هجوم للجيش السوري وحلفائه في ريف حمص بدعم روسي جوي
المواجهات بين الجيش العربي السوري وحزب الله ومقاتلين من الحرس الثوري الايراني من جهة والجماعات المسلحة من جهة اخرى، امتدت على كل الارض السورية وشملت جميع المناطق وسط استمرار تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه الذين شنوا هجوماً جديداً في شمال محافظة حمص وتركز الهجوم على بلدة تلبيسه والقرى المحيطة بها حيث مواقع المسلحين السوريين.
وقال التلفزيون الرسمي إن الجيش بدأ عملية عسكرية في ريف حمص الشمالي بعد ضربات جوية مكثفة من الطيران الروسي وقصف مدفعي لـ«تجمعات إرهابية» وقواعدها. ومن شأن استعادة السيطرة على المنطقة أن تعيد ترسيخ سيطرة الجيش على المراكز السكانية الرئيسية في غرب سوريا وتأمين الأراضي التي تربط دمشق بالمناطق الساحلية.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الطائرات الروسية شنت 15 غارة جوية على الأقل في منطقة القتال ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص، بينهم ستة معارضين. وتحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر امس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى، في الأطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة ومحيط قريتي جوالك والخالدية في محاولة من قوات النظام اقتحام المنطقة».
ونفذ الجيش السوري مدعوما بحلفائه عددا من الهجمات البرية لاستعادة السيطرة على أراض تسيطر عليها جماعات معارضة منذ بدأت طائرات روسية ضرباتها الجوية ضد أهداف للمسلحين ولا سيما في غرب سوريا قبل أسبوعين.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية خريطة تشرح بالتفصيل المناطق التي توجّه إليها القوات الجوية الروسية ضربات محددة.
وكانت روسيا قد بدأت، منذ 30 أيلول الماضي، توجيه ضربات جوية دقيقة التصويب إلى مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام - «داعش» في سوريا بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد.
وشملت غارات الطيران الحربي الروسي مراكز قيادة ومعسكرات تدريب ومستودعات أسلحة وذخيرة تابعة لـ«داعش» في مختلف المناطق السورية، وذلك بواسطة قاذفات القنابل والصواريخ من طراز «سو - 24 أم» و«سو -25» و«سو -34»، بحماية مقاتلات «سو - 30 أس أم» الروسية.
وعلاوة على ذلك، أطلقت السفن التابعة للأسطول البحري الروسي في بحر قزوين 26 صاروخاً مجنحاً دقيق التصويب أصابت أهدافاً في مناطق يسيطر عليها «داعش» في سوريا على مسافة 1.5 ألف كيلومتر.
ويجري تحديد الأهداف للقصف الجوي من قبل سلاح الجو الروسي بناء على معلومات استخباراتية تقدمها الأجهزة الخاصة في روسيا وسوريا والعراق وإيران، باستخدام مختلف الوسائل والأساليب، بما في ذلك الاستطلاع الجوي. ولا تزيد دقة القصف عن 5 أمتار.
وهاجمت طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي 32 منشأة تابعة لتنظيم «داعش» في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأدت إحدى الغارات الجوية الروسية على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في الأراضي السورية، إلى تدمير منظومة صواريخ مضادة للطائرات من نوع «أوسا».
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، إن قاذفة قنابل من طراز «سو-34» دمرت منظومة «أوسا» الصاروخية المضادة للطائرات التي استولى عليها الإرهابيون من القوات المسلحة السورية في وقت سابق.
وألقت قاذفة القنابل قنبلة موجهة من طراز «كا أ بي-500» على المخبأ الذي احتوى على قاذف صواريخ «أوسا».
وقال المتحدث إن هذه البطارية تم تمويهها بشكل محترف يدل على وجود العسكريين المحترفين في صفوف إرهابيي تنظيم «داعش».
وأشار المتحدث إلى أن مسلحي «داعش» بدأوا يتقهقرون، هاربين من ضربات الطيران الروسي والجيش السوري، وهو ما تؤكده أجهزة المراقبة والاستطلاع.
كما واصل الجيش السوري وحلفاؤه هجماتهم في ارياف حماه واللاذقية وحلب، كما سيطر على حي المنشية في محافظة درعا وتلة بسرتيل وقصف مدينة انخل واسترد بلدة دائرة الامل في ريف القنيطرة، وبدأ هجوماً لفك الحصار عن بلدة حضر الدرزية.
ـ الاسد وبروجردي ـ
وفي المقابل، ثمّن الرئيس السوري بشار الاسد امام رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني الدكتور علاء الدين بروجردي والوفد المرافق له، الدور الايراني.
وأكد ان الجهود التي تبذلها الدول الصديقة وفي مقدمتها ايران وروسيا لتعزيز مقومات صمود سوريا والتعاون معها في حربها ضد الارهاب هي محل تقدير الشعب السوري، مشيراً الى ان ثمار هذه الجهود والتعاون ستحصدها جميع شعوب المنطقة والعالم.
وشدد الرئيس السوري على ان سوريا تثمن الافكار الايرانية لحل الازمة في سوريا وحرص الجمهورية الاسلامية على مساعدة السوريين في القضاء على الارهاب لنجاح اي مسار سياسي في بلادهم.
من جهته، اكد بروجردي اهمية العلاقات الاستراتيجية بين سوريا وايران وحرص بلاده على توطيدها ولا سيما في مجال مكافحة الارهاب بما يحفظ الامن القومي المشترك للبلدين.
وقال وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، إن مهمة القوات الإيرانية ستمهد لطرد «المجموعات التكفيرية» من سوريا.
واشار «دهقان» إلى العمليات الجديدة والمشتركة بين إيران وسوريا والعراق وروسيا للقضاء على «داعش» نهائيا، قائلا «إن تطورات جديدة آخذة بالتبلور في سوريا ستثمر عن القضاء الكامل على المجموعات الإرهابية».
ـ الجبير: حريصون على دعم المعارضة السورية ـ
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن «بلاده حريصة على دعم المعارضة السورية المعتدلة وإن موقف بلاده ثابت في هذا الشأن».
جاء هذا في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره التركي فريدون سينيرلي أوغلو في أنقرة، وقال الجبير «إن الجانبين السعودي والتركي يدركان خطورة التدخلات الإقليمية في الشأن السوري وما ينتج عن ذلك من تداعيات خطيرة».
وقال وزير الخارجية السعودي «إن الرياض وأنقرة تتمسكان بوحدة العراق ووحدة سوريا»، مشيرا إلى ضرورة إشراك الجميع في العملية السياسية وكذلك الخروج بالبلدين من دوامة الإرهاب.
وأشار الجبير إلى أن السعودية ناشدت الجانب الروسي في العمل مع السعودية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي على أن «الأولوية هي وحدة أراضي كل من العراق وسوريا».
وأكد الوزير التركي على ضرورة دعم المعارضة السورية المعتدلة وأن بلاده أبلغت كافة الأطراف المعنية بذلك.
ـ بوتين يندد بالموقف الاميركي ـ
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بالموقف غير البناء» للولايات المتحدة التي ترفض بحسب قوله مبدأ تبادل زيارات وفود من البلدين لبحث النزاع السوري.
فيما أعرب وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري خلال مكالمة هاتفية عن ارتياحهما لمستوى التواصل بين وزارتي الدفاع في البلدين بشأن سوريا.
كما يوشك الجيشان الأميركي والروسي على الانتهاء من صياغة مذكرة تفاهم بشأن حملتيهما الجويتين في سوريا، طبقا لما قاله مسؤول أميركي رفيع المستوى لبي بي سي.
وحسب المسؤول، فإن المذكرة تحدد إجراءات السلامة الجوية الأساسية في الأجواء السورية.
وتأمل الولايات المتحدة وروسيا في أن يساعد مثل هذا الاتفاق على منع أي صدامات عارضة بين طائرات جيشيهما.
ـ تدريبات روسية ـ اسرائيلية لضمان امن الطيران ـ
كما كشفت وزارة الدفاع الروسية أن طيارين روس وإسرائيليين بدأوا تدريبات مشتركة لضمان أمن الطيران في الأجواء السورية.
وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم الوزارة أن المرحلة الأولى من التدريبات التي تهدف إلى منع وقوع حوادث طيران غير مرغوب فيها في أجواء سوريا، جرت الأربعاء، أما المرحلة الثانية، فجرت امس .
وتابع كوناشينكوف أنه تم إطلاق «خط ساخن» بين مركز إدارة الطيران في قاعدة حميميم الجوية السورية ومركز القيادة لسلاح الجو الإسرائيلي، للإبلاغ المتبادل حول طلعات الطائرات في أجواء سوريا.
وأجرى العسكريون الروس والإسرائيليون في وقت سابق جولتين من المشاورات حول ضمان أمن الطيران في أجواء سوريا وفي محيطها.
كما نفت موسكو الاتهامات التي وجهتها تركيا إلى روسيا بشأن توريد أسلحة للمقاتلين السوريين الأكراد في سوريا.
وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ردا على سؤال حول ما نقل عن الخارجية التركية بشأن قلق أنقرة من المساعدات العسكرية الروسية والأميركية للأكراد: «طبعا لا. ليس لدي أية معلومات بهذا الشأن».
في المقابل أكدت مصادر أمنية تركية أن الولايات المتحدة أنجزت سحب صواريخ «باتريوت» التي نشرتها في محافظة غازي عنتاب جنوب تركيا في عام 2013.
عن صحيفة الديار