.
ميدانيا، استعاد الجيش السوري مدعوما بالغارات الجوية الروسية بلدة كنسبا في محافظة اللاذقية التي تعد آخر بلدة تربط قرى ريف اللاذقية بإدلب، وهي تبعد 5 كلم عن الحدود التركية الامر الذي سيمكن الجيش السوري وحلفاءه من شن هجمات على بلدة جسر الشغور التي تسيطر عليها المعارضة، في محافظة إدلب المجاورة. وافاد قائد ميداني في الجيش السوري ان وحدات الدفاع الوطني دخلت محور وادي باصور وبله وتقدمت وحدات الجيش السوري من محور قلعة الشلف لتقتحم البلدة وتخوض مواجهات عنيفة مع المسلحين التي سرعان ما انهارت.
وبموازة ذلك، وفي ظل المعارك المحتدمة في محافظة حلب، عبر حوالى 500 مقاتل سوري معارض الحدود التركية إلى أعزاز التي تقع شمال محافظة حلب باشراف من السلطات التركية التي تحرص على عدم سيطرة المسلحين الاكراد على المدينة حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وافاد المرصد ان المقاتلين «منهم من هم إسلاميون ومنهم من هم غير إسلاميين، وجميعهم مسلحون».
وفي ريف حمص، شنت الطائرات الروسية 13 غارة بـ«الصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية» في بلدات الزعفرانة والمكرمية والسعن والعامرية وعيون حسين وبلدات اخرى في وقت صدت المعارضة السورية هجوما لتنظيم الدولة الاسلامية في مارع في شمال ريف حلب. وأضحت مدينة مارع محاصرة من داعش وما تسمى قوات سوريا الديموقراطية، وقد خلت مارع من غالبية سكانها تحسبا للقصف الروسي أو أي هجوم بري قد تقدم عليه قوات سوريا الديمقوراطية. وكان القيادي في «الجبهة الشامية» بشير الحجي قد قال إنهم «عازمون على القتال وعدم تسليم مارع في ريف حلب لأي طرف»، نافيا إبرام أي اتفاق بين الجبهة ووحدات حماية الشعب الكردية لتسليم المدينة دون قتال.
وفي حلب ايضا، تجددت المعارك بين قوات المعارضة وقوات سوريا الديموقراطية على جبهات الريف الشمالي بشكل عنيف وخاصة على جبهة قرية كلجبرين، التي تمكنت قوات المعارضة من استعادة السيطرة عليها في حين سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على بلدة كفرناصح الواقعة غرب تل رفعت، وذلك وسط غارات جوية عنيفة على مناطق الاشتباكات وأيضا على مدينة عندان وبلدة حيان.
وفي درعا استهدفت غارات روسية بلدات كفرناسج وتل عنتر وعقربا والمال والطيحة الواقعة شمالي غرب المحافظة.
وقرب الحدود السورية الاردنية، دمرت قوات المعارضة آليات واوقفت هجوم للنظام السوري ومقاتلين لحزب الله.
اما في دمشق، فقد تقدم الجيش السوري باتجاه حي جوبر الدمشقي حيث شن هجوما على نقاط سيطرة المسلحين المعارضين في الحي، ما ادى الى وقوع على معارك عنيفة بين الطرفين على أطرافه.
وفي دير الزور شرق سوري، شنّت الطائرات الروسية غارات جوية على عدة أحياء في المدينة وبعض القرى الأخرى كما أغارت على محيط مطار دير الزور العسكري وقرية الكبر أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف تنظيم الدولة.
وفي الرقة، وقعت معارك عنيفة بين عناصر تنظيم داعش وقوات سوريا الديموقراطية في محيط بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي، ما اسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
وفي اللاذقية دارت اشتباكات بين قوات المعارضة والجيش السوري على جبهة قروجة بجبل التركمان، وسط قصف مدفعي وصاروخي على البلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة في جبلي التركمان والأكراد.
على الصعيد السياسي، حض المجلس الاوروبي المنعقد في بروكسل روسيا والنظام السوري على أن يوقفا فورا هجماتهما على مجموعات المعارضة المعتدلة والتي تهدد إمكانات السلام وتصب في مصلحة «داعش» وتؤجج أزمة اللاجئين وتم تبني مشروع يندد بالقصف المتكرر للبنى التحتية المدنية»، مع الدعوة إلى «وقف فوري للقصف الجوي للمناطق المدنية» في حين ردت وزارة الخارجية الروسية على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا ان الدول الغربية التي تحمل روسيا المسؤولية عن ضربات جوية على مستشفيات في سوري، ليس لديها أي دليل مباشر أو غير مباشر لإثبات مزاعمها كما طالبت جماعة منظمة «أطباء بلا حدود» بإجراء تحقيق مستقل في الضربات الجوية التي أودت بحياة 25 شخصاً في مستشفى تشرف عليه الجماعة في شمال سوريا، واشارت زاخاروفا الى ان ثمة احتمالاً بأن يكون تحالف تقوده الحكومة هو الذي نفذها. وانتقدت وزارة الدفاع الروسية بشدة تصريحات وزير الدفاع البريطاني مايكل فيلون الذي طالب موسكو بوقف «قصف المواطنين الأبرياء» في سوريا، معتبرة أنها «تصريحات سخيفة لا أساس لها».
وفي اطار منفصل، اكدت وزارة الخارجية الروسية انها تريد «سوريا غير مقسمة» في وقت يتنامى احتمال إنشاء دولة كردية مستقلة في سوريا مشددة على ان توغل أي قوة أجنبية داخل الأراضي السورية سيكون غير قانوني ، معتبرة ان الدول الأخرى القلقة من التهديد الإرهابي القادم من داخل سوريا لا يوجد ما يمنعها من التعاون مع سوريا. وكانت مصر والكويت قد اوضحتا موقفهما في وقت سابق من التدخل البري في سوريا مشيرين الى عدم ترجيح مشاركتهما مع السعودية والإمارات في سوريا، محبذين تدعيم الحل السياسي السلمي لانهاء الصراع الدموي السوري.
ـ صواريخ «كاليبر» الروسية الى طرطوس ـ
أعلن قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود، الأدميرال الكسندر فيتكو وصول السفينة الحربية الروسية «زيليني دول»، إلى ميناء طرطوس السوري ، لتقوم بالمهام المطروحة عليها هناك.
وأشار مصدر عسكري إلى أن السفينة«زيليني دول» تحمل صواريخ «كاليبر» بعيدة المدى وحزمة الصواريخ المخصصة للإطلاق بواسطة تلك المنظومة. وتقدر المنظومة على توجيه ضربات إلى أهداف برية وبحرية على حد سواء. وكانت سفن من بحر قزوين الروسي قد استخدمت منظومات من هذا الطراز لإطلاق صواريخ مجنحة على أهداف تابعة للإرهابيين في سوريا، إذ عبرت الصواريخ أجواء إيران والعراق وأصابت الأهداف المحدد بدقة عالية.
ـ 7 آلاف قتيل و 155 ألف جريح ـ
نشرت منظمة «أطباء بلا حدود» تقرير يفيد بأن المناطق المدنية تتعرض للقصف الجوي باستمرار وغيره من أشكال الهجوم»، كما أعربت عن قلقها، مشيرة إلى أن ما أحصته من خسائر ليس إلا «نموذجا مصغرا لمدى الأضرار الحقيقية الناجمة عن الحرب» في سوريا. وأوضح التقرير أن النسبة العالية من الوفيات والإصابات المسجلة «تتزامن مع الهجمات العسكرية وتدخل القوات الجوية الروسية والبريطانية والفرنسية التي انضمت إلى حملات القصف في سوريا»، دون أن تشير إلى القصف الأميركي أو تحصي ضحاياه. وأفاد التقرير بتعرض «63 مرفقا طبيا مدعوما من «أطباء بلا حدود» عام لـ94 هجوما جويا وقصفا مدفعيا العام الماضي، ما تسبب بدمار كامل لـ 12 موقعا طبيا وسقوط 81 عاملا في الطواقم الطبية المدعومة من المنظمة بين قتيل وجريح».
عن الديار