بعد تحرير ريف اللاذقية من قبل الجيش العربي السوري وحزب الله في ظل غطاء جوي روسي كثيف وصل الجيش السوري مع حلفائه الى مناطق تطل على جسر الشغور وعلى ادلب، ويشعر اهالي جسر الشغور واهالي ادلب انه بعد السيطرة على القريتين وهي مدينة كبيرة فان الجيش السوري سيشنّ هجوماً من محور جورين ومن ريف اللاذقية في اتجاه ادلب وجسر الشغور ليفتح اوتوستراد ريف اللاذقية – حلب بعد ان يسيطر على مدينة سراقب. وذلك مدعوما من الطائرات الروسية التي تقوم بـ 140 غارة احيانا في اليوم الواحد، واحيانا خلال يومين، لكن الطيران الروسي سوخوي يتحضّر الى مساندة جوية للجيش السوري وحلفائه بقوة هذه المرة لفتح طريق ريف اللاذقية – اوتوستراد حلب تمهيدا للمعركة الكبيرة القادمة التي ستجري في حلب.
وقد حشد الجيش السوري وحلفائه قوات كبيرة للسيطرة على حلب بعدما دمر الطيران الروسي معاقل كثيرة لداعش في تلك المنطقة وجبهة النصرة والقوى التكفيرية.
واذا استطاع الجيش العربي السوري مع حلفائه مدعوما من الطيران الروسي فتح اوتوستراد ريف اللاذقية – حلب فيعني ذلك انقلابا مفصليا وتاريخيا في الحرب السورية منذ عام 2012، ومعركة حلب ستكون كبيرة وشرسة للغاية لان هنالك حشودات كبيرة من الجيش السوري وحلفائه وفي المقابل هنالك سيارات وشاحنات ملغومة تحضّرها داعش لتفجيرها في القوات السورية، لكن قبل ذلك هنالك معركة ادلب وجسر الشغور، ووفق المراقبين فان الجيش السوري يستطيع بعد الهجوم من جورين، الى ربح معركة ادلب وجسر الشغور ومن القوات الاتية من ريف اللاذقية نحو هذا المحور، وبالتالي فان سقوط ادلب مرة جديدة في يد الجيش السوري مع حلفائه، سيؤدّي الى ضربة قاضية للحركات التكفيرية وللحركات الارهابية المتطرفة السلفية.
ويقدّر عدد الجيش السوري مع حلفائه الذين سيهاجمون على محور ادلب – جسر الشغور – سراقب – فتح اوتوستراد – ريف اللاذقية – حلب بحوالي 16 الف مقاتل، بينما تحشد القوى الارهابية والتكفيرية حوالي 20 الف مقاتل انما الذي سيقلب الموازين هو سلاح الجو الروسي الذي سيقصف المراكز التكفيرية والسلفية في عنف ويفتح الطريق امام الجيش السوري مع حلفائه.
والطيران الروسي دمّر في ريف حلب مراكز كثيرة لداعش وضرب بنيتها التحتية وجعلها تخرج من عدة قرى وتنسحب الى اقصى ريف حلب.
اما داخل حلب، فهي مقسومة بين القوى التكفيرية والجيش السوري وحلفائه، والمعركة ستكون عنيفة في حلب لكن ان ربح النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد معركة حلب، فانه يكون قد سجل انتصارا كبيرا سيغير مجرى المفاوضات التي ستحصل لاحقا بين الحكومة السورية ووفد المعارضة.
سيدخل الجيش السوري حلب من الجهة الغربية، بعد ان يكون الطيران الروسي قد قصف كل مواقع داعش، اما داعش فقد جهزت اكثر من 20 شاحنة مفخخة كل واحدة بـ 3 طن من المتفجرات لتفجيرها في صفوف القوات السورية، ونتائج تفجيرات الشاحنات التي ترسلها داعش خطير للغاية، ما لم تدمرها الطائرات الروسية من الجو قبل انطلاقها، او تدمرها الصواريخ السورية التي يملكها الجيش السوري من نوع ساغر – اس فيفجرها قبل وصولها الى مراكزه، كما ان الهجوم سيتم شنه من جهة المخابرات الجوية في حلب، ومن جهة قلعة صلاح الدين في حلب، ويتخوف الجيش السوري من وجود انفاق ملغومة لغّمتها حركة داعش ستقوم بتفجيرها بعد دخول الجيش السوري الى حلب اذا نجح في المعركة واستطاع حسمها لصالحه.
لكن كل هذه الاعتبارات يأخذها الخبراء الروس والخبراء السوريين والايرانيين وخاصة حزب الله الخبير في حرب الانفاق، ولاول مرة في تاريخ الحرب السورية تجري معركة في هذا الحجم على مدينة حلب التي تضم 4 ملايين نسمة هاجر منهم مليونان الى تركيا والى دول اخرى، لكن مدينة حلب عاصمة التجارة والصناعة والثقافة سوف تكون معركتها فاصلة ولن يعود الجيش السوري الى الوراء بل عندما يتم اعطاء الاوامر بالتقدم فسيتقدم من جورين ومن ريف اللاذقية ليخوض اول معركة في جسر الشغور، ومعركة جسر الشغور ستأخذ معه يومين للسيطرة عليها، ثم يهاجم مدينة ادلب ومحافظتها ويحتاج الى اسبوع او اسبوعين للسيطرة على ادلب وسيضرب الجيش السوري بقوة بواسطة دباباته التي حشدها وراجمات الصواريخ البعيدة المدى وصواريخ اخرى ارض – ارض اضافة الى مواكبة الطيران الروسي طوال الوقت الهجوم السوري مع حلفائه على ادلب، ولن يرحم الجيش السوري وحلفائه في هجومهم على ادلب احد، بل ستكون معركة دموية شرسة حيث يقاتل جيش الفتح وجيش الاسلام واحرار الشام، اما الجيش السوري الحر فبات يقف على الحياد، ان لم يكن يقوم بمساعدة الطيران الروسي على اعطاء الاهداف التي يجب ضربها، وبعد معركة جيش الفتح وجيش الاسلام واحرار الشام، الذين هم غير منظمون فان الجيش السوري سيكتسح جيش الفتح وجيش الاسلام واحرار الشام، ويضربهم ضربة قوية لجعلهم خارج المفاوضات ثم يكمل طريقه نحو سراقب وهي مفصل طرقات ويسيطر عليها الجيش السوري وفق المراقبين، وخاصة خبراء الطيران الروسي الذين قالوا ان الطيران الروسي سيستطيع تأمين هذا المفصل الرئيسي في سراقب الذي يوصل عدة اوتوسترادات وتضرب السوخوي كل حركة السيارات والآليات والمدرعات التابعة للقوى التكفيرية وتدمرها. وعندما يصل الجيش السوري الى سراقب يكون قد وصل عمليا الى مداخل حلب، ومنها تنطلق معركة حلب، التي ستبدأ عمليا بعد شهر، لكن المناوشات ستبدأ قبل ذلك، ويتوقع المراقبون العسكريون حتى الاميركيين منهم، ان ينتصر جيش الاسد على جيش الاسلام وجيش الفتح واحرار الشام، مع دعم الطيران الروسي، وان يصل الى حلب وان يسيطر على حلب خلال شهرين وتنقلب موازين القوى رأساً على عقب. وهكذا تكون القوى التكفيرية السلفية قد تم تدميرها ولم يعد لها حاجة للتفاوض في جنيف، وعندها ستقبل الرياض بابعاد القوى التكفيرية عن المفاوضات مرغمة على ذلك، لان المعركة حسمت كل شيء وانقلبت موازين القوى وتغيرت الساحة العسكرية وسيطر الرئيس الاسد على مدينة حلب التي هي بحجم دمشق العاصمة.
عن الديار