بعدما وضعت روسيا منظومة صواريخ دفاع ارض ـ جو على البارجة موسكو نقلت في جسر جوي هو الاضخم منذ 40 سنة صواريخ اس ـ 400 في 86 طائرة انطونوف كي تصل الى سوريا خلال 48 ساعة وقد وصلت، ونشرته القيادة الروسية تحت امرتها مع الاخصائيين والضباط والمهندسين في نقاط موزعة على الأراضي السورية، ومفعول الـ اس ـ 400 هو والـ اس ـ 300 مفعول قوي جدا يصطاد الطائرات ويسقطها باستثناء طائرة اف ـ 28 رابتور التي صنعتها الولايات المتحدة والتي تستطيع ان تتخفى عن الرادار. ومع ذلك فيمكن اصابتها بـ اس ـ 400 المضادة للطائرات.
الرئيس بوتين قال ان تركيا حتى الان لم تعتذر ومعنى ذلك ان روسيا لا تقبل بحل الا اعتذار تركيا لها، والرئيس التركي اردوغان سيقول لن يعتذر من روسيا، بل هو سيقول ان الطائرات الروسية خرقت الأجواء التركية وان الطائرات التركية مارست حق الدفاع عن النفس، واذا كانت روسيا تريد استعمال قوتها كقوة جبارة فان تركيا تنتمي الى الحلف الأطلسي والحلف الأطلسي لديه أيضا قوى جبارة يستطيع وملزم هو بالدفاع عن تركيا. اذا قامت الطائرات التركية بالقصف على القاعدة الروسية في اللاذقية فان الطائرات التركية ستسقط نتيجة وجود اس ـ 400 واس ـ 300 واذا هاجمت براً فيعني ذلك ان روسيا ستقصف إسطنبول بصواريخ ارض ـ ارض او بحر ـ ارض تدمر فيها نصف إسطنبول وتسيء الى الاقتصاد والسياحة التركية لعشرات السنوات، كما ان روسيا بدأت بمنع استيراد المواد الغذائية من تركيا الى روسيا، وحضرت روسيا طائرات توبولوف وطائرات سوخوي ـ 35 للقتال الجوي مع الطائرات التركية، لكنها ستترك منظومة اس ـ 400 واس ـ 300 تسقط الطائرات التركية بسهولة في الأجواء فوق اللاذقية والقاعدة الجوية.
كما ان روسيا جلبت بارجة للصواريخ التي تضرب الطائرات على علو منخفض فاذا جاءت طائرة تركية على علو 50 مترا فوق القاعدة ورمت قنابلها فهنالك صواريخ اسمها كومات متخصصة بقصف الطائرة على علو منخفض يصل الى 20 مترا، وبالتالي لن تستطيع الطائرات التركية تجنب اس ـ 400 واس ـ 300 والقصف على علو منخفض لان صواريخ كومات ستتصدى لها على علو منخفض وتسقطها.
الذي يقوم بالوساطة حاليا هو الرئيس الفرنسي هولاند والذي اتصل بالرئيس بوتين واتصل بالرئيس اردوغان، وتمنى عليهما حل المشكلة سلميا دون اللجوء الى الحل العسكري، ومع ان وساطة الرئيس الفرنسي هولاند أدت الى تأخير المعركة بين تركيا وروسيا الا ان احتمالات الحرب ما زالت متواصلة والدليل على ذلك الحشود من أنواع الأسلحة الحديثة التي تحشدها روسيا في سوريا وخاصة في مناطق الساحل السوري وريف حماة وصولا الى حدود الأراضي اللبنانية.
الغريب في الامر ان الولايات المتحدة التي تترأس الحلف الأطلسي وهي مسؤولة عن دول حلف الناتو لم تتحرك عسكريا في وجه روسيا، بل ابتعدت سفنها عن منطقة الصراع ولم تعلن موقفا تحذيريا لروسيا تحذرها من ضرب تركيا او الاغارة عليها او اسقاط طائرة تركية. والرئيس بوتين مصر على اعتذار تركيا واذا لم تعتذر تركيا فان روسيا ستسقط طائرات تركية فوق الأراضي التركية حتى، ولم تنتظر ان تأتي الطائرات التركية فوق سوريا.
ويفسر مراقبون ان اميركا لا تريد توسيع رقعة الحرب بينها وبين موسكو في منطقة الشرق الأوسط بل يريد الرئيس أوباما تجنب أي احتكاك مع الجيش الروسي حيث يرى ان الرئيس بوتين يمضي نحو الحرب بعنف ولا يريد التراجع مهما كلف الامر، وقد نقل عن الرئيس بوتين اذا كانت نهاية العالم ستكون عن يدي فليكن ذلك، لكني لن اتراجع.
رئيس اركان الجيش الروسي زار بسرعة سوريا واستطلع الأوضاع ورفع معنويات الضباط الروس وحضّرهم لمعركة آتية ضد تركيا. واذا اجتاحت القوات التركية برا الحدود السورية ـ التركية وقامت باحتلال قاعدة اللاذقية الروسية، فيعني ذلك ان روسيا ستقوم بحرب برية ضد الجيش التركي، وستستعمل أنواع صواريخ بالستية لم يتم استعمالها منذ الحرب العالمية الثانية.
وهنا الخطر الكبير، ذلك ان تركيا في مجال البر وعلى الجغرافيا اقوى من روسيا لانها موجودة بكل قواتها على الحدود مع سوريا بينما الجيش الروسي غير موجود كقوى برية على الأراضي السورية بل موجود كسلاح جو وكضباط لاطلاق الصواريخ ارض ـ جو وموجود كمستشارين وفنيين ولذلك فان تركيا يمكنها ان تجتاح اللاذقية خلال ساعتين، لكن ماذا سيكون الرد الروسي على هذا الامر.
المراقبون العسكريون حددوا الرد الروسي على الشكل التالي:
أولا، استعمال صواريخ بالستية مداها 2000 كلم لقصف إسطنبول والمدن التركية.
ثانيا، اذا أكملت تركيا هجومها على اللاذقية والمدن السورية سيتم استعمال صواريخ بالستية مداها 43000 كلم وتحمل طناً من المتفجرات في رأسها وتدمر شارعاً بطول كلم بكامله.
اما العنصر الثالث وهو مستبعد لكن لا احد يستبعد شيئاً فان روسيا قد تستعمل قنبلة نووية تضربها على إسطنبول وهذا يعني حربا عالمية او لا نعرف ماذا يعني، يعني انه سيؤدي الى مقتل 7 ملايين تركي خلال ثوان نتيجة القنبلة النووية. لكنه افتراض غير عملي، الا اذا شعرت روسيا ان ليس لديها من سلاح تستعمله امام تركيا الا قصف قنبلة نووية على إسطنبول، واذا كانت إسرائيل قد صنعت قنابل نووية وبعدما صنعتها للقنبلة قامت بتصنيع قنابل نووية صغيرة يمكن ضربها لمنطقة محددة صغيرة، فهل ان روسيا قامت بتحضير قنابل نووية صغيرة مثل إسرائيل، لان إسرائيل المحاطة بالدول العربية جهزت نفسها لاطلاق قنابل نووية صغيرة لا ترتدّ عليها، ولكن هل روسيا جهزت قنابل نووية صغيرة تضربها على منطقة معينة ولا ترتدّ عليها، ويكون مفعولها محصورا بمنطقة 4 كلم مربع فقط.
من يدري ربما روسيا قامت بتصنيع ذلك وربما لم تقم بتصنيع هذه القنابل الصغيرة، وعندها اذا ضربت القنبلة النووية الكبرى فيعني ذلك انتهاء إسطنبول والحاقها بهيروشيما وناكازاكي في اليابان.
هل يمكن لتركيا ان تقصف روسيا بالصواريخ ، تركيا تملك صواريخ بالستية يمكن ان تصل الى الأراضي الروسية، ويمكن ان تضرب مدن روسيا، لكن منظومة صواريخ اس ـ 400 قادرة على اعتراض الصواريخ التركية الموجهة نحو روسيا، والدرع الصاروخي الأميركي ليس موجودا في تركيا للدفاع عن تركيا في وجه الصواريخ الروسية، لكن كل ارتفاع في حدة المعارك سيكون لصالح روسيا وليس لصالح تركيا، والمستفيد الأول من الموضوع هو الرئيس بشار الأسد، حيث ان الرئيس بوتين قال على لسان وزير خارجيته سيرغي لافروف بأن مؤتمر فيينا تغير واقعه ولم نعد نقبل مثل الأول ولا احد يطرح علينا رحيل الأسد بل اصبحنا متمسكين بالرئيس بشار الأسد اكثر من الأول، وبالتالي، فان روسيا غيّرت من موقفها وأصبحت متصلبة ولم تعد تقبل بالبحث برحيل الرئيس بشار الأسد او اصلاحات كبرى في سوريا، وستكون روسيا متطرفة في موقفها في فيينا ـ 3 او في جنيف او مع وفد المعارضة السورية، مع العلم ان الكرملين اعلن اليوم ان المحادثات السورية - السورية يجب ان تبدأ قبل نهاية هذه السنة 2015.
ـ أردوغان: بوتين يرفض الرد على هاتفي ـ
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه حاول الاتصال هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، لكن الاتصال لم يتم.
وجاء ذلك خلال مقابلة أجرتها مع أردوغان قناة «France24» حيث قال: «بعد الأحداث المتعلقة بالطائرة الروسية، قمت بالاتصال بالرئيس الروسي بوتين لكنه لم يجب».
ـ لقاء بوتين وهولاند ـ
الى ذلك ثمّن بوتين جهود نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند لإقامة تحالف واسع النطاق لمكافحة الإرهاب، معتبراً أن «ما تعرضت له روسيا وفرنسا من أعمال إرهابية يدفعنا لبذل جهود أكبر لمكافحة الإرهاب».
وخلال لقائه هولاند، أوضح بوتين أن «هناك تطابقاً في مواقفنا بخصوص تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب».
فيما اكد هولاند ضرورة تشكيل تحالف موسع لمحاربة تنظيم «داعش» واضاف «انه جاء الى موسكو لتنسيق التحركات مع روسيا في المكافحة الشرعية للارهاب».
عن الديار